لماذا فرضت أوروبا وبريطانيا عقوبات جديدة على إيران؟ ما هو دور الهجمات على إسرائيل؟

0 تعليق ارسل طباعة

أعلنت بريطانيا والاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، عن فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، تشمل أفراداً بارزين ومؤسسات عسكرية إيرانية، وذلك على خلفية هجمات طهران الأخيرة على إسرائيل، التي شملت إطلاق صواريخ باليستية، وتقارير تؤكد نقل إيران صواريخ إلى روسيا.

لماذا تم فرض هذه العقوبات وكيف ترتبط بالأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا؟

تأتي هذه العقوبات في أعقاب هجوم صاروخي نفذته إيران في الأول من أكتوبر الجاري، والذي شهد إطلاق ما لا يقل عن 180 صاروخاً على إسرائيل، ما أدى إلى أضرار مادية واسعة واشتعال حرائق، دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات بشرية. رغم تكرار إسرائيل لنفيها وقوع خسائر بشرية، فإن الهجوم قد زاد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، أكدت تقارير غربية أن إيران قامت بتسليم صواريخ باليستية إلى روسيا، مما أثار قلقًا دوليًا حول توسيع نطاق النزاع الروسي الأوكراني. وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تصريح لها على منصة "إكس"، أن "دعم النظام الإيراني للحرب العدوانية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف".

أبرز المستهدفين بالعقوبات: من هم الشخصيات والكيانات المستهدفة؟

أشارت وزارة الخارجية البريطانية إلى أن العقوبات تستهدف شخصيات بارزة في الجيش الإيراني، بما في ذلك أفراد من القوات الجوية ومؤسسات متورطة في تطوير الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة. وضمن هذه القائمة، شملت العقوبات قيادات عسكرية وشركات مرتبطة ببرامج إيران لتطوير الصواريخ التي استخدمتها طهران في هجماتها الأخيرة على إسرائيل.
 

في المقابل، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة تستهدف 7 أفراد و7 كيانات على صلة بنقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا. كما شملت العقوبات ثلاث شركات طيران إيرانية ونائب وزير الدفاع الإيراني، مما يوضح مدى التركيز على المؤسسات التي تسهم في تعزيز التعاون العسكري الإيراني مع روسيا.

عقوبات سابقة: كيف تستمر الدول الغربية في الضغط على طهران؟

تأتي هذه العقوبات في إطار سياسة غربية متواصلة ضد إيران منذ فترة طويلة. ففي سبتمبر الماضي، فرضت بريطانيا عقوبات جديدة شملت سبعة كيانات مرتبطة ببرنامج إيران الصاروخي، كما تم إدراج ثلاثة كيانات أخرى على قائمة العقوبات الخاصة بروسيا. هذه العقوبات جاءت بعد تصريحات من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أشار فيها إلى أن روسيا قد استلمت صواريخ باليستية من إيران.

وفي شهر أبريل من هذا العام، فرضت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات إضافية تستهدف إنتاج إيران للطائرات المسيرة، بعد هجوم مباشر شنته طهران على إسرائيل ردًا على قصف قنصليتها في دمشق. كما فرضت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة في مايو، استهدفت وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، وشخصيات أخرى متورطة في نقل صواريخ ومسيرات إلى روسيا.

كيف تؤثر العقوبات على إيران وعلاقاتها الدولية؟

تمثل هذه العقوبات تصعيدًا كبيرًا في التوترات بين إيران والدول الغربية، لا سيما مع تزايد الاتهامات الموجهة لطهران بتزويد روسيا بالصواريخ والمسيرات لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا. كما تعكس هذه العقوبات قلق الغرب من أنشطة إيران العسكرية في الشرق الأوسط، خاصة دعمها للفصائل المسلحة في فلسطين وحزب الله في لبنان.

وتستهدف العقوبات الأوروبية والبريطانية تجميد أصول الشخصيات والكيانات المستهدفة وحظر السفر على الأفراد المتورطين. هذه الإجراءات تعزز الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران وتعرقل تطوير قدراتها الصاروخية والعسكرية.

مستقبل العلاقات الإيرانية الغربية: إلى أين تتجه الأزمة؟

مع استمرار العقوبات الغربية وتصاعد الضغط الدولي على إيران، من المتوقع أن تستمر الأزمات الدبلوماسية والتوترات العسكرية في المنطقة. فإيران تستمر في تطوير برامجها الصاروخية وتقديم الدعم العسكري لحلفائها، في وقت تسعى فيه الدول الغربية إلى كبح جماح هذه الأنشطة من خلال العقوبات الاقتصادية والسياسية.

في ظل هذه الأوضاع، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى قدرة هذه العقوبات على إجبار طهران على تغيير سياساتها، وما إذا كانت العلاقات بين إيران والدول الغربية ستشهد مزيدًا من التصعيد أم ستتجه نحو تسويات دبلوماسية جديدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق