ما دلالات الصمت الجزائري بشأن مقترح دي ميستورا بتقسيم الصحراء المغربية؟

0 تعليق ارسل طباعة

لم تتفاعل الجزائر وجبهة البوليساريو، باعتبارهما طرفين رئيسيين في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مع المقترح الذي تقدّم به ستافان دي ميستور، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، بشأن “تقسيم” الصحراء إلى قسمين، يتبع واحد للمملكة المغربية والآخر لجبهة البوليساريو الانفصالية.

واعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة أن تأخر إصدار الجزائر والبوليساريو أي موقف بشأن هذا المقترح “يرتبط بانتظارهما تفاعل المجتمع الدولي معه، ذلك أن الملاحظ هو أن هذا المقترح لم يحظ بأي ترحيب من أي جهة كانت، بل على العكس يلاحظ أن الكل مازال متشبثا بمقترح الحكم الذاتي”.

وأضاف بوخبزة، ضمن تصريح لهسبريس، أن تقسيم الصحراء إلى قسمين “قد يخلق –كعملية- سابقة خطيرة تهدد أمن ووحدة الدول، في وقت يراهن المجتمع الدولي على تلاحم وتماسك وحدتها الترابية، وبالتالي فعندما يتم الإعلان عن انفصال ما غالبا ما يواجه برد فعل دولي رافض”، مشيرا إلى أنه “إذا استثنينا الحالات المعروضة حاليا أمام اللجنة الرابعة فليس هناك دعم لأي فكرة انفصال أو تقسيم دولة من الدول”.

من جانبه قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن “الجزائر كانت السباقة إلى اقتراح هذا التقسيم، بغرض تعبيد الطريق أمامها للوصول إلى المحيط الأطلسي عن طريق إقامة دولة وهمية تابعة لها من الناحية الإستراتيجية والعملية أكثر مما هي تابعة لها من الناحية السياسية”.

وأضاف شيات، في تصريح مماثل، أن الإستراتيجية الجزائرية قائمة على “قطع كل الإمدادات الممكنة لإيجاد إستراتيجية مغربية ناجحة في إفريقيا وإضعاف المغرب ما أمكن”، ما يعني ضمنياً تأييدها مقترح دي ميستورا.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن “وجود الجزائر مرتبط بتغييب المغرب وتقليص نفوذه، الأمر الذي أصبح واضحا في تحركاتها السياسية والإستراتيجية الحديثة”، مشيراً إلى أن “هناك محاولات لشد الانتباه إلى مسارات أخرى غير المسار الذي أصبح ثابتاً، وهو الذي يقوم على أساس الحل السياسي الواقعي والعملي والقابل للتنزيل والتفاوض حوله”.

وكانت الأمم المتحدة أوضحت على لسان فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بأن الأمر لا يتعلّق بمقترح رسمي. غير أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد طرح ستافان دي ميستورا هذا المقترح، قبل أن يجدّد التذكير برفض المملكة المغربية لما وصفها بـ”التوجهات التي وُلدت ميتة”.

وقال بوريطة، في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الإستوني، الإثنين، إن “المغرب جدّد موقفه الواضح في رده على موقف دي ميستورا، الذي جاء بتعليمات من الملك محمد السادس، وهو رفض مثل هذه التوجهات التي وُلدت ميتة، وتعاكس موقف المملكة وشعبها، وتم إبلاغه بالرد نفسه الذي صدر سنة 2002”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق