قانون الإيجار القديم يتصدر اهتمامات الشارع المصري هذه الأيام وسط ترقب واسع للقرار النهائي بشأن التصديق عليه من عدمه، حيث يبدأ العمل بالقانون اعتبارًا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية بعد توقيع رئيس الجمهورية عليه، على أن يُطبق هذا القانون على كافة المناطق القديمة التي تضم عقارات تم تأجيرها لفترات طويلة تمتد لعقود، خصوصًا للعقارات المبنية قبل 30 يناير 1996، كما يسعى القانون بدخوله حيز التنفيذ إلى تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر بشكل أكثر عدلاً لإلغاء التشريعات السابقة المعمول بها منذ 1977 و1981، مع استمرار النقاش حول دستورية بعض بنوده المتعلقة بالإيجارات وحقوق الامتداد.
قانون الإيجار القديم وتداعياته على حقوق المؤجرين والمستأجرين
يمثل قانون الإيجار القديم تحديًا كبيرًا بين حقوق المؤجر والمستأجر، خاصةً وأن التعديلات التي يحملها تضعف من الامتداد القانوني الذي كان يتمتع به المستأجرون لعدة أجيال، إذ أشارت أحكام المحكمة الدستورية السابقة إلى شرعية امتداد الإيجار لجيل واحد بعد المستأجر، بينما انفرد حكم 2024 بمناقشة زيادة الإيجارات دون المساس بالامتداد، مع التأكيد على دستورية زيادة الإيجارات في المناطق غير المجحفة، وهو ما يُفسر توجه التشريع الجديد نحو تعديل العلاقة الإيجارية بما يراعي التوازن والعدالة بين الطرفين ويُقلص الاستغلال.
أبرز المبادئ التي استقرت عليها المحكمة الدستورية في قانون الإيجار القديم
في حديث قانوني مفصل، أكد الخبير والمحامي بالنقض على بعض المبادئ الأساسية للمحكمة الدستورية التي تحدد إطار التعامل مع عقود الإيجار القديم والتي يمكن تلخيصها كما يلي
- المشرع لا يمتلك صلاحية إلغاء عقود أبرمت وفقاً للنصوص الدستورية
- العقود التي تتفق مع الدستور لا يجوز إنهاؤها لصالح أي مصلحة مهما كانت
- قيد حق المستأجر في احتجاز أكثر من مسكن يتعارض مع الدستور
- السلطة التشريعية غير مخولة بإدخال قيود تمس حرية الإرادة لدى الأطراف في العقود
- تقييد الحقوق الدستورية بغير مبرر يعد انتهاكًا لنصوص الدستور وحقوق المواطنين
وتكمن أهمية هذه المبادئ في ضمان تحقيق توازن عادل بين حماية حقوق المالكين والالتزام بحقوق المستأجرين المشروعة بعيدًا عن التجاوزات التي قد تخل بالنظام القانوني.