تمكنت فرقة الشرطة القضائية التابعة لمفوضية الشرطة في مدينة تنغير من القبض على فقيه مزعوم كان يمتهن الشعوذة والسحر، مستهدفا بشكل خاص النساء في المدينة ذاتها، كان يقوم بتصوير ضحاياه وابتزازهن مقابل مبالغ مالية.

وفقا للمعلومات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الفقيه المزعوم، الذي كان يعمل تحت غطاء الدين والشفاء، استغل ثقة النساء به؛ من خلال ادعاءاته بقدرته على حل مشاكلهم الشخصية والعائلية.

وأفادت المعطيات ذاتها بأن الفقيه النصاب الأربعيني كان يقوم، بعد جذب ثقة ضحاياه من النساء، بتصويرهن في أوضاع مخلة، مستغلا مناطقهن الحساسة، ويستخدم هذه الصور كوسيلة لابتزازهم ماليا. كما عُثر بحوزته على مجموعة صور لأشخاص تحمل طلاسم سحر وشعوذة.

وأوضحت مصادر هسبريس أن المتهم قُبض عليه بناء على شكاوى تقدمت بها امرأتان، حيث قامتا بتوثيق تجربتهما المريرة مع هذا النصاب، تحت إشراف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتنغير، وتمت متابعة القضية بدقة واحترافية؛ مما أدى إلى توقيف المعني وفتح تحقيق موسع للكشف عن جميع جوانب هذه القضية وجميع النساء اللواتي تعرضن للنصب على يده.

عبد الرحمان آيت علي، فاعل حقوقي بمدينة تنغير، قال إن هذه الحادثة تعكس مدى خطورة الاستغلال الديني والاجتماعي في المجتمع، حيث يتم استغلال الثقة والحاجة النفسية للأفراد إلى أغراض غير أخلاقية.

وأضاف الفاعل الحقوقي عينه أن هذه القضية تعتبر دعوة للتوعية حول خطر التعامل مع الأشخاص الذين يدعون القدرة على الشفاء أو حل المشاكل بطرق غير تقليدية، خاصة في ظل غياب الرقابة والتحقق من مصداقيتهم، وفق تعبير آيت علي.

من جهتها، أكدت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتنغير، في أكثر من مناسبة، على استمرار جهودها في مكافحة هذه الظواهر الإجرامية، مشددة على أهمية التعاون مع المواطنين للقضاء على هذه الأنواع من الجرائم. كما دعت المواطنين إلى التبليغ عن أية حالات مشابهة، مؤكدة أن السرية والحماية القانونية مكفولة للمبلغين.

يذكر أن مصالح الشرطة القضائية بمفوضية الأمن بمدينة تنغير، وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية في حق المتهم الذي تم إيقافه بحي الوفاء، أحيل، صباح اليوم الأربعاء، على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ذاتها، من أجل الاستماع إليه حول المنسوب إليه ومواجهته بالأدلة وشكايات الضحايا. وقررت النيابة العامة متابعته في حالة اعتقال، وإيداعه السجن المحلي بورزازات.