ناسور يعتلي الخشبة بشخصية مركبة

0 تعليق ارسل طباعة

يسجل المخرج المسرحي والفنان المغربي أمين ناسور عودة جديدة إلى خشبة المسرح بعد سنوات من الغياب، من خلال عمل مسرحي جديد يحمل عنوان “فوضى”؛ وهو من تقديم فرقة المسرحيين المتحدين المنضوية تحت لواء جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون، وتأليف أحمد السبياع، دراماتورجيا وإخراج مريم الزعيمي في أول تجربة لها.

وقال أمين ناسور، في تصريح لجريدة هسبريس، إنه بعد سبع سنوات على آخر مشاركة له كممثل في مسرحية “توقيع” للمؤلف عصام اليوسفي، تأتي هذه المشاركة مع فرقة المسرحيين المتحدين في إطار توطين الفرق المسرحية بالمراكز الثقافية.

وتابع المتحدث ذاته أن السعادة تغمره بالعودة إلى الخشبة، لأن منطلقاته الأولى وتكوينه الأساسي هو تكوين الممثل؛ وبالتالي الحنين إلى الخشبة كان دائما يراوده، لكنه كان ينتظر فقط الفرصة المناسبة والملائمة له كممثل ولكيانه كفنان مسرحي لكي يعود في تجربة جديدة.

وأبرز ناسور، في حديثه، أنه رحب بالفكرة كثيرا وكان سعيدا بها لأنه يعرف قدرات صديقته وزميلته مريم الزعيمي في إدارة الممثلين وعرض تصورات جمالية خلاقة؛ لذلك عاد إلى الخشبة في شخصية مركبة جدا ولها أبعاد نفسية تتطلب مجهودا مهما للاشتغال.

وأعرب المخرج المسرحي والفنان المغربي أيضا عن سعادته بالوقوف فوق الخشبة كممثل مع طلبته بالأمس وزملائه اليوم؛ لأن ذلك فيه تحفيز وتشجيع لهم، ويشكل مصدر ثقة له للاستفادة من حيويتهم ومن طراوتهم الجسدية والأدائية.

وواصل ناسور في حديثه مع هسبريس أن هذه التجربة تأتي بطعم خاص مع أصدقاء أعزاء له من مدينة فاس، من مسيري ومدبري فرقة المسرحيين المتحدين، وهما كل من محمد العلمي وأمين المرابطي، لافتا إلى أنه يرى أن هذه المغامرة ستبصم بقوة في الساحة المسرحية المغربية لأنه تم الاشتغال عليها بحب كبير وتفانٍ وتركيز مهم.

وتقدم مسرحية “فوضى”، حسب المتحدث ذاته، رؤية نقدية للعالم المعاصر، حيث تتشابك الفوضى الشخصية والاجتماعية والنفسية مع وسائل الاتصال، لتخلق علاقات هشة وضعيفة، من خلال قصتي زواج مختلفتين، يتم عرض التأثير المدمر للعوامل الخارجية على الزواج، سواء كان ذلك في شكل طمع مادي أو إدمان وهروب من المسؤوليات.

وتعكس شخصيات المسرحية فلسفة “الطمع” و”الاستغلال”، و”السلطة”، و”التبعية العاطفية”. وتتجلى الفوضى في الانهيار الأخلاقي والاعتماد على الآخر بشكل مفرط، سواء في الجانب المادي أو العاطفي؛ مما يثير تساؤلات حول مسؤولية الأفراد في بناء واستمرار العلاقات.

وتستعرض مسرحية “فوضى” جوانب معقدة من الحياة الزوجية الحديثة وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، كما تعكس فلسفة الفوضى التي أصبحت تحكم العلاقات الإنسانية في العصر الحديث بشكل عام، ويمكن اعتبار وجود الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي تجسيدا للفوضى الفكرية والانفصال النفسي بين الأزواج، حيث تُعرض أسئلة حول معنى التواصل الحقيقي وحول مدى تأثر القرارات الشخصية والعلاقات بالعوامل الخارجية. كما أن المسرحية تسلط الضوء على الصراعات الطبقية بين الزوجين، وتفضح التفاوتات الاجتماعية التي تزيد من حدة الفوضى في العلاقات، وتبرز دور المجتمع في توجيه الأحكام وإملاء التوقعات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق