تطوير أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم مُحاط بالشكوك (تقرير)

0 تعليق ارسل طباعة

اقرأ في هذا المقال

  • تسعى شركة سانتوس الأسترالية لتحويل حقل ناضب إلى منشأة لالتقاط الكربون
  • لم تفصح الشركة حتى الآن عن أهم التفاصيل المتعلقة بالمشروع، ما يثير مخاوف المستثمرين
  • المشروع يهدف لالتقاط نحو 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون
  • تعقيدات تطوير المشروع تثير مخاوف ضعف الأداء، على غرار مشروع غورغون التابع لشيفرون

أصبح مشروع "بايو أوندان" -أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم- نقطة محورية في المناقشات حول مستقبل احتجاز الكربون.

ويمثّل المشروع المقترح من قبل شركة الطاقة الأسترالية سانتوس والواقع في بحر تيمور جزءًا مهمًا من إستراتيجية الشركة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.

وتهدف الشركة إلى تحويل حقل الغاز "بايو أوندان" -الذي أوشك على النضوب- إلى أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم.

ورغم إعلان المشروع عام 2021، فإن شركة سانتوس لم تُفصح حتى الآن عن أهم التفاصيل المتعلقة بمدى جدوى المشروع وتكاليفه والإطار الزمني، ما أثار شكوكًا بشأنه، كما يواجه تحديات قانونية وتنظيمية تضيف تعقيدًا إلى عملية تطويره، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم

جاء إعلان تحويل حقل "بايو أوندان" إلى أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه، بعد أن توصلت سانتوس إلى قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع باروسا للغاز، الواقع أيضًا في بحر تيمور.

وتهدف الشركة إلى بدء إنتاج الغاز من "باروسا" بحلول عام 2025، زاعمةً أن المشروع لن يسهم في إطلاق أيّ غازات دفيئة منذ اليوم الأول لتشغيله.

وأمام ذلك، يرى تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن ادّعاء سانتوس طموح للغاية؛ نظرًا لأن باروسا سيكون حقل الغاز الأكثر كثافة كربونية، الذي يغذّي مشروعًا للغاز المسال في أستراليا، مع محتوى ثاني أكسيد الكربون يصل إلى 18%.

ونجاح سانتوس في الحدّ من انبعاثات باروسا مرهون بقدرتها على التقاط الكربون الناتج عن استخراج الغاز وتخزينه في منشأة "بايو أوندان".

ولتحقيق ذلك، تعتزم سانتوس تطوير أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم، لكنها حتى الآن لم تتقدم بنشر مقترح المشروع البحري أو بيان الأثر البيئي، معلنةً نيّتها بالموافقة على تنفيذ المشروع في 2025، والبدء في حقن ثاني أكسيد الكربون بحلول 2028، بالإضافة إلى شراء أرصدة الكربون.

وما تزال شركة سانتوس بحاجة إلى الحصول على الموافقات التنظيمية لبعض البنية التحتية لالتقاط الكربون وتخزينه، كما لا تمتلك التصاريح اللازمة لنقل الكربون إلى تيمور الشرقية.

تطوير أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم يخيم عليه الشكوك
مشروع لتخزين الكربون تابع لشركة سانتوس – الصورة من موقع الشركة

مخاوف المستثمرين

على الجانب الآخر، عارض 37% من المساهمين إستراتيجية المناخ للشركة خلال الاجتماع السنوي لعام 2022، التي تعتمد على التقاط الكربون وتخزينه لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2040.

وتتضمن مشروع "بايو أوندان" ومشروع "مومبا" في جنوب أستراليا، ومركز "ريندير" الواقع في حوض كارنارفون قبالة سواحل غرب أستراليا، إلى جانب مشروعات أخرى في جميع أنحاء أستراليا.

وتخطط سانتوس لالتقاط وتخزين نحو 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا داخل منشأة "بايو أوندان"، وستحصل على الكربون من عدّة مشروعات، منها مشروع غاز باروسا، وحقول الغاز الواقعة قبالة سواحل شمال أستراليا، إلى جانب مشروعات من اليابان وكوريا الجنوبية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

في الوقت نفسه، تزعم سانتوس أن المشروع فرصة لتوفير مئات الملايين من الدولارات من تكاليف وقف تشغيل البنية الأساسية لحقل الغاز المتقادم.

ومع ذلك، يجب أن يكون المستثمرون على دراية بالعواقب المرتبة بهذه النفقات المستقبلية المحتملة.

كما أن المستثمرين يفتقرون إلى المعلومات الكافية لتقييم الجدوى الاقتصادية والمخاطر القانونية لمشروع الغاز في باروسا ومشروع احتجاز الكربون في "بايو أوندان".

تطوير أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم يخيم عليه الشكوك
منشأة تابعة لشركة سانتوس – الصورة من موقع الشركة

مخاوف ضعف الأداء

من المتوقع أن تتجاوز تكاليف أكبر منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه في العالم مشروع غورغون لالتقاط الكربون وتخزينه التابع لشركة شيفرون، والواقع في جزيرة بارو في غرب أستراليا؛ نظرًا لحجمه الهائل والتعقيدات الهندسية.

وبالمقارنة، يحقن مشروع غورغون الكربون في مكامن تسمى "تكوين دوبوي"، ويبلغ طول خط أنابيب الحقن 7 كيلومترات فقط، ومع ذلك، استثمرت شيفرون أكثر من 3.2 مليار دولار أسترالي (2.14 مليار دولار أميركي) في المشروع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويعاني المشروع من ضعف الأداء، ويعمل بثلث طاقته فقط منذ إنشائه في عام 2019، حيث كان من المفترض أن يخزّن نحو 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

في حين تخطط سانتوس لنقل ثاني أكسيد الكربون عبر خطوط أنابيب أطول بمقدار 100 مرة، وهي مصممة لأغراض مختلفة، وليس لنقل ثاني أكسيد الكربون.

كما أنها لم تحصل بعد على الموافقات اللازمة لبدء ضخ ثاني أكسيد الكربون في المنشأة.

وثمة حاجة إلى تقديم تقديرات أولية لتكاليف مشروع "بايو أوندان" وإنتاج الغاز في باروسا، إلى جانب صافي انخفاض الانبعاثات المتوقع من حقن الكربون في بايو أوندان.

كما يتعين على الشركة تقديم أدلة فنية تثبت مدى مواءمة منشاة "بايو أوندان" لتخزين الكربون جيولوجيًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق