«نمو هائل» ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تتضاعف بنمو 65% خلال عام واحد

ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد وسط تباين واضح في الأحوال الاقتصادية والمعيشية، حيث كشفت تقارير رسمية عن زيادة مذهلة بلغت من 54.2 مليار دولار في 2023 إلى 89.5 مليار دولار في 2024، في وقت يعاني فيه كثيرون من تحديات حادة في الأمن الغذائي وأزمات المياه والمناخ، مما يضع المنطقة أمام معضلة حقيقية بين الثراء الفاحش والفقر المدقع.

ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد.. واقع متناقض يسلط الضوء على الفوارق الصارخة

تُبرز التقارير الصادرة عن منظمة أوكسفام بالتعاون مع معهد ستوكهولم للبيئة حجم القفزة غير المسبوقة في ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد، الأمر الذي يعكس فجوة متزايدة في الثروة داخل المنطقة، إذ يكشف التقرير أن أغنى 0.1% من السكان تسببوا في انبعاثات كربونية تفوق بـ477 مرة ما يصدر عن نصف السكان الأفقر، كما أن استخدامهم المفرط للطائرات الخاصة واليخوت يعادل انبعاثات سنوية لمواطن متوسط في يوم واحد فقط. هذه الممارسات الفارهة تجسد واقع التباين الشديد بين طبقات المجتمع الذي يعاني فيه الفقراء من تأثيرات بيئية حادة كالحرمان من المياه والجفاف.

السنة ثروات مليارديرات الشرق الأوسط (بالمليارات دولار) النسبة المئوية للزيادة
2023 54.2
2024 89.5 65%

تداعيات الأزمة البيئية وسط ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد

يبين تقرير أوكسفام بوضوح أن ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد تجلب وراءها أزمة مناخية ذات أبعاد اجتماعية خطيرة، إذ يشكو الملايين من شح مصادر المياه واعتمادهم على مصادر جماعية وسط استهلاك مترف من الأثرياء لمساحات ضخمة من المياه عبر مسابح القصور وملعب الغولف، بمعدل استهلاك سنوي يتجاوز مليار متر مكعب، في حين يسعى الفقراء لتأمين حاجاتهم الأساسية في ظل تقلبات مناخية تزيد من حدة المصاعب. وقد أكدت سالي أبي خليل، المديرة الإقليمية لأوكسفام، أن نمط الحياة المرفّه للأثرياء يفاقم الأزمة البيئية ويزيد من هوة اللامساواة.

  • الاستهلاك الزائد للطائرات الخاصة واليخوت يزيد من الانبعاثات الكربونية
  • استخدام المياه المفرط في الفيلات والملاعب يستهلك موارد المنطقة المحدودة
  • الفقراء هم الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية رغم مساهمتهم المحدودة في التلوث
  • غياب نظام ضرائب منصف يؤدي إلى تراكم الثروات بدون أي مساهمة واضحة في النفقات العامة
  • التفاوت البيئي يتجسد في الفروق الحادة بين الاستخدامات الترفيهية والاستهلاكية والمصادر الأساسية للفقراء

تحديات السياسات وتأثيرها على ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد

يرصد التقرير أيضًا أن ثروات مليارديرات الشرق الأوسط تقفز 65% في عام واحد وسط بيئة ضريبية ضعيفة وسياسات تقشفية تحدّ من قدرة الحكومات على مواجهة التحديات المناخية، إذ أدت الإعفاءات الضريبية والتهرب إلى حرمان الموازنات العامة من موارد مالية ضرورية للاستثمار في حلول مستدامة، مما يفاقم التباين الاقتصادي والاجتماعي؛ فحصة أغنى 1% تسيطر على نصف الثروة المالية في المنطقة لكنها لا تظهر مساهمة عادلة بمواجهة الأزمات البيئية. من هنا تنطلق الدعوات إلى فرض ضرائب مناخية على الأثرياء لتحميلهم جزءًا من الأعباء البيئية، والإسهام في صنع حلول عملية تستجيب لتحديات المناخ وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.

هذه الرؤية تتطلب فهمًا عميقًا للتوازن بين زيادة ثروات فئة محدودة وتدهور حياة ملايين السكان، مما يطرح ضرورة مراجعة السياسات الاقتصادية والبيئية على حد سواء لتجنب مزيد من التدهور في الفجوة الاجتماعية والبيئية بالمنطقة.

close