خصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، زيارة لإقليم جرادة لإطلاق عدد من المبادرات الرامية لتحقيق تنمية مستدامة وبيئية في إطار استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، وتقييم مدى تقدم المشاريع التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المرونة البيئية في المنطقة، بحضور عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة، ومبروك ثابت، عامل الإقليم.

وذكر بلاغ للوكالة الوطنية للمياه والغابات، توصلت به هسبريس، أن برنامج الزيارة تمحور حول مشاريع رئيسية عدة تهدف إلى الاستغلال المستدام للموارد الطبيعية، وتعزيز القطاعات الاقتصادية المحلية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتدبير النظم البيئية الغابوية بطريقة مستدامة.

ومن بين هذه المبادرات، إعادة تأهيل المنتزه الطبيعي “الشخار”، وغرس أشجار الخروب في إطار نموذج تدبير تشاركي مع التعاونيات المحلية، وتطوير تربية الأحياء المائية في وسط صحراوي، بالإضافة إلى دعم سلاسل سهوب إكليل الجبل، أو ما يعرف بـ”الأزير”، ونبات الحلفاء، فضلا عن عقد شراكات من أجل التنمية المستدامة.

وأبرز البلاغ أن مشروع تأهيل المنتزه الطبيعي “الشخار” سينطلق سنة 2025 بميزانية تقدر بـ80 مليون درهم، بهدف إعادة تأهيل الأصناف المحمية، وإحداث بنية تحتية تخدم السياحة البيئية، مما يعزز الاقتصاد المحلي من جهة، ويحافظ على التنوع البيولوجي من جهة أخرى.

وخلال تظاهرة أمس، جرى إعادة استيطان عدد من الأصناف المهددة كالغزال الجبلي (Gazelle de cuvier) والأروي (Mouflon à manchettes)، والحفاظ على الموائل الطبيعية وإعادة تأهيلها لدعم التنوع البيولوجي.

وأضاف البلاغ أن مشروع التثمين المستدام للخروب بمنطقة المحصر، الممتد على مساحة 330 هكتارا، بغلاف مالي يناهز 7,3 ملايين درهم، يتبنّى نموذجا يشرك التعاونيات المحلية اعتمادا على مقاربة تشاركية، ويساهم في تثمين الأراضي مع توفير دخل للتعاونيات من خلال الاستغلال الحصري للموارد الطبيعية، حيث تم، في السياق نفسه، تسليم شيك بقيمة 204.000 درهم لتعاونية “خيرات” بدوار مساعدة، دعماً لهذه الجهود.

وخلال الزيارة ذاتها، تم تسليط الضوء على تربية الأحياء المائية في البيئة الصحراوية من خلال مشروع دعم يهدف إلى تعزيز تربية الأحياء المائية المتكاملة، وتطوير إنتاج الأحياء المائية من خلال إدماج تربية الأسماك في أحواض الري بالإقليم، وتعزيز زراعة الطحالب مثل السبيرولينا (spiruline) وغيرها لفائدة الشباب والنساء.

ويعتمد المشروع الذي تبلغ ميزانيته 25 مليون درهم على مدى ثلاث سنوات، على أربع لبنات رئيسية، تتجلى في إنشاء مركز تميز لإنتاج الأحياء المائية وتدريب العاملين في هذا المجال، ودعم الأنظمة الإنتاجية السوسيو-اقتصادية الملائمة للبيئة الصحراوية، وإنعاش مقاولات تربية الأحياء المائية في المياه البرية، وتشجيع السياحة البيئية المتعلقة بالصيد.

في السياق ذاته، جرى إطلاق مشروع بقيمة 121,61 مليون درهم، يهدف إلى حماية وتأهيل وتثمين مساحات إكليل الجبل ونبتة الحلفاء، والكشف عن برنامج مخصص لتأهيل الغابات المتدهورة ومكافحة التصحر، بهدف غرس 6800 هكتار على مدى ثلاث سنوات، بميزانية قدرها 115 مليون درهم، من بينها 1580 هكتارا خلال سنة 2024.

ووفق الوكالة الوطنية للمياه والغابات، جرى كذلك توقيع ثلاث مذكرات تفاهم وست اتفاقيات شراكة خلال هذه الزيارة، تهدف في مجملها إلى دعم التنمية المستدامة للساكنة المحلية، فضلا عن تسليم طائرة بدون طيار (درون) متعددة الاستخدامات عالية الأداء إلى المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالشرق.