لوحات المليحي تمثل التشكيل المغربي

0 تعليق ارسل طباعة
صورة: أرشيف
هسبريس - وائل بورشاشنالأربعاء 23 أكتوبر 2024 - 00:44

مثّلت لوحات الفنان البارز الراحل محمد المليحي الفنّ التشكيلي المغربي في الموعد الفرنسي “آرت بازل باريس”، المنظم شهر أكتوبر الجاري.

ومن بين 195 رواقا فنيا، تنتمي إلى 42 بلدا، مثل المغرب “رواق لوفت آرت” الذي قدّم لجمهور الفن الحديث والمعاصر لوحات وقّعها أحد مؤسسي “الحداثة الفنية” بالمغرب، وأحد أعلام “مدرسة الدار البيضاء للفنون الجميلة”، الذي سبق أن بيعَ عمل له في مزاد “سوذبيز”، بريطانيّ المنشأ، بأزيد من نصف مليار سنتيم، خلال الشهور الأولى من الانتشار الواسع لـ”وباء كورونا”، قبل أربع سنوات.

وانطلاقا من الخزانة الأمريكية بطنجة، في نهاية الخمسينيات، عُرِضَت أعمال المليحي الفنية بدول عديدة، من بينها إيطاليا، المكسيك، العراق، الكويت، الإمارات، الجزائر، البرازيل، أمريكا، فرنسا، وإسبانيا، وتحضر لوحاته بمتاحف ومراكز فنية عالمية كبرى، مثل: متحف الفن الحديث بنيويورك الأمريكية، ومركز جورج بومبيدو للفنون والثقافة بباريس الفرنسية، ومتحف “تيت مودرن” في لندن البريطانيّة.

وذكرت ياسمين برادة، مؤسسة الرواق المغربي: “نحن فخورون بأن نكون أول رواق مغربي يشارك بمعرض ‘آرت بازل باريس’. وهذا منعطف للفن المغربي والإفريقي”، وتابعت: “نُبرز اليوم بباريس أعمال المليحي المميزة، مبرزين بذلك مدرسة الدار البيضاء للفنون (…) ونعرض، من بين اللوحات، ثلاثة أعمال لم تعرض من قبل، من بينها عمل له خلال فترة إقامته بمدينة نيويورك الأمريكية”.

تجدر الإشارة إلى أن اسم المليحي يرتبط بمجموعة من المحطّات الثقافيّة البارزة؛ مِن بينها الحركة الفكريّة المنبثقة عن مدرسة الدار البيضاء للفنون الجميلة ومحيطها الثٌّقافيّ، وحلقة 1965، ومجلّتَا “أنفاس” و”أنتيغرال”، وتأسيس موسم أصيلة الثقافي، وصولا إلى تنظيم خمسينية الفنّ التشكيلي بالمغرب، قبل خمس سنوات؛ كما يرتبط اسمه بمسؤوليّات إداريّة كمدير للفنون بوزارة الشؤون الثقافية في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، ومستشار ثقافي لوزارة الخارجيّة في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، ورئيس للجمعيّة المغربيّة للفنون التّشكيلية.

ووجد المليحي ضالّته في الأمواج التي ارتبطت بشكلِها معظم أعماله، وتحضر في تجريده الهندسيّ الحداثيّ رموزٌ وأشكال استقاها مِن سعيه، وأقرانه، إلى نزع أثر الاستعمار على الثقافة المغربية، عن طريق البحث في الموروث الثقافي للبلاد ببعده الأمازيغي والعربي والإسلامي والإفريقي والمتوسّطيّ، الحاضر في المنسوجات والنّقوش والحليّ، مثل الزّرابيّ على سبيل المثال لا الحصر، إلى الهرم الذي يرى فيه ذكرى تاريخ جمع الممالك الأمازيغيّة بمصر الفرعونيّة وروما اللاتينية، بعد زواج جوبا الثاني بابنة كليوباترا التي كانت زهرة زواج مختلط.

ولَم يؤمن المليحي بالإبداع الفنّيّ من أجل الفنّ وحدَه، بل دافع في بعض أعماله عن قضايا مثل القضيّة الفلسطينيّة، فصيّرَ الأمواج المائيّة “أمواجا” ناريّة؛ وعمل من أجل دمقرطة الولوج إلى الفنون بجعلِها جزءا مِن الفضاء العامّ، واستثمارها في استنهاض المسؤوليّة الاجتماعيّة تجاه المجال المشترَك، بمبادرات بدأت بالمحطّة البارزة في تاريخ الإبداع بالمغرب؛ عندما عرض مع مُجَايليه في “حلقة 65” أعمالهم بساحة جامع الفنا بمراكش، في رسالة “عمّا يُمكِن أن يكونَه الفنّ”، واستمرّت مع عمله في سبيل إعمار مدينة أصيلة، وجعلها محجّا فنّيّا وثقافيّا، يُحمَّل قاطِنُوه مسؤولية الحفاظ عليه.

الفن التشكيلي باريس محمد المليحي

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق