كيف يساهم الملياردير إيلون ماسك في دفع خطوات ترامب إلى البيت الأبيض؟

0 تعليق ارسل طباعة

علقت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية على الرهان الأكثر خطورة من بين العديد من الرهانات الجريئة التي تميزت بها مسيرة الملياردير والمخترع الأمريكي إيلون ماسك المهنية.

وأكدت أن رهان ماسك على الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، هو الأخطر على الإطلاق.

ومضت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقول: "يبدو أن ماسك يضع رهانه على فوز ترامب الذي سيتيح له نفوذا كبيرا على كيفية تعامل الحكومة مع شركاته". 

وقد تؤتي هذه المقامرة -وفق الصحيفة- ثمارها إذا تمكنت شركة سبيس إكس وأقمارها الصناعية ستارلينك من الحصول على مزيد من العقود من جهاز الأمن الوطني الأمريكي، أو إذا تمكنت تسلا من إقناع الجمهوريين المشككين في السيارات الكهربائية، وربما الحد من التحقيقات التي تجريها الجهات التنظيمية في سلامة تقنيتها للقيادة الذاتية.

وعد بمنصب مؤثر

ومن غير المرجح، في ظل رئاسة جديدة لترامب، أن تصطدم شركة (إكس) مع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمفهوم ماسك المطلق لحرية التعبير. فقد تعهد ترامب، في حال انتخابه، أن يتولى ماسك قيادة "إدارة الكفاءة الحكومية".

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن ماسك وترامب كانا قبل ذلك على طرفي نقيض في الجوانب السياسية؛ فبينما وصف الرئيس السابق التغير المناخي في كثير من الأحيان بأنه "خدعة"، دأب ماسك على المباهاة بأن مهمة تسلا هي "المساعدة في الحد من مخاطر التغير المناخي الكارثي". وسبق لرجل الأعمال الملياردير أن صوت في السابق لصالح الرئيسين جو بايدن وباراك أوباما ومرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون، وجميعهم من الحزب الديمقراطي.

فمن الأقمار الصناعية إلى السيارات الكهربائية، ومن رقائق الدماغ إلى الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمتلك ماسك سلسلة من الشركات التي تعتمد بشكل كبير على العقود والقواعد التي تضعها حكومة الولايات المتحدة.

ومع ذلك، يعتقد معظم المحللين السياسيين أن أغنى رجل في العالم ربط سمعته وثروته بمسعى دونالد ترامب للوصول إلى البيت الأبيض عبر انتخابات تبدو فيها الحظوظ بينه وبين مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، متساوية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى المزحة التي أطلقها ماسك، في المقابلة التي أجراها معه هذا الشهر تاكر كارلسون، مقدم البرامج التلفزيونية الشهير السابق على قناة فوكس التلفزيونية، حيث قال عن ترامب: "إذا خسر، سأكون في وضع سيئ للغاية".

ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة، في نوفمبر، فإن مساندة ماسك ودعمه لحملة ترامب أصبحت أقوى من ذي قبل. فقد كُشف هذا الأسبوع عن أن رجل الأعمال الملياردير تبرع بما لا يقل عن 75 مليون دولار لمجموعة العمل السياسي (أميركا باك) التي أنشأها هو نفسه تأييدا لترامب، والتي أنفقت بالفعل أكثر من 118 مليون دولار على جهود دعم الحملة، بما في ذلك الإعلانات واللافتات في الساحات والاتصال المباشر مع الناخبين بالطرق على أبواب منازلهم.

وذكرت الصحيفة أن ماسك استخدم منصة إكس (تويتر سابقا)، التي يملكها لضخ محتوى مؤيد لترامب، بما في ذلك بعض أكثر نظريات المؤامرة الصارخة التي تستحوذ على أنصار تيار اليمين.

وأضافت أن ماسك عاد الخميس إلى بنسلفانيا، أكثر الولايات المتأرجحة أهمية في الانتخابات، حيث طرح -من تلقاء نفسه- أمام الناخبين الحجج التي تجعل ترامب المرشح الأفضل للرئاسة ليصبح ماسك أكثر مؤيدي ترامب تأثيرا وتبنيا لخطابات ترامب النارية.

ويعتقد معظم المحللين السياسيين أن أغنى رجل في العالم ربط سمعته وثروته بمسعى دونالد ترامب للوصول إلى البيت الأبيض عبر انتخابات تبدو فيها الحظوظ بينه وبين مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، متساوية.

لن نصل إلى المريخ

قال ماسك، أمام ذلك التجمع الانتخابي، إن أكبر سبب لدعمه المرشح الجمهوري ينبع من الحاجة إلى "تشريعات منطقية"، مدعيا أن شركة (سبيس إكس) لتقنيات استكشاف الفضاء قادرة على بناء صاروخ عملاق أسرع من إجراءات إصدار الحكومة الرخصة اللازمة. وأردف قائلا: "إذا لم يتغير التعامل الحالي المتمثل في التضييق الناجم عن المبالغة في سن القوانين واللوائح المنظمة، فلن نصل إلى (كوكب) المريخ".

وتعلق فايننشيال تايمز بأن ماسك -مالك شركات تسلا، وسبيس إكس، وإكس إيه آي للذكاء الاصطناعي، وإكس- يطمح إلى صياغة مستقبل البشرية عبر زرع شريحة "نيورالينك" الإلكترونية في الدماغ البشري، وصناعة روبوت منزلي ذكي، وسيارة بدون سائق للذهاب إلى العمل، وصاروخ لاستعمار المريخ.

ويبدو أن ماسك يضع رهانه على فوز ترامب الذي سيتيح له نفوذا كبيرا على كيفية تعامل الحكومة مع الشركات. وقد تؤتي هذه المقامرة -وفق الصحيفة- ثمارها إذا تمكنت شركة سبيس إكس وأقمارها الصناعية ستارلينك من الحصول على مزيد من العقود من جهاز الأمن الوطني الأميركي، أو إذا تمكنت تسلا من إقناع الجمهوريين المشككين في السيارات الكهربائية، وربما الحد من التحقيقات التي تجريها الجهات التنظيمية في سلامة تقنيتها للقيادة الذاتية.

ويزعم تريفور تراينا -وهو أحد المتبرعين لترامب والذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في النمسا في عهد الرئيس السابق- أن ماسك منخرط بشكل مباشر في السياسة لأسباب شخصية وليس لأسباب تجارية، "وبصفته الرجل الأغنى في العالم، فإن ماسك لا يحتاج إلى أي شيء، فهو يشارك فقط".

وبالنسبة لشركة تسلا، يكمن خطر تدخل ماسك في الانتخابات في أنه ينفر عملاء الشركة الطبيعيين؛ إذ يقول 13% فقط من الجمهوريين إنهم ربما يفكرون بجدية في شراء سيارة كهربائية، وفقا لمركز بيو للأبحاث، مقارنة بـ 45% من الديمقراطيين.

إذا فاز ترامب

نقلت الصحيفة عن أندرو بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أستون مارتن، القول إن الإستراتيجية التي يتبعها ماسك "عالية المخاطر وكبيرة العوائد أيضا. فإذا فاز ترامب، سيبدو (إيلون) عبقريا، أما إذا خسر ترامب فلن يبدو ذكيا".

غير أن بعض منافسي ماسك في وادي السيليكون يعتقدون أن الأهداف التي ينشد تحقيقها في تسلا، طويلة المدى، ويقولون إنه يدرك أن أعمال شركته الأساسية هذه تتعرض لتهديد متزايد من السيارات الكهربائية الصينية الأرخص ثمنا ومن تكنولوجيا البطاريات التي تتقدم بسرعة.

لكن دعم الملياردير الأمريكي للرئيس السابق جعله هدفا لهجوم منافسته هاريس ونائبها المرشح تيم والز. فقد وجهت له نائبة الرئيس انتقادات لاذعة، مستخدمة اسمه في مناشداتها لجمع التبرعات لحملتها الانتخابية.

أما والز فقد خاطب تجمعا حاشدا لعمال نقابات ولاية ميشيجان، محذرا من أن الجمهوريين لا يهتمون "إلا بأصدقائهم المليارديرات من أمثال ماسك"، متابعا أن "هذا الرجل يريد أن يصبح قيصرنا الاقتصادي، ويريد طرد العمال ويخرق النقابات، ويريد أن ينقل صناعة السيارات إلى المكسيك ويصدرها بقطع غيار صينية الصنع".

 ويصر ماسك على أنه يتصرف فقط من منطلق حرصه على البلاد. وقال في التجمع الخميس: “أنا ناشط سياسي الآن.. لأنني أعتقد أن مستقبل أمريكا ومستقبل الحضارة على المحك".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق