سجّل قطاع السيارات الكهربائية في أنحاء العالم انتكاسة جديدة وسط تراجع كبير في أحجام مبيعاتها، بالتزامن مع ظهور مشكلات سلامتها وسلاسل توريد المكونات الأساسية للصناعة.

وأشارت شركة هوندا موتور Honda إلى أنها منفتحة على تغيير إستراتيجيتها للكهربة إذا استمر الطلب على السيارات العاملة بالبطاريات في التضاؤل، وهي علامة على أن شركة صناعة السيارات اليابانية قد تنضم إلى نظيراتها الدولية في التراجع عن أهداف المركبات الكهربائية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، توشيهيرو ميبي، للمستثمرين الأسبوع الماضي: "هناك مساحة كافية لتعديل الجدول الزمني لإنشاء مصانع السيارات الكهربائية عالميًا وتغيير إستراتيجيتنا إذا سارت الأمور في اتجاه غير متوقع،" وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح ميبي أن ذلك قد يشمل تأخير إنشاء بعض خطوط إنتاج السيارات العاملة بالبطاريات، في خطوة من شأنها تضيف مزيدًا من الغموض حول مستقبل المركبات الكهربائية.

تراجع طموحات الكهربة

شهدت شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم تراجعًا عن طموحاتها في مجال الكهربة، بسبب قلة عدد المستهلكين عن شراء السيارات العاملة بالبطاريات، إذ تُعدّ القدرة على تحمُّل التكاليف ونقص البنية التحتية للشحن والقلق بشأن نطاق السير من المخاوف الرئيسة.

وتخلّت شركة فولفو السويدية Volvo الشهر الماضي عن هدفها المتمثل في بيع السيارات الكهربائية بالكامل فقط بحلول نهاية هذا العقد، بينما أرجأت شركة تويوتا موتور اليابانية Toyota Motor بدء إنتاج أول سيارة كهربائية مصنوعة في الولايات المتحدة حتى عام 2026.

من ناحيتها، تهدف شركة هوندا إلى بيع السيارات الكهربائية فقط بحلول عام 2040، حيث أبقى الرئيس التنفيذي للشركة، توشيهيرو ميبي، ذلك دون تغيير في الوقت الحالي، موضحًا أن الركود الحالي في مبيعات السيارات الكهربائية يعود إلى "ظروف صعبة قصيرة الأجل".

في النصف الأول من هذا العام، باعت هوندا نحو 13 ألف سيارة كهربائية، أو نحو 0.7% من إجمالي مبيعات سيارات الركاب.

وتمتلك الشركة 11 طرازًا من السيارات الكهربائية على مستوى العالم، بما في ذلك إكس-إن في وإي: إن بي 1 في الصين، وبرولوغ في الولايات المتحدة وكندا، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتشمل الطرازات "هوندا إي"، التي توقفت الشركة عن تصنيعها، ولكنها ما تزال تبيعها من المخزون المتبقي، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

مبيعات السيارات الكهربائية

انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في الهند بنسبة 9% في سبتمبر/أيلول الماضي 2024، وتراجعت إلى أدنى مستوى لها في 19 شهرًا عند 5 آلاف و733 وحدة.

بلغت مبيعات المركبات الكهربائية ذروتها في مارس/آذار الماضي بـ9 آلاف و661 وحدة، وفقًا لبيانات المبيعات الصادرة عن موقع فاهان Vahan الإلكتروني.

ومنذ ذلك الحين، كانت المبيعات تتباطأ باطّراد، حيث بيعَت 6 آلاف و630 سيارة كهربائية في أغسطس/آب الماضي، بانخفاض 5% عن العام السابق، حسبما نشره موقع "تيم-بي إتش بي" (team-bhp).

سجلت شركة تاتا موتورز الهندية Tata Motors، التي كانت في طليعة مبيعات السيارات الكهربائية، انخفاضًا بنسبة 18% عن العام السابق.

وباعت الشركة 3 آلاف و530 سيارة كهربائية في سبتمبر/أيلول 2024، مقارنة بـ 4 آلاف و320 وحدة العام الماضي، كما انخفضت حصتها في السوق من 68% إلى 61%.

من جهتها، سجلت شركة إم جي MG نموًا بنسبة 7% في مبيعات السيارات الكهربائية الشهر الماضي، إذ باعت شركة صناعة السيارات 955 وحدة في سبتمبر/أيلول 2024، مقارنة بـ 894 وحدة في العام السابق.

رغم ذلك، انخفضت المبيعات بنسبة 32% مقارنة بأغسطس/آب 2024، إذ تمتلك العلامة التجارية الآن حصة سوقية تبلغ 16.65%.

كما سجلت شركة ماهيندرا Mahindra نموًا قويًا على الرغم من وجود سيارة كهربائية واحدة فقط في مجموعة منتجاتها.

وانخفضت مبيعات شركة بي واي دي الصينية BYD بنسبة 27% على أساس شهري في سبتمبر/أيلول الماضي.

السيارات الصينية تحظى بشعبية في ألمانيا

ذكرت وسائل إعلام ألمانية محلية أن ما يقرب من ثلثي المستجيبين في استطلاع قالوا، إنهم سيفكرون في شراء سيارة صينية، بحسب ما نشرته صحيفة تشاينا ديلي الصينية (chinadaily).

وأشار ما يصل إلى 59% من الأشخاص، الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه نادي السيارات الألماني في ألمانيا، إلى أن شراء سيارة صينية هو خيار لهم، وفقًا لتقرير صادر عن برنامج تاغسشاو Tagesschau الذي تبثّه هيئة الإذاعة العامة الألمانية إيه آر دي ARD.

وأظهرت السيارات التي تحمل علامات تجارية صينية مستوى عاليًا من الأمان في اختبار التصادم (إن سي إيه بي) NCAP، وهو برنامج تقييم السيارات الجديدة الرسمي في أوروبا، وفقًا لتقرير أصدره نادي السيارات الألماني "إي دي إيه سي" (ADAC) في أبريل/نيسان الماضي.

واستنادًا إلى اختبارات 13 طرازًا مختلفًا من الصين وأوروبا على مدار السنوات الـ3 الماضية، خلص نادي السيارات الألماني إلى أن "شركات صناعة السيارات الصينية قد تحسنت بشكل كبير، ويمكنها الآن مواكبة العلامات التجارية الراسخة".

اقرأ أيضًا..