الأفوكا المغربية تسجل أرقاما قياسية .. ومهنيون ينفون استنزاف الزراعة للمياه

0 تعليق ارسل طباعة

بدأت الضيعات المتخصصة في زراعة فاكهة الأفوكا بالمغرب فتح أبوابها أمام اليد العاملة الموسمية بغرض جني غلّة هذا الموسم، التي سبق أن توقع مهنيو القطاع من فلاحين ومصدرين أنه من المحتمل أن تتجاوز 90 ألف طن كإنتاجية إجمالية، مع احتمال تصدير أزيد من 80 ألف طن منها.

وتستهدف مرحلة الجني بضيعاتِ المملكة حاليا ثلاثة أنواع من منتج الأفوكا؛ ويتعلق الأمر بكل من “الفويرتي” و”الباكون” و”الزيتانو”؛ وهي كلها من النوع الأملس على العموم، على أن يتم مستقبلا المرور نحو جني نوع “الهاس” الخشن؛ فموسم الجني أساسا يبتدئ من نهاية شتنبر ويمكن أن تمتد إلى ما بعد نهاية دجنبر.

وبقدر ما يثمن المهنيون في هذا الصدد جودة وكمية إنتاجية هذا الموسم الأولية بقدر تأكيدهم أن مرحلة جني الأفوكا “توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة يستفيد منها المياومون، خصوصا بالمنطقة الرابطة ما بين مولاي بوسلهام والعرائش”، رافضين “تحميل هذه الزراعة أكثر مما لا تطيق من خلال اعتبارها مستنزفة للمياه، وهي التي تستهلك أقل من بعض الزراعات”، حسبهم.

موسم واعد وفرصة اقتصادية

عبد الرحيم العميم، مهني بالقطاع صاحب ضيعة في منطقة العوامرة بإقليم العرائش، قال: “إن موسم الجني بدأ مؤخرا ويستهدف أساسا أنواع الزيتانو والفويرتي والباكون، وهي كلها من الصنف الأملس من الفاكهة، في حين أن الصنف الخشن أو المسمى ‘الحرشْ’ لم يحن بعد موعد جنيه لأننا ننتظر أن يستكمل النسبة المطلوبة من الدهنيات”.

وأضاف العميم، في تصريح لهسبريس، أنه “من المتوقع أن تكون الإنتاجية هذه السنة جد مرتفعة مقارنة بالمواسم الماضية، وذلك اعتبارا للمعطيات المتعلقة بالطقس الذي لم يكن بالحار جدا خلال الأسابيع الماضية”، وزاد: “لاحظنا أن الكميات المجنية هذه السنة هي ذات جودة جد عالية إذا ما قارناها بكميات الموسم الماضي”.

وتفاعلا مع النقاش المطروح كل مرة حول إمكانية استنزاف هذه الزراعة المياه أوضح الفاعل ذاته أن “المنطقة التي يتم الاستثمار بها، بما فيها اللوكوس والغرب، لا تعاني أساسا من أي مشاكل متعلقة بالماء، إذ تبقى منطقة رطبة في نهاية المطاف لقربها من السواحل الأطلسية”.

المتحدث نفسه أشاد بما توفره مرحلة الجني السنوية من “فرص اقتصادية لفائدة الساكنة المحلية”، وشدد على أن “هذه المرحلة السنوية توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لفائدة عدد مهم من الباحثين عن عمل، في وقت يفوق الأجر الممنوح لهم ما يتم منحه لهم في جني فواكه وأصناف زراعية أخرى”.

الأفوكا المغربية تصل إلى أوروبا

المعطيات نفسها أكدها تقريبا عبد الله اليملاحي، رئيس جمعية الأفوكادو المغربية، الذي كشف أنه “تم تسجيل أرقام قياسية في ما يتعلق بالإنتاجية في هذه المرحلة مقارنة بالمرحلة ذاتها من الموسم الماضي، بما يؤكد أن من المنتظر تحقق التنبؤات التي سبق أن تم طرحها”، مؤكدا أن “اليد العاملة، اليوم، تشتغل في جني المنتج الأملس، ضمنه الزيتانو والباكون والفويرتي”.

وجوابا منه عن سؤال لهسبريس بخصوص التصدير كشف اليملاحي أن “هذه العملية انطلقت فعليا مؤخرا، إذ توجد في الطريق إلى أوروبا مجموعة من الشاحنات المغربية المحملة بالإنتاجية المجْنية في بداية هذا الموسم”، معتبرا أن “نسبة مهمة من المجنِيّ من الفاكهة، بداية هذا الموسم، توجه مباشرة إلى السوق المحلية”.

كما أورد المتحدث ذاته: “الطقس المعتدل خلال الفترة الأخيرة كان مساهما بشكل كبير في الوصول إلى هذه الإنتاجية التي وقفنا على كونها جد مهمة”، رافضا اعتبار الأفوكا “مستنزفة للمياه”.

ومن منطلقه كفاعلٍ في إحدى الشركات المصدرة لهذا المنتج بمدينة العرائش أفاد عبد السلام الخليفي بأن “الإنتاجية التي تم تحقيقها بداية الموسم تمثل مظهرا من مظاهر موسم إيجابي ينتظر زراعة الأفوكا بالمملكة، حيث تحققت بعض التوقعات التي سبق أن طرحناها”.

وبيّن الخليفي لهسبريس أن “عملية الجني تخص حاليا أنواع الزيتانو والباكون والفويرتي، على أن نمُرّ إلى النوع الذي يسمى الهاسْ والمتميز بقشرته الخشنة”، خاتما: “مرحلةُ الجني عادة ما توفر فرصا للمياومين، إذ نتحدث مثلا عن الحاجة إلى 24 مياوما لملء شاحنة متوسطة الحجم بمنتج الأفوكا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق