التساقطات المطرية الأخيرة تطلق الدينامية الزراعية في حقول شمال المملكة

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت معظم أقاليم الشمال خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية فتحت شهية الفلاحين من أجل الحرث استعدادا لتدشين موسم زراعة الحبوب، التي تغطي مساحات شاسعة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة التي أضحت تساهم بجزء مهم في الإنتاج الوطني مع توالي سنوات الجفاف التي عطلت هذه الزراعة في المناطق الأصلية لها بالبلاد.

ويبدو أن التساقطات الأخيرة أحدثت دينامية متزايدة في المجال الفلاحي بالجهة، حيث تشهد أقاليمها حركة غير عادية وتنافسا بين الفلاحين لإعداد الأرض واستباق موسم التساقطات الذي يجعل عملية الحرث والقلب معقدة في حال تسجيل كميات مهمة من الأمطار.

في ظل هذه المعطيات والمؤشرات المبشرة، قال نور الدين الزعني، رئيس إحدى تعاونيات إنتاج الحليب بإقليم العرائش، إن الأمطار الأخيرة “مفيدة جدا لفلاحي المنطقة”، مؤكدا أن “البذور التي تم زرعها ستنبت بعد هذه التساقطات”.

وأضاف الزعني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الفلاحين “زرعوا الشمندر السكري ويستعدون لزراعة الحبوب بمختلف أنواعها في الأسابيع المقبلة”، معبرا عن أمله أن تستمر التساقطات بشكل منتظم من أجل تحقيق موسم فلاحي في مستوى التطلعات.

وبخصوص وضعية تربية المواشي، أكد المتحدث لهسبريس أن الأمور باتت أفضل مع “الدعم الحكومي المخصص للفلاحين على مستوى أسعار الأعلاف، الذي خفف من كلفة الإنتاج”، معتبرا أن الشعير المدعم متوفر بكميات مهمة، وكذلك “سيكاليم” الذي يستعمل في التسمين وإنتاج الحليب.

غير أن الفلاح ذاته استدرك قائلا: “لدينا طلب وحيد للحكومة والوزارة، هو أن تنظر إلى حالنا في مسألة المحروقات، لأن سعرها غال بالنسبة إلينا”، مشددا على أن هذا المعطى “يجعل الكثير من الفلاحين غير قادرين على حرث أراضيهم وزراعتها”.

وزاد الزعني موضحا: “نحتاج اعتماد سعر خاص لبيع المحروقات للفلاح من أجل تشجيعنا على العمل والاجتهاد لتعزيز الإنتاج الوطني والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي لبلادنا”، معتبرا أن هذا المطلب “يُجمع عليه مختلف الفلاحين، ولكن لم تتم الاستجابة إليه حتى الآن”.

في السياق ذاته، أكد الفلاح رشيد الغزواني أهمية التساقطات المطرية المسجلة بالنسبة لمحصول الزيتون، معتبرا أن هذه الأمطار ستجعل عملية قطفه مثالية في غضون أيام قليلة.

وأضاف الفلاح ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “جميع فلاحي المنطقة، خاصة أصحاب المساحات البورية، كانوا ينتظرون المطر من أجل تدشين عملية قطف الزيتون”، وذلك لأن “الثمار تستفيد من الأمطار بعد أشهر من العطش والحرارة المفرطة”.

وذكر الغزواني أن المناطق الجبلية والسهول المعروفة بزراعة الزيتون بدأت تشهد “حركة دؤوبة لتكثيف وتسريع عملية الجني، التي يفضل كثير من الفلاحين القيام بها بعد هطول المطر”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق