دراسة سعودية: التحول إلى الطاقة المتجددة يعزز الطلب على النفط والغاز

0 تعليق ارسل طباعة

اقرأ في هذا المقال

  • تطوير قطاع الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى زيادة الطلب على البتروكيماويات
  • الطلب العالمي على البوليمرات البتروكيماوية قد يتراوح بين 155 و223 مليون طن متري بحلول 2050
  • الاقتصادات المصدرة للبتروكيماويات قد تستفيد من ارتفاع الطلب
  • صناعة الطاقة النظيفة تعتمد بدرجة كبيرة على المنتجات البتروكيماوية

ثمة تصوّر سائد بأن التحول إلى الطاقة المتجددة سيسهم في خفض الطلب على النفط والغاز والفحم، لكن هذا التصوّر لا يعكس العلاقة المعقّدة بين الطاقة النظيفة وقطاع البتروكيماويات.

فقد أشارت دراسة حديثة، حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منها، إلى أن التقنيات المتجددة قد تزيد من الطلب على البتروكيماويات.

وتقدّر الدراسة أن الطلب العالمي على البوليمرات اللازمة لدعم انتشار الطاقة المتجددة في سيناريو الحياد الكربوني بحلول عام 2050 سيتراوح بين 155 و223 مليون طن متري.

ويعادل هذا زيادة في الطلب على النفط الخام بمقدار 0.80 إلى 1.13 مليون برميل يوميًا بين عامي 2025 و2050، مدفوعًا إلى حدّ كبير بالنمو الاقتصادي في الهند والصين، حيث سيتراوح الطلب على البوليمرات في البلدين بين 67 و96 مليون طن متري.

فضلًا عن ذلك، تعتمد صناعة الطاقة النظيفة بدرجة كبيرة على المنتجات البتروكيماوية لتصنيع التقنيات الأساسية، مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، وهذه التقنيات تستعمل أنواعًا مختلفة من البتروكيماويات، بما في ذلك البلاستيك والمطاط؛ ما يؤكد الترابط بين القطاعين.

التحول إلى الطاقة المتجددة وصناعة البتروكيماويات

خلصت دراسة سعودية لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) إلى أن الطلب على البتروكيماويات يتأثر إيجابيًا بنمو أنظمة الطاقة المتجددة.

ويتعين على صنّاع السياسات في البلدان المستوردة للبتروكيماويات الاستعداد لزيادة الطلب بسبب التحول إلى الطاقة المتجددة، في حين ينبغي على صنّاع السياسات في الدول المصدّرة إدراك إمكان توسيع القطاع، استنادًا إلى هذه الرؤى.

وبينما تعدّ مصادر الطاقة المتجددة بديلًا للوقود الأحفوري، قد تؤثّر عملية التحول سلبًا في قطاع الهيدروكربونات بطريقتين:

أولًا: خفض الطلب على الوقود الأحفوري في التدفئة والتبريد، الذي يمثّل نحو نصف استهلاك الطاقة العالمي.

ثانيًا: الحدّ من اعتماد قطاع النقل على الهيدروكربونات، إذ يمثّل قرابة 60% من الاستهلاك العالمي للنفط الخام، إلّا أن التوقعات تشير إلى انخفاض هذا الطلب بنسبة 40%، مدفوعًا بتبنّي المركبات الكهربائية.

التحول إلى الطاقة المتجددة يعزز الطلب على الهيدروكربونات
توربين رياح – الصورة من موقع شركة فيستاس

تعزيز الطلب على البتروكيماويات

رغم أن التحول إلى الطاقة المتجددة قد يكون له آثار سلبية في الهيدروكربونات من حيث الطلب على الطاقة، فإنه يقدّم فرصًا لنمو القطاع من خلال زيادة الطلب على البتروكيماويات.

ويُعزى هذا الطلب للحاجة إلى تصنيع مواد أساسية لازمة في تقنيات الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، البوليمرات الرئيسة، مثل الإيثيلين والبولي يوريثان، ضرورة لإنتاج الألواح الشمسية، في حين تتطلب توربينات الرياح مواد مثل الصلب المنتج من الهيدروكربونات.

كما تعتمد مكونات التوربينات على الراتنجات القائمة على البتروكيماويات ومواد التشحيم القائمة على النفط، ومن ثم، فإن اعتماد صناعة الطاقة المتجددة على المشتقات البتروكيماوية يجعل القطاع محركًا مهمًا للطلب العالمي على النفط.

وركّزت دراسة "كابسارك" على أكبر 7 دول نامية ذات حصص كبيرة من قدرات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المركبة على مدى العقد الماضي، وهي: الصين والهند والبرازيل وتركيا والمكسيك وتشيلي وتايلاند، واعتمدت على بيانات من عام 1996 إلى عام 2022، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وجاءت النتائج كما يلي:

  • كان هناك زيادة ملحوظة بالقدرة المركبة للطاقة المتجددة في جميع البلدان المذكورة منذ عام 2012 تقريبًا.
  • ارتفعت واردات البتروكيماويات عمومًا، لكنها شهدت انخفاضًا عام 2022 في أغلب البلدان، ويعزى ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتأثير الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
  • اتّسم نمو قدرات الطاقة المتجددة المركبة بالثبات تقريبًا، في حين تشهد واردات البتروكيماويات تقلبات متزايدة، خاصة أن بعض البلدان، مثل الصين والمكسيك وتايلاند وتركيا، شهدت زيادة ملحوظة خلال سنوات معينة.

كما أشارت الدراسة إلى أن الزيادة بمقدار 1% في متوسط القدرة المركبة للطاقة المتجددة تؤدي إلى زيادة واردات البتروكيماويات بنسبة 0.2% بالنسبة لهذه الدول، وخلصت إلى أن تعزيز قدرات الطاقة المتجددة يؤدي باستمرار إلى زيادة واردات البتروكيماويات في جميع المجالات.

الفرص المستقبلية

بحلول عام 2050، قد يتراوح الطلب العالمي على النفط من إنتاج البتروكيماويات ما بين 50-80%؛ مدفوعًا بالاقتصادات النامية بسبب عوامل مثل النمو السكاني والتصنيع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على النفط -بصفته مادة خامًا لإنتاج البتروكيماويات والمواد الكيميائية- سيقود نمو الاستهلاك النهائي للطاقة بحلول عام 2040.

وتؤكد الدراسة وجود علاقة إيجابية بين قطاع التصنيع والطلب على البتروكيماويات المستوردة، مثل البلاستيك والمطاط.

وتشير الأبحاث السابقة إلى أن الصناعات، مثل السيارات والإلكترونيات والرعاية الصحية والمنسوجات والأغذية والتعبئة والتغليف، تدفع هذا الطلب، خاصةً أن البتروكيماويات مواد خام أساسية لمختلف هذه القطاعات.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تشكّل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أكثر من 70% من إضافات القدرة الكهربائية العالمية بحلول عام 2050.

وبحسب سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية، يُرجَّح ارتفاع القدرات المركبة للطاقة الشمسية وتوربينات الرياح إلى قرابة 18 ألفًا و750 غيغاواط و7 آلاف و620 غيغاواط على التوالي، بحلول عام 2050، مدفوعة في المقام الأول بالصين والهند.

وحال استمرار الاعتماد على الواردات، فقد تنشأ فرص كبيرة للطلب على البوليمرات البتروكيماوية في الهند والصين بسبب النمو المتوقع في القدرات المتجددة.

التحول إلى الطاقة المتجددة يعزز الطلب على الهيدروكربونات
محطة لإنتاج البتروكيماويات – الصورة من موقع شركة توتال إنرجي

العلاقة بين الطاقة المتجددة والبتروكيماويات

خلصت الدراسة إلى أنه على عكس الاعتقاد السائد بأن التحول إلى الطاقة المتجددة يحدّ من الطلب على الهيدروكربونات، ثمة علاقة إيجابية بين تطور قطاع الطاقة المتجددة والطلب على البتروكيماويات مثل البلاستيك والمطاط.

وعلى وجه التحديد، فإن متطلبات تعزيز قدرات أنظمة الطاقة المتجددة في ظل سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية قد تؤدي إلى زيادة بنسبة 6% في الطلب على المواد الخام البتروكيماوية.

فضلًا عن ذلك، فإن تطورات التصنيع محليًا وارتفاع أسعار البتروكيماويات المحلية مقارنة بالأسعار العالمية قد تؤدي إلى تفاقم هذا الطلب.

من ناحية أخرى، يجب على صنّاع السياسات في الدول المصدرة للبتروكيماويات الاستفادة من الفرص الناتجة عن هذا الطلب المتزايد على البتروكيماويات والهيدروكربونات، إذ لا توجد -حاليًا- بدائل للمواد القائمة على الهيدروكربونات في عمليات تحول الطاقة أكثر ملاءمة للبيئة وأكثر فاعلية من حيث التكلفة والكفاءة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق