الين يتراجع بفعل الضغوط السياسية وسط مخاوف كبيرة قبيل انتخابات مجلس الشيوخ الياباني يوم الأحد، حيث يواجه الحزب الحاكم تحديات قوية قد تؤثر على استقرار الحكومة والعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، بينما يستعد الدولار الأميركي لتحقيق مكاسب أسبوعية ملحوظة مدعوماً ببيانات اقتصادية قوية، ما يعكس تبايناً واضحاً في أداء العملتين أمام مختلف العملات العالمية خلال الأيام الأخيرة.
الين يتراجع بفعل الضغوط السياسية وتأثير الانتخابات على السوق
يشهد الين تراجعاً متصاعداً مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان يوم الأحد، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الائتلاف الحاكم معرض لفقدان أغلبيته، مما يثير مخاوف من حالة غموض سياسي تزيد من تعقيد الأوضاع المحلية والتفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، وتضاف إلى هذا الضغط توقعات بعجز حكومي متزايد ما قد يؤدي إلى حزم إنفاق جديدة تدفع عوائد السندات اليابانية للارتفاع، وهو ما يكبّل قيمة الين ويزيد من ضغوط البيع عليه.
ديريك هالبني، رئيس أبحاث الأسواق في «MUFG»، يؤكد أن تجاوز الين حاجز 150 مقابل الدولار بات مرجحاً إذا خسرت الحكومة أغلبيتها، مع توقع تقلبات كبيرة في سوق العملات بسبب عطلة رسمية يابانية وانخفاض السيولة في بداية الأسبوع.
الدولار يتجه لمكاسب أسبوعية مدعومة بالقوة الاقتصادية وتغير التوقعات
في المقابل، يقود الدولار الأميركي حركته للأعلى مستفيداً من بيانات اقتصادية إيجابية أبرزها ارتفاع مبيعات التجزئة وانخفاض طلبات إعانة البطالة لأدنى مستوى في ثلاثة أشهر، مما دفع المستثمرين إلى تعديل توقعاتهم بشأن التيسير النقدي للفيدرالي الأمريكي، حيث تتراجع توقعات خفض الفائدة إلى 45 نقطة أساس بدلاً من 50 بنهاية العام.
على الرغم من قوة الدولار خلال الأسبوع، تبقى الشكوك تحيط بمستقبله الاقتصادي بسبب القلق من ارتفاع الإنفاق والعجز المالي الناتجين عن سياسات خفض الضرائب، بالإضافة إلى التوترات بين إدارة ترامب ورئيس الفيدرالي، ما يعكس مراحل من عدم اليقين في السوق.
تراجع الين يتأثر أيضاً بالخلافات التجارية واضطرابات أخرى في الأسواق العالمية
يضاف إلى الضغوط السياسية على الين الخلاف المستمر بين واشنطن وطوكيو حول الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات والمنتجات الزراعية، والذي يؤجج حالة التوتر ويرفع من مخاطر فرض رسوم شديدة تصل إلى 25%، مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس.
في هذا الإطار، شهدت الأسواق تقلبات ملحوظة في العملات الأخرى؛ حيث تراجع الدولار أمام الفرنك السويسري وانخفضت قيمة بعض العملات الأوروبية مثل اليورو والجنيه الإسترليني رغم صعودهما بنسبة طفيفة خلال اليوم.
على صعيد العملات الرقمية، شهدت «بيتكوين» و«إيثريوم» ارتفاعات قياسية بدعم من القوانين الأمريكية الجديدة لتنظيم العملات المستقرة، مما يعكس تحوّلاً مهمّاً في الاستثمارات الرقمية.