العميد نبيل أبو النجا : عند عودتى الى المنزل بعد النكسة طردتنى أمى وقالت ليا " عاود رجع أرض وعرضك"

0 تعليق ارسل طباعة

العميد أح نبيل أبوالنجا أحد أبطال خرب أكتوبر1973 مؤسس "الفرقة 999" بالصاعقة  تحدث عن ذكرياته مع الحرب، ومشاهد لا تُنسى عاشها ورفاقه في المعارك من استعداد وتدريب متواصل لقوات الصاعقة في مناطق وعرة وأكل الثعابين والسحالي من أجل التعود على سيناء وأوضاع الحرب الصعبة ، ولم ينس الوضع الداخلي، الى الدعم اللامحدود معنويا وماديا من المصريين لتحديث وتأهيل الجيش استعدادا للحرب ومواطنين في المستشفيات للتبرع بالدم.

لافتا إلى أنه كان أصغر إخوته العشرة بعد هزيمة 1967 وعند عودته إلى منزله طردته والدته ورفضت رؤيته بسبب غضبها لكون الإسرائيليين سيطروا على سيناء قالت ارجع رجع أرضك وعرضك يا بنى .

وعن دور رجال الصاعقة في الحرب، قال أبوالنجا "إن عناصر قوات الصاعقة كانت لديهم عزيمة من فولاذ، ولديهم إصرار على تنفيذ كافة المهام مهما كانت التضحيات، وكان دورهم محوريا حيث كانت عملياتهم كفيلة بنجاح أو فشل العبور.

ولفت إلى أن هناك ثلاث عمليات خلف خطوط إسرائيل لمنعهم من التصدي للعبور وإيقاف المدرعات والدبابات الإسرائيلية على عمق 60 إلى 80 كيلومترا عند حائط الممرات الغربي وعمل كمائن متعددة وافخاخ للدبابات.

وأوضح أن مجموعة الصاعقة التي كان تابعا لها إبان الحرب كانت 4 كتائب، كتيبة منها ستتوجه بـ18 طائرة هليكوبتر، منهم 6 من جبل عتاقة و12 من مضيق مرصد القطامية في الرابعة والنصف يوم السبت العاشر من رمضان 6 أكتوبر 1973 لعبور خليج السويس وشرق القناة والوصول إلى مضيق رأس سدر على مسافة 80 كيلومترا خلف خطوط إسرائيل جنوب بئر أبوجراد برأس سدر لعمل كمائن متكاملة .

مشيرا الى أنه تم ضرب القوات الإسرائيلية لتأخيرها من 6 إلى 8 ساعات، بهدف إنشاء الكبارى على القناة، وهي عملية استراتيجية لها تأثير شامل على مسرح العمليات، ونجاحها كان مرتبطا بنجاح الجيش الثالث من جنوب فايد حتى السويس، موضحا أن كل شيء كان محسوبا بالثانية.

ويشدد نبيل على أن المهمة التى كلف بها وقت حرب أكتوبر، التى سجلها تحت اسم "رحلة إلى جهنم " لا تمثل بطولة شخصية له، ولكنها بطولة جماعية مثلها مثل آلاف البطولات التى يزخر بها الجيش المصرى والدولة المصرية على مر التاريخ، وعن سيرة "الرحلة إلى جهنم" يشير إلى أن الأبطال الذين شاركوا فيها خمسة أفراد، ثلاثة منهم من الهجانة وحرس الحدود، وهم الرقيب أول السنوسي كاف أمين، وكان عمره وقتها 54 عاما، وعريف متطوع أحمد صالح، وعريف متطوع محمد فراج، ومندوب من قبائل الترابين والحويطات، وكان شيخا عمره 84 عاما، ومعهم النقيب نبيل أبوالنجا.

يبدأ أبوالنجا بسرد البطولة التى تمت فى حرب أكتوبر، وهى مهمة مستحيلة تشهد لها المعاهد العسكرية في العالم، تتكون من 6 محاولات لإيصال مؤنة ومساعدات وأسلحة للقوات المصرية خلف خطوط العدو، حتى إن المحاولة الأخيرة تمت بمشاركة 50 جملا كقافلة تخترق قناة السويس والساتر الترابي وقوات العدو، حتى تصل لتنفيذ مهتمها رغم كل المشاهد التي نعرفها جميعا عن الحرب، ورغم كل أجواء الحرب التى كانت مشتدة عن آخرها، وقت تنفيذ المهمة التىكانت بداية من السبت 6 أكتوبر 1973، وحتى الخميس 11 أكتوبر، موضحا أن مهمته تمت بنجاح 100 %، رغم إصابة بعض الأفراد فى المجموعة.

وقال ابو النجا ان كل المحاولات الست للمهمة المستحيلة التى شارك فيها، بأن المحاولتين الأولى والثانية كانتا بطائرات الهليكوبتر، والمحاولة الثالثة بالقوارب السريعة، والرابعة بالعربات المدرعة يوم الأحد 7 أكتوبر، وبعدها المحاولة الخامسة بالطائرات الشراعية، وأخيرا المحاولة الأخيرة كانت بقافلة الجمال، معتبرا العملية بأنها كانت انتحارية، مؤكدا أن نجاح مهمته ساعد أبناء الجيش المصرى فى منع اللواء المدرع للجيش الإسرائيلى من التقدم، الذى كان مروره سيدمر قوات المشاة المصرية غرب القناة، حيث تضمنت مهمته العمل خلف خطوط العدو ولمسافة 80 كيلو متر فى العمق لمنع الألوية المدرعة الإسرائيلية فىالمضايق من المرور وإعاقة حركتها حتى يتثنى للقوات المصرية العمل فى أجواء أفضل أثناء العبور، واصفا العملية بأنها "عملية حياة أو موت" كان يترتب عليها تطورات فىمسرح العمليات.

ويتذكر ابو النجا مواقفه مع الفريق سعد الدين الشاذلىرئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت حرب أكتوبر، الذى كان بطلا فريدا ومن طراز خاص، وقد علم أبناء القوات المسلحة وقتها معنى الفدائية والإخلاص، وكان أسطورة فىالعلم العسكرى، حتى إنه سأله فى يوم من الأيام عن ساعته والورقة والقلم فى حوزته، قائلا له" الضابط ساعة وقلم وورقة" حتى يسجل كل ما يدور فى ذهنه ولا يترك الأمور لذاكرته، والساعة تمثل الانضباط الكامل للضابط، فالجزء من الثانية يؤثر فى قرار الضابط، وهو مسؤول عن أفراد ومعدات لا يجب التفريط فيهم

وحرص على تقديم الشكر إلى الدول العربية التي كانت حريصة على مساعدة مصر سواء بمدها بالسلاح والجنود وحتى بمنع تصدير النفط للدول المساندة لإسرائيل، مؤكدا أن الحرب ليست مصرية ولكنها كانت عربية شاملة.

وطالب ابو النجا الشباب بأن يعى فكرة الدولة المصرية، وفكرة الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وعليهم أن يعرفوا قيمة مصر وحضارتها ودورها فى التاريخ، مشيرا إلى أن مصر عليها حق وواجب على كل مصرى أن يحافظ عليها، ويعى قيمتها الحقيقية، ويستمر كل منا فى عمله بإخلاص وأمانة، حتى نستطيع منافسة الأمم والدول الكبرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق