داني حداد يرصد الواقع اللبناني من خارجه حيث يتجمّع عشرات آلاف السيّاح يوميًا في مناطق محددة بينما لبنان يعاني أزمات متراكمة بين نزاعات الجوار وانتشار السلاح وعدم استقرار السلام، والمشهد يعكس تناقضات البلد الغريبة حيث تعج الشواطئ بالمصطافين والمهرجانات تملأ القرى، ومواقع التواصل الاجتماعي تمكّن من متابعة التفاصيل عن قرب دون تحمّل هموم مباشرة
داني حداد يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية في لبنان
يشير داني حداد إلى أن الأسابيع الأخيرة كشف فيها لبنان صفحة من الطاقة والحيوية رغم الأزمة؛ حيث يقضي الناس أوقاتهم بين حفلات صاخبة ومهرجانات وازدحام في المطاعم والمتاجر التي يملؤها الزبائن أو العائلات التي تلتقي بعدما جمعتها الغربة، كما تحظى المنطقة بحضور كبير لمشاهير مثل ستريدا جعجع التي أبدعت في تنظيم مهرجانات تنبض بالدقة وروح الفرح التي تعكس جانبًا مشرّفًا من حضارة البلد لا ينكرها حتى أكثر المنتقدين. في الوقت ذاته، يستمر لبنان في المشهد العالمي كبلد “عصيّ على الموت” رغم الصعوبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهه
تجربة داني حداد وتأملاته حول عيد مار شربل وعلاقته بالهوية اللبنانية
يحكي حداد كيف اجتمع اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم في مناسبة عيد مار شربل، حيث اجتذبت الاحتفالات في عنايا وبقاعكفرا عشرات الآلاف، بينهم من يتابعها عبر صور القديس وصلواته على مواقع التواصل، الأمر الذي يعكس عمق الهوية الدينية والروحية اللبنانية التي تفوق الطوائف والمذاهب وتُبرز شكلًا من الوحدة الوطنية الناعمة التي يدعمها حضور “مار شربل” كرمز للثقة والإيمان وللارتباط بالوطن مهما كانت الظروف السياسية صعبة أو الأوضاع الاقتصادية متردية
داني حداد وحجم التناقضات بين الحياة اليومية والتحديات السياسية في لبنان
رغم أن داني حداد يشير إلى ازدحام المدن والقرى بالمناسبات التي تفرح اللبنانيين، فإنّ المعاناة السياسية والأمنية تبقى واقعة تحاصر الواقع الوطني؛ كما يسمع الزائر عن صراعات الجوار واستمرار وجود السلاح وانتشار الفساد الذي يحطّم آمال الإصلاح، يدعو حداد إلى إدراك أنّ لبنان بلد معقد، يعيش بين لحظات الفرح الشديد واللحظات التي يعجز فيها عن الثبات؛ ويشدد على أن الأمل مرتبط بالمجتمع نفسه وليس فقط بالقادة أو السياسات، فاللبنانيون هم الشريان الحقيقي لهذا الوطن، رغم كل المتاعب