المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا يراكم الفشل في المهام بالصحراء المغربية

0 تعليق ارسل طباعة

قدّم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، الثلاثاء الماضي، تقريرًا مفصّلاً عن مهمته لإحياء العملية السياسية للأمم المتحدة في الصحراء المغربية.

وتقييماً لمدى تقدّمه في المهمة التي تولاها منذ ما يقارب ثلاث سنوات يرى مراقبون أن دي ميستورا “لم ينجح حتى الآن في إقناع الجزائر بالعودة إلى طاولة المفاوضات بصيغة الموائد المستديرة التي ترفضها، في محاولة للتهرّب من مسؤوليتها في النزاع المفتعل”.

ويرى حسن رامو، الأستاذ بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية والأورومتوسطية والإيبيروأمريكية، التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، أن دي ميستورا “فشل في مهمته بالنظر إلى عدة مؤشرات، من بينها الزيارات التي قامها وكانت خارج المسار التفاوضي والأممي، كلقائه مع قيادات جنوب إفريقيا الذي يمكن أن يعرقل هذا المسار”.

وأضاف رامو، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “كان من المنتظر أن تتضمّن تقارير المبعوث الأممي إشارات إلى عرقلة الجزائر المسار التفاوضي، وإدانة العمليات الإرهابية التي نفذتها جبهة البوليساريو في السمارة، ثم إدانة الجزائر لاحتضانها منفّذ هذا العمل الإرهابي ورفضها الانخراط في قرارات أممية تدعو إلى المشاركة في مفاوضات الموائد المستديرة”.

وتابع الأستاذ الباحث ذاته: “أعتقد أنه عوض أن يقوم دي ميستورا بمهمته كمبعوث أممي محايد كانت هناك مجموعة من الخطوات التي تبرز أنه فشل في القيام –على الأقل- بواجبه، أساسا إعادة إحياء مسار الموائد المستديرة”، مشيراً إلى أنه “من الحياد أن يضمن المبعوث الأممي في تقاريره الدعم الدولي الذي ظل يحظى به مقترح الحكم الذاتي خلال السنوات التي وازت مدة انتدابه”.

من جانبه قال المحلل السياسي لحسن أقرطيط إنه “يمكن الحديث عن أن دي ميستورا تعرّض للإفشال وليس الفشل”، مشيراً في حديثه إلى هسبريس إلى أن “مهمة المبعوث الأممي كانت واضحة، لاسيما في ظل القرارين الأخيرين لمجلس الأمن 2703 و2602، اللذين يحددان بشكل واضح مسؤولية الجزائر في هذا النزاع المفتعل”.

وأضاف أقرطيط أن “الجزائر عملت كل ما بوسعها من أجل إفشال مهمة دي ميستورا الذي يعتبر دبلوماسياً محنّكاً وله تجربة كبيرة في حل النزاعات وعمل منذ البداية على الاتصال بالأطراف الأربعة، غير أن الدولة الراعية للجبهة الانفصالية نهجت سلوكاً متناقضاً مع ما تصرّح به سياسياً، إذ تقول إنها غير معنية بهذا النزاع وفي الواقع تظهر الدبلوماسية الجزائرية كفاعل رئيسي فيه، لاسيما عند كل منعطف أو اختراق يتم تحقيقه”، مذكّراً بردود فعلها إزاء الموقفين الجديدين لكل من إسبانيا وفرنسا من مغربية الصحراء.

ومع ذلك يشدد المحلل السياسي ذاته على أنه “مع التأكيد على إفشال الجزائر مهمة المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية يمكن الحديث عن فشل الأخير في إيجاد حل سياسي عملي واقعي ومتوافق عليه ومستدام”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق