«لقاء استثنائي» حنتوس والزايدي الكبير والصَغار يشكلون موجة جديدة في المشهد اليمني

قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس عَلِم بها من كان يجهل قدرهُ ومن الاستحالة طمسها وجرى الحديث عن القبض على الشيخ الزايدي الذي لم يكن ليُلهي أو يمحو جريمة الخـ،، ـوثي المتعلقة بالشهيد حنتوس، إذ تحيط بها براهين واضحة معززة بالصوت والصورة وكشفت عن مواقف وتوجهاتٍ أثارت تساؤلات عن مَن يستحق الدعم والاحترام، خاصة وسط استمرار الصراعات التي تشكل أبرز تحديات البلاد في الوقت الحاضر.

قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس وأبعاد القبض على الشيخ الزايدي

قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس لم تكن مجرد حادثة عادية بل تعني تجاوزًا صارخًا تجاه شخص اعتُبر رمزًا وطنيًا واجتماعيًا يحتل مكانة رفيعة بين أبناء قبيلته، وقد برزت القضية مع القبض على الشيخ الزايدي الذي يعد من كبار القوم ومشايخ القبيلة، حيث تثير مواقف هذا الأخير من الحوثيين جدلاً واسعًا، فالعديد من المتعاطفين مع الزايدي يرون في إطلاق سراحه ضرورةً احترامًا لمنصبه ومكانته، رغم الوثائق التي تثبت تضامنه مع الميليشيات الحوثية، وهذا الموقف يفتح الباب أمام إشكاليات جوهرية حول تعاطف البعض مع رموز معينة على حساب التضحيات التي قدمها كبار قوم سبأ ضد الانقلاب الحوثي.

القبض على الشيخ الزايدي يحمل في طياته رسائل متعددة عن القوى التي تلعب دورًا في الصراع القائم، فالقبائل الحقيقية التي تحمل إرث التضحيات مثل الشدادي والعقيلي ودحوان وغيرهم ممن استشهدوا في مواجهة الإرهاب الحوثي يواجهون اليوم تحديًا هوثل تقليل قيمة دورهم مقابل من يتخذ من مواقعهم مدخلًا لدعم مخالفات وأدوار مشبوهة.

تأثير قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس على الانتماء الوطني والقبلي

قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس ترسم صورة واضحة عن هشاشة التوازن بين الولاء للقبيلة والالتزام بالوطن، إذ عندما يتم التماهي مع العصبية القبلية والعشائرية على حساب القيم الدينية والوطنية، فإن ذلك يكشف حالة من الانقلاب على المبادئ التي تشكل أساس الوحدة الوطنية، كما تعكس القضية النزاع العميق الذي يعاني منه بعض قطاعات المجتمع، التي تختار أن تبرر دعمها لمن يوالي الإرهاب الحوثي بينما تتجاهل بكل وضوح التضحيات التي قدمها الآخرون من أجل الدولة والجمهورية.

وعلى الجانب الآخر، فإن هذا الانقلاب في الأولويات يُساهم في تُهميش دور الدولة ومؤسساتها، التي تُفترض أن تكون بمثابة الحاضنة التي تجمع الجميع تحت لواء واحد، مع ضمان هيبة القرار وشفافيته وعدم التمييز في تطبيق القانون.

كيف يمكن تجاوز أزمة قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس وتعزيز ثقة القبائل في الشرعية؟

تتضح في قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس أهمية بناء بيئة سياسية واجتماعية تتميز بالثقة والمصداقية، وهو ما يتطلب الابتعاد عن منطق المحاباة والاصطفاف العشائري الذي يؤدي إلى تقسيم المجتمع وتهميش الشرعية، ومن هنا تتبلور الحاجة إلى حضور دولة قوي يحكمها القانون والعدل والشفافية، بحيث تكون هيبتها وقوة قرارها كفيلتين بقضاء العديد من الإشكالات التي تزعزع استقرار البلاد.

  • توحيد القرار السياسي والعسكري للشرعية بعيدًا عن المحاصصة القبلية
  • إعادة بناء ثقة القبائل بالدولة من خلال احترام مواقفها وتضحياتها
  • تعزيز شفافية الإجراءات القانونية والعقوبات لضمان العدالة للجميع
  • محاربة الفوضى والتدخلات الخارجية التي تستغل الانقسامات القبلية
  • ترسيخ قيم المواطنة التي تجمع الناس على أساس الحقوق والواجبات لا على أساس الانتماءات الضيقة
العنصر الوضع الحالي
موقف القبائل الكبرى تباين بين التعاطف مع الشيخ الزايدي والامتناع عن إنكار دوره مع الحوثيين
تعاطف المتعاطفين يميل نحو إطلاق سراح الزايدي رغم الأدلة
دعم الدولة الشرعية غير موحد ومضعف نتيجة تراكمات الفشل وتسويف الفرص
الأثر على الانتماء الوطني تراجع واضح بسبب سيطرة العصبيات القبلية على بعض القيم الأساسية

من الواضح أن قضية انتهاك حرمة الشيخ حنتوس لن تُمحى بتغير موقف أو محاولة نسيانها عبر إطلاق سراح جهات متورطة، فهناك موازين يجب أن تُراعي تاريخ أهم الشهداء والتضحيات التي خلدتها الوقائع والمقابر، وابتداع مواقف موحدة تُعيد تقييم الانتماء الحقيقي وتعيد البناء الثقة في الشرعية ستشكل نقطة تحول مهمة.

غير أن الطريق يظل محفوفًا بالعقبات منها ضعف القرار وضعف الحضور المؤسسي وغياب الشفافية، لكن وجود إرادة سياسية صادقة تعزز حضور الدولة وموقعها ستغير المعادلات، وتقدم صورة أوضح لما يجب أن يكون عليه الدعم والتضامن الفعلي بما يجمع الشعب ولا يفرقه.

يبقى أن تحترم قيم الدولة والجمهورية قبل الانتماءات القبلية، لأن في ذلك وحدته وبقاء أهله، وأي تراجع عن ذلك قد يزيد من انقسامات يصعب تداركها في المستقبل القريب.

close