نداء يبسط مقترحات للإصلاح الثقافي

0 تعليق ارسل طباعة

قال مطلقو “نداء الخطوة الحرة” “إن الجهل المعرفي والغباء العاطفي والقابلية للتضليل والخداع” أمور ستكون، “في عصر الانتقال الرقمي والذكاء الاصطناعي وأجهزة التواصل الحديثة بمثابة عوائق كبرى أمام مشاريع الأمن والتنمية والسلام”.

ودعا “نداء الخطوة الحرة” مؤسسات الدولة المعنية بالشأن الثقافي إلى “رعاية الحقل الثقافي في أبعاده الفكرية والأدبية والعلمية بكل الجدية المطلوبة، وفق رؤية إستراتيجية واسعة المدى وطويلة الأمد، وذلك بمعزل عن الحسابات السياسوية الضيقة التي ترعى ‘مشاهير نسب المشاهدة العابرة'”، و”العمل على الإصلاح التربوي على أساس إدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي وفق مناهج تركز على تنمية الذكاء التركيبي والذكاء العاطفي وملكة الخيال”.

ودعا النداء أيضا إلى “العمل على الإصلاح اللغوي، على أساس تبسيط واختزال قواعد اللغة العربية، وبما يتماشى مع حاجيات الانتقال الرقمي”، و”فتح وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية على النقاش الثقافي والفكري بإخراج فني وتواصلي يشدّ الجمهور ويوجه النقاش العمومي، تماما مثلما تفعل بعض الفضائيات الرائدة باحترافية، وذلك بعيدا كل البعد عن أكذوبة ‘هذا ما يحبه الجمهور'”.

وأكد النداء ضرورة “إعادة النظر في فلسفة وسياسة الجوائز الفكرية والأدبية، التي على شحها وضحالتها فإنها لا تخدم الإنتاج الثقافي كما ينبغي أو كما يُفترض”، و”منح كل قطاع من قطاعات الوظيفة العمومية نسبة محددة لغاية التفرغ للعمل الثقافي، أسوة بالتفرغ النقابي والسياسي والجمعوي، وذلك وفق معايير ولوائح يتم تحديدها ومن ثم تحيينها كل عام، بناء على الإنتاجية والمردودية كذلك”.

ودعا “نداء الخطوة الحرة” إلى “مراجعة معايير وطرائق تقييم عمل مراكز الدراسات، بنحو يحفزها على إنتاج الأفكار الجديدة، واقتراح المبادرات غير التقليدية، مع إشراف أكاديميين عريقين ومتعددي التكوين على مساطر التقييم والمحاسبة، على اعتبار أن الإنتاج اللامادي له معاييره الخاصة”، و”إعطاء الاعتبار لكل أشكال الإبداع الفكري والأدبي والعلمي والمعرفي والفني، انسجاما مع التحولات العالمية الجارية، وتقديرا للرؤية الملكية المعبر عنها منذ عام 2014 التي تنص على أهمية احتساب الرأسمال غير المادي كمكون أساسي”.

وورد ضمن النداء أن “الحضارة الإنسانية تعيش اليوم منعطفا تاريخيا فارقا، يضعها أمام مفترق طرق مفصلي، وأمام أسئلة شائكة حول تداعيات كل من الرقمنة الشاملة والذكاء الاصطناعي على هوية الإنسان، وتماسك المجتمعات، ومصائر النوع البشري”، مشيرا إلى أن “التكنولوجيا فائقة التطور تحمل كثيرا من الآمال للتنمية والسلام، لكنها تحمل في المقابل مخاطر التدهور الحضاري وتفشي بعض أشكال الهمجية والتوحش”.

وذكّر المصدر ذاته بأن “التكنولوجيا التي تجعل الإنسان اليوم يختصر كثيرًا من الجهد المعرفي والتواصلي والحركي قد تجعله في المقابل يستغني عن مهارات هي مكسب آلاف السنين من التطور، وقد ينجم عن ذلك كله ضمور بعض جوانب فاعلية الإنسان”، مشددا على أن “المطلوب هو أن تعمل أبعاد الإنسان كافة وباستمرار، وذلك لئلا تضعف أمام فاعلية التكنولوجيا المتطورة”، ومنبها إلى أنّ “ميدان العمل الأساسي لأجل الحفاظ على ما هو إنساني في الإنسان هو الحقل الثقافي بالذات، باعتباره قوة ناعمة للتنمية والأمن والسلام”.

كما أورد “نداء الخطوة الحرة” أن “تطور تكنولوجيا التواصل والاتصال الذي فرض تغييرا شاملا في نمط حياة جميع الناس أصبح يسائل مستقبل أهم مؤسسات الدولة الحديثة، على رأسها الحزب والنقابة والمدرسة والجامعة والإعلام، كما يسائل موقع الثقافة والمثقفين، سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي، ويطرح بالموازاة تحديات غير مسبوقة أمام وظائف الذكاء البشري، وأدوار الرأسمال الرمزي، لغاية تحقيق معادلة الأمن والتنمية والسلام”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق