من المتوقع أن ترتفع نسبة توليد الكهرباء باستعمال الفحم في تركيا إلى مستويات قياسية بدعم من الطلب الصناعي وأغراض التدفئة، وهو ما سيقود إلى مزيد من الانبعاثات والواردات.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يشكّل الفحم المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء بنسبة 35%، كما من المتوقع نمو حصته على المديين المتوسط والطويل.

وخلال 8 من الأشهر الـ9 الأولى في 2024، برزت تركيا بوصفها أكبر منتج للكهرباء بالفحم في أوروبا، لتتجاوز ألمانيا وبولندا، ورغم انخفاض النسبة 2% على أساس سنوي فإنها ما زالت مرشحة للزيادة بقوة.

وتستحوذ تركيا التي حلّت في المركز العاشر عالميًا بين الأكثر تطويرًا لمحطات الفحم، على النسبة الأكبر من انبعاثات توليد الكهرباء بالفحم في أوروبا، وحذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة من أنها تتسبّب في وفاة المواطنين.

توليد الكهرباء بالفحم

ارتفع توليد الكهرباء بالفحم في تركيا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري (2024).

وخلال المدة بين يناير/كانون الثاني وحتى سبتمبر/أيلول، ارتفع توليد الكهرباء بالفحم في تركيا بنسبة 2% على أساس سنوي إلى 88 تيراواط/ساعة.

يزيد ذلك بنسبة 38% إنتاج 69 تيراواط/ساعة في ألمانيا، و65 تيراواط/ساعة في بولندا خلال الفترة المذكورة، وفق تحليل الكاتب المتخصص في شؤون تحول الطاقة غافين ماغواير لبيانات مركز إمبر للأبحاث (Ember).

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- وجود ألمانيا وبولندا بين أكبر منتجي الفحم في العام الماضي (2023):

الفحم في تركيا

الفحم أكبر مصدر منفرد لتوليد الكهرباء في تركيا؛ إذ يستحوذ على 35% من إجمالي مزيج الإنتاج، بانخفاض 2% فقط عن 37% في 2023 المنصرم.

وتُقارن تلك النسبة بحصة 20% في ألمانيا، و13% في أوروبا كلها، لكنها تقل عن 56% في بولندا.

وهنا يرى الكاتب ماغواير أن وتيرة تراجع الفحم في بولندا أكبر من تركيا عند المقارنة بنسبة 74% في عام 2022، متوقعًا مزيدًا من الانخفاض مع إضافة مزيد من إنتاج الطاقة المتجددة إلى الشبكة.

وفي مقال له نشرته وكالة رويترز، توقع ماغواير استمرار قيادة تركيا لإنتاج الكهرباء باستعمال الفحم في أوروبا خاصة مع النمو الصناعي والارتفاع للسريع للطلب.

وارتفع الطلب على الكهرباء بنسبة 5% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، وبالمقارنة بعام 2019 تصل نسبة النمو إلى 13.3%.

ومن المتوقع أن تتراجع حصة الطاقة الكهرومائية والشمسية خلال الشتاء المقبل؛ وهو ما سيدفع شركات الكهرباء إلى زيادة استعمال الفحم لتلبية الطلب حتى نهاية العام.

وعلى المدى القريب إلى المتوسط، يقول الكاتب إن الفحم سيواصل كونه المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء في تركيا مع مزيد من النمو في حصته الحالية.

وعلى المدى الطويل أيضًا، سيواصل الطلب على الكهرباء ارتفاعه بدعم من استمرار نمو الاقتصاد المرتكز على التصنيع بغرض التصدير.

كما يتوقع أن تتجاوز حصة استعمال الفحم في تركيا نظيراتها من دول أوروبا، في الوقت الذي تسعى فيه بعض تلك الدول -وتحديدًا في شمال القارة العجوز- لخفض نسبة الوقود الملوث تحقيقًا لأهداف المناخ.

وسيضغط القطاع الصناعي من أجل توليد مزيد من الكهرباء بأسعار رخيصة، لكن عبء الديون الخارجية الثقيل ربما يحد من الإنفاق، بما يعني تحسينات محدودة لأنظمة توليد الكهرباء.

واردات تركيا من الفحم

بلغ حجم واردات تركيا من الفحم خلال أول 9 أشهر من العام الجاري 16.7 مليون طن متري، وحاليًا تُسهم الواردات بـ40% من إنتاج الكهرباء بسبب تراجع الإنتاج مع ارتفاع الطلب.

ورغم أن النسبة تنخفض عن 45% على أساس سنوي، فإنه من المتوقع ارتفاع الواردات خلال الأشهر المتبقية من العام بسبب ارتفاع الطلب لأغراض التدفئة.

وتُعد تركيا أحد أكبر مستوردي الفحم الروسي ويشكّل 70% من إجمالي الواردات، كما تستورد من كولومبيا وأستراليا والولايات المتحدة.

وخلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي (2024)، جاءت تركيا في المركز الثالث على قائمة أكبر مستوردي الفحم الروسي بعد الصين والهند.

انبعاثات الفحم

ارتفعت انبعاثات توليد الكهرباء بالفحم في تركيا لتسجل مستويات ارتفاع جديدة خلال أول 9 أشهر من 2024، إلى 88.4 مليون طن، بزيادة 1.5 مليون طن على أساس سنوي، بالمقارنة بـ71.5 مليون طن في ألمانيا، و67 مليون طن في بولندا.

وبناء على بيانات مركز "إمبر"، من المتوقع أن يقفز نصيب تركيا من إجمالي استعمال الفحم في توليد الكهرباء والانبعاثات الناتجة في أوروبا إلى أكثر من 19% بنهاية العام الجاري.

وفي ضوء زيادة الطلب خلال الشتاء، قد ترتفع حصة تركيا من الانبعاثات الأوروبية إلى أكثر من 20% للمرة الأولى.

وفي هذا الصدد، حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش (hrw) من تأثير الفحم في صحة المواطنين في تركيا؛ كونه أحد المسببات الرئيسة للتلوث وتغير المناخ.

وبحسب تقرير المنظمة الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة بعنوان "تركيا.. خطط للتوسع المؤذي لمحطات الفحم"، يقتل تلوث الهواء الآلاف من المواطنين هناك.

كما يعاني من يعيشون بالقرب من محطة أفشين إلبستان (Afsin-Elbistan A) من مشكلات بالقلب والجهاز التنفسي والأوعية الدموية؛ ولذلك، أطلقت المنظمة نداء للحكومة للتخلي عن الفحم وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..