أسباب انخفاض صادرات الغاز المسال الجزائرية.. وخبيران يتوقعان انتعاشة كبيرة

0 تعليق ارسل طباعة

تشكّل صادرات الغاز المسال الجزائرية مصدر إمداد رئيسًا لعدد من الدول الأوروبية، ونمت هذه الصادرات بمعدلات قياسية عقب اندلاع الحرب الأوكرانية وغياب الغاز الروسي تدريجيًا.

وخلال عامي 2022 و2023 برهن الغاز الجزائري المسال على أنه وسيلة تضمن أمن الطاقة للقارة العجوز، لكن بيانات صدرت مؤخرًا كشفت تراجعًا في هذه الصادرات.

وبحسب بيانات تقرير دوري حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سجلت صادرات الغاز المسال الجزائرية انخفاضًا بنسبة 10.7% خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الجاري 2024، مقارنة بالمدة المقابلة العام الماضي.

واتفق خبيران على أن زيادة الاستهلاك الجزائري المحلي أحد أبرز أسباب تراجع الصادرات، متوقعين أن تشهد بيانات نهاية العام الجاري أرقامًا أكثر تفاؤلًا.

صادرات الجزائر من الغاز المسال

بلغ حجم صادرات الغاز المسال الجزائرية 8.88 مليون طن، خلال الأشهر من يناير/كانون الثاني الماضي حتى نهاية سبتمبر/أيلول، انخفاضًا من 9.95 مليون طن خلال الأشهر ذاتها من العام الماضي.

وتفصيليًا، سجلت صادرات الربع الأول 2.98 مليون طن، مرتفعة عن 2.91 مليون طن خلال الربع ذاته العام الماضي، ومنخفضة عن صادرات الربع السابق له (الربع الرابع 2023) المقدّرة بنحو 3.5 مليون طن.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- صادرات الغاز المسال الجزائرية الفصلية:

صادرات الجزائر من الغاز المسال حتى الربع الثالث 2024

وعاودت صادرات الجزائر من الغاز المسال الارتفاع إلى 3.27 مليون طن في الربع الثاني، رغم تراجعها عن مستويات الربع ذاته العام الماضي، البالغة 3.4 مليون طن.

وهبطت صادرات الغاز المسال الجزائرية خلال الربع الفائت إلى 2.63 مليون طن، بتراجع يصل إلى المليون طن مقارنة بصادرات الربع ذاته العام الماضي، وفق بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث من 2024" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.

وبذلك، يعدّ الربع الثالث أقل المعدلات الفصلية للصادرات خلال العام الجاري، رغم أن شهر سبتمبر/أيلول الماضي اقتنص لقب أعلى معدل شهري للصادرات خلال العام الجاري بنحو 1.17 مليون طن.

انتعاشة وشيكة

توقَّع الخبير الاقتصادي الجزائري الدكتور مراد كواشي انتعاشة في صادرات الغاز المسال الجزائرية على المدى القصير خلال فصل الشتاء والربع الأخير من العام الجاري، مع تزايد الطلب العالمي.

وأضاف أنه بجانب زيادة الطلب العالمي الموسمية، فإن شركة سوناطراك الحكومية تواصل تنفيذ إستراتيجية تهدف لزيادة الإنتاج، بمخصصات تصل إلى 50 مليار دولار لخطة التطوير خلال العامين الجاري والمقبل.

وأوضح في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة أن نتائج هذه الاستثمارات الضخمة سوف تظهر في القريب العاجل.

وأشار الخبير الجزائري إلى عدد من الاتفاقيات التي وقّعها مجمع سوناطراك مع شركات أميركية (شيفرون وإكسون موبيل) وإيطالية (إيني) وفرنسية (توتال إنرجي).

وقال كواشي، إن هذه الشراكات الإستراتيجية تهدف إلى توسعة عملية الاستكشاف والبحث عن موارد جديدة، بهدف زيادة الإنتاج.

وكشف أن هناك توسعة تجري لميناء سكيكدة (ميناء رئيس للصادرات الجزائرية)، بما يسمح بزيادة عمليات الإسالة وحجم الصادرات.

تعافي الطلب

شدّد مراد كواشي على مطالبة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لشركة سوناطراك بزيادة صادرات الغاز الجزائري، سواء عن طريق خطوط الأنابيب أو الإمدادات المسالة، إلى 100 مليار متر مكعب.

وأردف أن الصادرات الجزائرية من الغاز تعادل حاليًا نصف هذا المستهدف، متوقعًا أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة والعام المقبل زيادة في صادرات الغاز المسال لتلبية التوجهات الرئاسية.

صادرات الغاز المسال الجزائرية

واتفق معه مدير وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أحمد شوقي، متوقعًا تعافي صادرات الغاز المسال الجزائري في الربع الأخير من العام الجاري.

وأرجع ذلك إلى الاتجاهات الموسمية للطلب، في ظل توقعات بانخفاضه محليًا خلال فصل الشتاء، بعد المستويات المرتفعة في الصيف الماضي جراء درجات الحرارة القياسية.

وتابع شوقي: "سيرتفع الطلب الأوروبي على الغاز المسال لتلبية احتياجات التدفئة خلال الشتاء، ما يُنعش صادرات الجزائر، بصفتها مُصدّرًا رئيسًا للقارة".

واستدرك مدير وحدة أبحاث الطاقة مستبعدًا كفاية زيادة صادرات الغاز المسال من الجزائر في الربع الجاري لبلوغ مستويات نهاية العام الماضي المرتفعة، المقدّرة بنحو 13.5 مليون طن.

لماذا انخفضت الصادرات؟

حدّد الخبيران 3 أسباب رئيسة لتراجع صادرات الجزائر من الغاز المسال في 3 نقاط: واقع الإنتاج، وحجم الطلب والاستهلاك المحليَين، والطلب والاستهلاك في أوروبا.

1) تراجُع الإنتاج

تطرَّق أحمد شوقي إلى تراجع صادرات الغاز المسال الجزائرية بنحو مليون طن خلال الربع الفائت.

وقال، إن إنتاج مركز أرزيو للإسالة تراجع إثر عمليات تطوير، ويخطط لعودته بكامل طاقته الإنتاجية بعدها، في الوقت الذي لم تشهد فيه مستويات الإمدادات من محطة الإسالة في سكيكدة أيّ تغيير.

مدير وحدة الأبحاث في منصة الطاقة أحمد شوقي

2) الطلب المحلي

أشار مدير وحدة أبحاث منصة الطاقة إلى تسجيل الطلب المحلي الكهرباء خلال أشهر الصيف مستويات قياسية، جراء الارتفاع في درجات الحرارة، ما رفع الطلب على الغاز الذي يعتمد عليه قطاع الكهرباء بصورة شبه كلّية (98%).

واتفق معه الخبير الجزائري الدكتور مراد كواشي، مشيرًا إلى زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف الماضي الذي وصل إلى ذروة تاريخية لم يسجّلها من قبل، إذ تعتمد بلاده على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء بنسبة 99%.

وأوضح أن زيادة الطلب المحلي على الغاز لإنتاج الكهرباء أثّرت في الفائض المخصص للتصدير.

3) الطلب والاستهلاك الأوروبي

قال الدكتور مراد كواشي، إن عددًا كبيرًا من عقود تصدير الغاز المسال الجزائري قصيرة الأجل انتهى، مرجّحًا أن تشهد الآونة المقبلة زيادة في صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب.

في حين أوضح أحمد شوقي أن انخفاض الاستهلاك الأوروبي، مقارنة بالعام الماضي، وارتفاع مستويات التخزين قبل الشتاء، كلّها عوامل خفضت صادرات الغاز المسال الجزائرية إلى القارة العجوز.

وبلغت صادرات الغاز المسال من الجزائر إلى أوروبا خلال المدة محل الرصد 2.4 مليون طن، مقابل 2.9 مليون طن في الربع نفسه العام الماضي، بحسب شوقي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق