الكلمة المفتاحية: خطاب يحيى الرسي طباطبا
خطاب يحيى الرسي طباطبا يشكل حجر الأساس لنظام فكري يزعم استعلاء السلالة واحتكار الدين والسلطة في ذرية واحدة، حيث يعتمد على تمييز عنصري وشركي يقصي المجتمع والمخالفين عقائديا وسياسيا واجتماعيا، ويحولهم إلى أعداء مستباحين، ما يؤدي إلى إنتاج العنف وتفخيم الذات السلالية، مما يهدد وحدة المجتمع ويغذي الانقسامات العميقة التي ما زالت تؤثر في اليمن حتى اليوم.
تحليل خطاب يحيى الرسي طباطبا ودوره في إنتاج العنف والاستعلاء السلالي
يمتاز خطاب يحيى الرسي طباطبا بتركيزه على استعلاء السلالة بوصفها الذات المؤمنة المصطفاة، مع تبني مواقف تعكس إقصاء صارخًا لكل من خالف هذه السلالة، حيث تظهر ثلاثة محاور رئيسية لهذا التمييز الأول هم الصحابة الذين نازعوا عليا الإمامة ويُتهمون بالظلم والكفر، الثاني هم العلماء والمذاهب خارج آل البيت الذين يُقصون تماما من الشرعية الدينية، والثالث هم عموم المسلمين، بما فيهم اليمنيون الذين يُعتبرون خصوما وجوديين يجب محاربتهم، وتُشرعن استباحة دمائهم وأموالهم بدعوى رفضهم الإمامة؛ ويعتمد خطابه على تجنب مصطلح “الآخر” واستبداله بـ”الغير” لترسيخ نفي المساواة العقدية، ما يجعل المخالف ضدًا نهائيًا منزوغ الشرعية
خطاب يحيى الرسي طباطبا والإمامة كأساس للشرعية والتحكم بالعقوبات والقتل
يرفع خطاب يحيى الرسي طباطبا مفهوم الإمامة إلى درجة مساوية للتوحيد والنبوة، حيث يُعتبر الإيمان بالإمامة شرطا لا غنى عنه للنجاة الأخروية، ويربط الإمامة بولي عهد السلالة النبوية من علي إلى ذريته، ويُحرم على الناس تفسير أو مشاركة اختيار الإمام، مما يجعل رفض الإمامة خروجًا عن الدين وعقوبته الكفر والفسق والاستباحة؛ ويتحول المخالف إلى هدف مشروع للعقاب والقتل لأسباب محددة مثل الزنا بعد الإحصان والقتل العمد وإنكار الإيمان الذي يعني رفض الإمامة، ويعلن صراحة أن “من قاتلنا فقد حل لنا دمه وماله ودياره” في إشارة إلى جواز قتال المعارضين، ويعتبر رفض بيعته موتة جاهلية، وهذا يعزز موقفه من ضرورة الإيمان المطلق بالزعامة السلالية ويبرر العنف بحق المخالفين