حقيقة إثيوبيا.. سعي إلى ميناء بحري أم الهيمنة على أرض الصومال

0 تعليق ارسل طباعة

يعود تاريخ التوترات بين إثيوبيا ومصر إلى عقود من الزمان وتكشف عن شبكة من المؤامرات التي تعود إلى فترة الحرب الباردة والدبلوماسية السرية ولم تفلح الوساطة البريطانية، التي ربطت بين مشاريع المياه وتطوير الطاقة، في تهدئة المخاوف المصرية أو الإثيوبية. ومع اكتساب القاهرة للأصدقاء وكسب أديس أبابا للأعداء، فهل يمكن تجنب اندلاع حريق إقليمي؟

سلط تقرير لموقع زي نتورك المتخصص في الشؤون الجيوسياسية الضوء على البعد التاريخي للتوترات الأخيرة؛ فقد عارضت إثيوبيا، التي التزمت سرًا ولكن رسميًا بإنهاء الاستعمار في أفريقيا، انسحاب القوات البريطانية من مصر في عام 1954.  

وكشفت وثائق بريطانية رفعت عنها السرية مؤخرًا وحصلت عليها هيئة الإذاعة  البريطانية، أن هيلا سيلاسي ناشد المسؤولين البريطانيين بشكل عاجل، طالبًا منهم عدم سحب قواتهم من مصر. 

وزعم أن مصر ستستخدم فراغ السلطة لفرض سيطرتها على السودان، مما يشكل تهديدًا لإثيوبيا.

وكان يخشى أن تراقب القوات المصرية إثيوبيا من الحدود السودانية، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية. ومما زاد الأمور تعقيدًا رد فعل إثيوبيا على صعود حزب الاتحاد الوطني في السودان، الذي كانت تربطه علاقات قوية بمصر. 

كما تكشف الوثائق البريطانية عن جهود هيلا سيلاسي لتشجيع الوحدة السودانية والاستقلال بعد رحيل البريطانيين، على أمل مواجهة النفوذ المصري وكانت اديس أبابا من أبرز اللاعبين الخفيين في وقائع العدوان الثلاثي في عام 1956.

ويؤكد التقرير على أن المسؤول الأول عن إثارة التوترات الأخيرة هو رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي كان في حالة حرب مع شعبه على مدى السنوات الخمس الماضية، التوترات الإقليمية بتوقيع مذكرة تفاهم مع أرض الصومال. 

وفي الداخل، سعى إلى كسب الدعم الشعبي من خلال بيع الصفقة باعتبارها منفذًا لإثيوبيا إلى البحر الذي طالما سعت إليه. 

وأعلنت الحكومة الإثيوبية أن الاتفاقية تتضمن إنشاء قاعدة بحرية وخدمات بحرية في خليج عدن.

ومع ذلك، قوبلت هذه الخطوة بمعارضة شديدة من الصومال، التي أدانت مذكرة التفاهم باعتبارها غير قانونية وانتهاكًا لسلامة أراضي الصومال، نظرًا لوضع أرض الصومال المتنازع  عليه كمنطقة انفصالية.

وفي الثامن من سبتمبر، أكد المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الإثيوبي رضوان حسين   طموحات إثيوبيا: "لا يتعلق الأمر بإيجاد موانئ بديلة، حيث يمكننا استخدام بورتسودان ولامو أو بربرة. ما نحتاجه هو نقطة وصول إلى البحر يمكننا الاستثمار فيها والدفاع عنها. لقد فقدنا هذه الفرصة أربع مرات: في عهد منليك، حيث كان ينبغي له بعد الفوز في الحرب في عدوة أن يتجه إلى البحر. لقد فقدناها أيضًا في عهد هيلي سيلاسي ومنجستو والجبهة الثورية للشعب الإثيوبي. والآن هو الوقت المناسب لتحقيق هذه الغاية، والحصول على إمكانية الوصول إلى البحر".

وتتواجد القوات المصرية الآن بالقرب من حدود الصومال مع إثيوبيا وقد يتمركزون قريبًا بالقرب من سد النهضة الإثيوبي الكبير، نظرًا لعدم استقرار السودان. كما  تستكشف مصر وإريتريا  التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية. كما  تتوسط مصر في  مصالحة محتملة بين النظام الإريتري وجبهة تحرير شعب تيغراي - الأعداء اللدودين حتى وضع اتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في بريتوريا عام 2022 رئيس إريتريا أسياس أفورقي  على خلاف  مع أبي أحمد.

ووقعت مصر عدة اتفاقيات مع  جيبوتي  في عام 2022 ومع جيران إثيوبيين آخرين مثل كينيا وأوغندا. كما وقعت مؤخرًا اتفاقية دفاع مع  نيجيريا. وهذا يشير فعليًا إلى تطويق إثيوبيا من جميع الجهات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق