خبراء يناقشون تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإبداع وصناعة السينما

0 تعليق ارسل طباعة

عُقدت الأربعاء، مائدة مستديرة على هامش المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تناولت موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل السينما، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمبدعين في الصناعة السينمائية الذين ناقشوا الآفاق والتحديات التي يطرحها هذا التطور التكنولوجي.

وانقسم اللقاء إلى محاور؛ أبرزها تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاج السينمائي من خلال التطرق إلى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج، مثل تحليل البيانات لتحسين خيارات النصوص واختيار الممثلين، إضافة إلى الإشارة إلى برامج ذكية تساعد في عملية المونتاج وتحرير الفيديو، مما يسهم في تسريع العمليات الإنتاجية.

كما ناقش المشاركون مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على المشاركة في العملية الإبداعية، وهل يمكن للآلات كتابة سيناريوهات أو تطوير شخصيات. وأجمع الكثيرون على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة؛ لكنه لا يمكن أن يحل محل الإبداع البشري الفريد.

ومن ناحية التحديات الأخلاقية والقانونية، تم التركيز خلال المناقشة على التحديات المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بإنتاج المحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن حماية حقوق المؤلفين في ظل وجود آلات تنتج محتوى جديدا.

وأكدت هذه المائدة المستديرة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة وتحديًا في الوقت ذاته لصناعة السينما. كما يتطلب الأمر تعاونًا بين المبدعين والمهندسين لضمان تطوير حلول مبتكرة تخدم الفن والقطاع السينمائي بشكل عام.

في هذا السياق، قال جمال مهياوي، مدير التواصل بالمجموعة السينمائية “ميغاراما”، في تصريح لهسبريس، إن المهم في الذكاء الاصطناعي بالمغرب هو تداخله في كل ما له علاقة بالصناعة السينمائية، من الإنتاج إلى البث في القاعات السينمائية، سواء على مستوى السيناريو أو المؤثرات البصرية التي يساهم في تقليل مدة تحضيرها، إضافة إلى التوزيع والتسويق للأفلام مقارنة مع أعمال متصدرة للإيرادات العالمية. كما أشار إلى التدخل في البرمجة والثمن حسب حضور الجمهور، وفي تسيير العروض وغيرها.

وتابع المتحدث ذاته أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد المهن المرتبطة بالسينما، بل يواكبها لكي يساعد اليد البشرية، لكن لن تحل محلها حاليًا، بل سيساعد المهنيين والفاعلين في القطاع على تطوير إبداعهم.

من جهته، أبرز زهير الخديسي، مقاول في مجال التكنولوجيا، أن المائدة المستديرة كانت فرصة للفاعلين في مجال السينما للنقاش حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي من تطوير الصناعة السينمائية في المغرب.

وأضاف الخديسي أنه رغم التخوفات الموجودة، فن الهدف كان هو مواجهتها، خاصة في ظل وجود تساؤلات حول تأثيره على المهن المرتبطة بهذا المجال، والفرص التي سيمنحها للصناعة السينمائية لكي تواكب التطور من بداية الفكرة إلى السيناريو وصناعة الفيلم، إضافة إلى جانب التوزيع والتسويق للأفلام على المستوى العالمي.

وتابع، في حديثه مع هسبريس، على هامش نهاية اللقاء، أن الذكاء الاصطناعي يبقى وسيلة تُستخدم في المجال السينمائي منذ أكثر من ثلاثين سنة على مستوى عمليات التوضيب، والفكرة اليوم هي أنه يمكن استعماله بثمن أرخص ووقت أقل بقدرة عالية؛ لكنه لن يعوض أحاسيس الممثلين أو خبرة المنتجين وإبداع كتاب السيناريو، بل سيساعدهم على تقليص المدة الزمنية، وهذا هو الأساس.

وخلصت المائدة المستديرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل منعطفًا حاسمًا في صناعة السينما، حيث يجلب معه آفاقًا جديدة وإمكانات غير محدودة؛ من خلال تحسين العمليات الإنتاجية وتعزيز الإبداع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق