الشمال يموت جوعًا.. ما حجم المساعدات التي تصل إلى غزة؟

0 تعليق ارسل طباعة

أعلنت إسرائيل عن خطوات لتعزيز وصول المساعدات إلى غزة، لكن أرقام الأمم المتحدة تظهر انخفاضا كبيرا في الإمدادات التي تصل إلى القطاع الذي مزقته الحرب، ويشكك العاملون في المجال الإنساني في وصول الكثير من المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

ولا يزال هناك العديد من العقبات التي تحول دون وصول الإمدادات التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشدة في شمال قطاع غزة المحاصر، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة منذ أوائل أكتوبر إلى استشهاد المئات.

وليس هناك نزاعات حول الحجم الفعلي للمساعدات المسموح بدخولها فحسب، بل إن الوكالات غالباً ما تكون غير قادرة على الوصول إلى الأشخاص الذين يتعرضون للقصف المستمر، مما يعني أن المساعدات لا تصل دائماً إلى حيث تكون الاحتياجات الإنسانية الماسة أعظم.

كيف تدخل المساعدات إلى غزة؟

وتدخل معظم الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وجنوب قطاع غزة.

ويتم تفتيش الشحنات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لأسباب أمنية، وهي العملية التي ذكرتها المنظمات الإنسانية باعتبارها العامل الرئيسي وراء البطء في تسليم المساعدات.

وكثيرا ما تلقي إسرائيل، التي فرضت حصارا على القطاع الذي تحكمه حركة حماس في المراحل الأولى من الحرب العام الماضي، باللوم على عدم قدرة منظمات الإغاثة على التعامل مع كميات كبيرة من المساعدات وتوزيعها.

وبمجرد دخول المساعدات إلى غزة، تخضع عمليات التسليم للتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية.

وتفيد العديد من منظمات الإغاثة بانتظام بأنها تواجه صعوبات في التواصل والتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق.

وتزداد عملية توزيع المساعدات تعقيداً بسبب نقص الوقود للشاحنات، والطرق المتضررة بسبب الحرب، فضلاً عن القتال في المناطق المكتظة بالسكان، والنزوح المتكرر لجزء كبير من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وبحسب الأمم المتحدة، دخلت 396 شاحنة إلى غزة حتى الآن في أكتوبر، وهو عدد أقل بكثير من الأشهر السابقة.

وفي سبتمبر، دخلت 3.003 شاحنة، بعد 3.096 شاحنة في أغسطس و4,681 شاحنة في يوليو، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة التي ينكرها مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق بانتظام.

وقررت بعض الدول الأجنبية إسقاط المساعدات من الجو، وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن 81 طردا تم إسقاطها بالمظلات في المنطقة الساحلية الضيقة يوم السبت.

لكن هذه الجهود، وكذلك ممر المساعدات البحرية قصير الأجل، لم تكن قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة بعد أكثر من عام من الحرب.

ماذا قالت إسرائيل؟

لم تتمكن عمليات الإنزال الجوي وممر المساعدات البحرية قصير الأجل من تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة بعد عام من الحرب

وزعم جيش الاحتلال، في بيان الثلاثاء، أن إسرائيل تظل ملتزمة بتسهيل المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن 30 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمكنت مؤخرا من جلب الدقيق مباشرة إلى شمال غزة، وليس عبر معبر كرم أبو سالم الجنوبي.

يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة، أكبر مزود للأسلحة لإسرائيل، من أنها قد تعلق بعض مساعداتها العسكرية إذا لم تعمل إسرائيل بسرعة على تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقالت تانيا هاري، رئيسة منظمة جيشا الإسرائيلية لحقوق الإنسان التي تراقب الدخول إلى غزة، إن إسرائيل تعرضت لضغوط دبلوماسية للسماح بدخول المزيد من المساعدات، وخاصة إلى الشمال.

وأضافت هاري، أن وقف إطلاق النار فقط هو الذي سيسمح بتنفيذ العمليات الإنسانية على النطاق المطلوب، ولكن في غياب ذلك، فإن العمل الحقيقي والتعاون من جانب سلطات الاحتلال يمكن أن يضمن حركة آمنة وحرة للمساعدات، لكن لم أر أي إرادة حقيقية من جانب إسرائيل طوال الحرب.

ما هو تأثير ذلك على الأرض؟

قالت جولييت توما المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنه لم يحدث أي تغيير كبير على الأرض، وما وصل من مساعدات قليل للغاية وغير كاف على الإطلاق لمواجهة الاحتياجات.

وأكدت سارة ديفيز، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه حتى لو تم تعزيز عمليات تسليم المساعدات، فإن القتال يجعل من الصعب للغاية توزيع الأشياء بشكل فعال على كل من يحتاج إليها.

وتحظر إسرائيل دخول بعض المواد الحيوية إلى القطاع المحاصر، منها مركزات الأكسجين والمولدات ومعدات إعادة الإعمار، لأن سلطات الاحتلال تعتبرها مواد ذات غرض مزدوج، ولها استخدامات عسكرية وطبية.

وفي الأثناء، دعا البيت الأبيض، الثلاثاء، جميع الأطراف إلى التعاون في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن حجم المساعدات المقدمة إلى غزة يجب أن يزيد، على الرغم من أن البيت الأبيض يرى زيادة في حجمها.

وفي وقت سابق، قال المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل منع البعثات الإنسانية من الوصول إلى شمال قطاع غزة محملة بالإمدادات الحيوية بما في ذلك الأدوية والأغذية للأشخاص المحاصرين.

وأضاف لازاريني، عبر منصة إكس، إن المستشفيات في قطاع غزة تعرضت للقصف فأصبحت بلا كهرباء، بينما ترك الجرحى دون رعاية طبية، ويجب أن تحصل الوكالات الإنسانية في قطاع غزة، على إمكانية الوصول إلى شمال غزة.

وأكد أن رفض المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح لتحقيق أغراض عسكرية هو علامة على مدى انخفاض البوصلة الأخلاقية، ويجب أن تصل المساعدات إلى كل من يحتاج إليها في غزة.

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق