"نقل الصراعات إلى المهجر" .. انتقادات تطال النخب العربية في الغرب

0 تعليق ارسل طباعة

وجه خطار أبو ذياب، أستاذ العلوم السياسية بالمركز الدولي للجيوبوليتيك بباريس، انتقادات مبطنة إلى النخب العربية في فرنسا والدول الغربية، إذ اعتبر أن هذه الأخيرة تفتقد إلى الحوار فيما بينها بسبب نقل خلافات الدول العربية إلى المهجر.

وقال أبو ذياب في جلسة “تجربة الجاليات العربية في المهجر: الإيجابيات والنقائص” ضمن فعاليات الندوة التي ينظمها موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الـ45: “ليس هناك حوار عربي-عربي حقيقي حتى بين النخب العربية التي أصبحت مندمجة في المهجر، وبين الجاليات”.

وأضاف الأكاديمي الفرنسي اللبناني أن الجاليات العربية في الدول الغربية تواجه مشكلة تتمثل في “نقل خلافات الدول إلى المهجر، وفي نقل الحقد الإيديولوجي في الخلافات بين بعضها بعض”.

وعكس التقديرات التي تتحدث عن وجود 13 مليون مهاجر عربي في الغرب، قال أبو ذياب: “لا توجد إحصاءات دقيقة بخصوص أعداد المهاجرين العرب في أوروبا والغرب”، واستدرك: “يمكن أن تكون للمغرب إحصاءات، إلا أن هناك دولا ليست لديها إحصائيات بالمرة عن أعداد المهاجرين، مثل لبنان الذي يعد من كبار الدول المصدرة للمهاجرين”.

وأوضح أن “الدفاع عن القضايا شيء والمغالاة فيه شيء، والخلط شيء آخر”، معتبرا أن رد الفعل المتطرف والعنصري بوجود اليمين المتشدد، موجود وواضح في فرنسا والغرب، لكن لـ”ننظر إلى الأشياء من حولنا في العالم، هذه ظاهرة عالمية وهناك تطرف وأزمات”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بالمركز الدولي للجيوبوليتيك بباريس إلى أن السؤال المطروح هو “كيف يمكن للنخب من أصول عربية أن تلعب دورا إيجابيا في قضايا بلدانها؟، مشددا على أن النخب العربية في الغرب مطالبة بأن تلعب دور “الناقل الثقافي للاستفادة من الإيجابيات التي تتيحها الديمقراطية لمناقشة هؤلاء (اليمين المتطرف) ومقارعتهم في عقر دارهم”.

وأبرز المتحدث أن الدعم الاقتصادي الذي تمثله الجاليات العربية لبلدانها الأم، مهم، ودعا الدول العربية إلى عدم التعامل مع الجاليات على أنها “مصدر مالي، بل يجب أن يكون هناك تفاعل أفضل، وتمثيل أفضل، ونقل تجارب وعصارة أفكار”، معتبرا أن هذا الأمر مسألة تراكمية تحتاج إلى الوقت.

وزاد أبو ذياب أن النخب العربية في الغرب تقع عليها “مسؤوليات مهمة، والدول مطالبة بأن تشكل مجموعات ضغط، ومن حقها ذلك، ولكن يمكن أن نشتغل سويا في الدفاع عن قضايا مشتركة مثل القضية الفلسطينية”، كما قدم إجابة عن سؤال “لماذا نحن نتأخر والآخرون يتقدمون؟”، قائلا: “لأننا لم نتمكن من احترام الآخر والاعتراف بالآخر، ولم نتبن مفهوما صحيحا للحداثة، بالرغم من كل ما ضخمه صاحب نظرية صدام الحضارات، لأنه دوما كانت هناك حضارة تتقدم عن باقي الحضارات، والغرب هو من يملك اليوم الغلبة، والصين لما أرادت أن تتقدم أخذت كل شيء من الغرب”، وفق تعبيره.

من جهتها، قالت كاتيا غصن، ناقدة أستاذة بجامعة باريس الثامنة، إن النخب الثقافية العربية في فرنسا تواجه مشكلة أساسية تتمثل في أن الثقافة العربية المستضافة ظلت “أسيرة الهيمنة التي تفرضها بشكل غير مباشر، ومباشر أحيانا، التوجهات السياسية والثقافية للبلد المستضيف أو الحاضن”.

وأضافت غصن أن الثقافة المهيمنة تحاول تطويع ما يختلف عنها والسيطرة عليه، مستعيرة مقولة الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي، مستدركة بأنه مع ذلك، فإن الأرضية الديمقراطية في البلدان الغربية تفتح الباب أمام وجود “حيز للاختلاف والتعارض، وتفسح مجالا للنخب العربية لتجد مساحات تعبر من خلالها عن ثقافات وتطلعات بلدانها العربية وترفع راياتها”.

وسجلت الأكاديمية اللبنانية، بأسف، وجود “تضييق لهذه المساحات، حيث سارت أسيرة الخطاب السياسي والإعلامي المهيمن الذي غالبا ما يختزل العربي في الإسلام المتشدد والمتطرف والإرهابي”، ولفتت إلى أن بعض الأحداث التي هزت الرأي العام في الأعوام الأخيرة ساهمت في “ترسيخ هذه الصورة بشكل كبير”.

وأشارت غصن إلى أن المزايدة الإعلامية في مسألة الحجاب وصعود بعض الشخصيات السياسية والإعلامية التي تروج علنا وبشكل مطلق لنظرية صدام الحضارات، زادت من ترسيخ هذه الصورة النمطية حول الجالية العربية التي انعكست سلبا على علاقة المثقفين ببلدانهم الأم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق