«ارتفاعات قوية» أسواق آسيا تركب موجة الارتفاعات فلماذا سجلت اليابان والهند تراجعاً؟

أسواق آسيا تركب موجة الارتفاعات وسط أجواء من التفاؤل بعد مؤشرات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة واستقرار مؤقت لتصريحات الرئيس الأميركي بشأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لكن أسواق اليابان والهند تراجعت بسبب عوامل محلية تضمنت بيانات تضخم هامة وترقبات سياسية وتجارية تحتاج إلى وضوح في القريب العاجل.

ارتفاعات أسواق آسيا تبرز قوة الاقتصادات مع استثناءات في اليابان والهند

شهدت أسواق آسيا يوم الجمعة ارتفاعات ملحوظة امتدت بين معظم الأسواق بعد متابعة أداء قوي في وول ستريت التي سجلت مستويات قياسية جديدة، حيث دعمت المؤشرات الاقتصادية الأمريكية التفاؤل في أكبر الاقتصاد العالمي، مما انعكس إيجابًا على معنويات المستثمرين في القارة الآسيوية، وتجاوزت بورصات الصين وسنغافورة وحتى تايوان الموجة الصعودية بقوة بفضل تقارير إيرادات مشجعة وقطاع التكنولوجيا الحيوية، إلا أن أداء أسواق اليابان والهند خالف هذا الاتجاه بدرجات متفاوتة، فعلى الرغم من تباطؤ التضخم في اليابان، فإن التوترات السياسية مع اقتراب الانتخابات التشريعية تركت أثرها على المؤشرات الرئيسية.

تبقى الهند بدورها على الحذر، إذ أن المخاوف من اتفاق تجاري غير متوازن مع الولايات المتحدة أدت إلى انخفاض مؤشرات السوق المحلية، وهو ما يعكس قلق المستثمرين إزاء تأثير الاتفاق المتوقع على قطاعات الزراعة والألبان، فقد أثبتت تصريحات ترامب الأخيرة محدودية الثقة في تحسن مباشر للأسهم الهندية خلال الفترة الراهنة.

لماذا سقطت اليابان والهند رغم ارتفاعات أسواق آسيا؟

إن السبب الرئيسي وراء التراجع النسبي في أسواق اليابان والهند يرتبط بأحداث داخلية وأخرى خارجية متشابكة، ففي اليابان قدّم تقرير أسعار المستهلكين خلافًا لتوقعات المتداولين؛ فقد بلغت نسبة الارتفاع 3.3% فقط في يونيو مقارنة بالعام السابق، مما يعكس تباطؤًا لذاك النمو الذي شوهد سابقًا في مايو، وهذا الأمر يفسر توجه بنك اليابان نحو رفع أسعار الفائدة، إذ أن رفعها قد يحد من جاذبية الأسهم المحلية في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون التطورات المتعلقة بالمحادثات الجمركية الأمريكية-اليابانية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغوط سياسية متصاعدة مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي قد تؤدي إلى فقدان الأغلبيّة للائتلاف الحاكم، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق ويثبط من معنويات المستثمرين.

في الهند، يلعب التوتر التجاري الدور الأكبر في سحب مؤشرات الأسهم نحو الانخفاض، فالبلد لا تزال تنتظر اتفاقًا تجاريًا سيكون له أثر متفاوت على اقتصادها، في ظل مخاوف من فتح الأسواق أمام سلع أمريكية معفاة من الرسوم الجمركية مقابل فوائد ضئيلة للقطاعات الزراعية المحلية، كما أشار ذلك مركز أبحاث «جي تي آر آي» من نيودلهي، مما جعل المستثمرين يتعاملون بحذر وقلق مستمر.

  • انخفاض مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.3% إلى 39701 نقطة
  • تراجع مؤشر سينسكس الهندي بنسبة 0.7% إلى 81622 نقطة
  • خوف متزايد من نتائج الانتخابات التشريعية في اليابان
  • تأجيل حسم الاتفاق التجاري بين الهند والولايات المتحدة

مؤشرات إيجابية قوية في أسواق آسيا تعدل المشهد رغم ضعف اليابان والهند

في مقابل هذا التراجع، لم تفقد أسواق آسيا قوتها، فقد انعكست قرارات شركات بارزة مثل الشركة التايوانية التي سجلت نموًا كبيرًا في صافي دخلها بنسبة 60.7٪ بفضل الطلب المتزايد في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما دعم صعود مؤشر بورصة تايوان بنسبة 1.09٪، وكذلك سهم شركة «تي إس إم سي» الذي زاد بنسبة 2٪.

الصين تجاهلت التعريفات الجمركية الأمريكية المرتفعة على الغرافيت، إذ ارتفعت مؤشرات شنغهاي، هانغ سنغ، وشنشتن بمعدلات تراوحت بين 0.2% و0.9%، مما يعكس ثقة المستثمرين في قوة الاقتصاد الصيني في مواجهة الضغوط الخارجية.

أما المؤشرات الأوسع نطاقًا مثل «آسيا داو» و«ستريت تايمز» في سنغافورة، فقد استمرت في اتجاهها الصعودي، مع تسجيل مستويات جديدة تسلط الضوء على قوة المنطقة بشكل عام.

المؤشر النسبة المستوى الحالي
نيكي 225 (اليابان) -0.3% 39701 نقطة
سينسكس (الهند) -0.7% 81622 نقطة
شنغهاي المركب (الصين) +0.4% 3516 نقطة
بورصة تايوان +1.09% غير محدد
آسيا داو +0.7% 4555 نقطة

في وول ستريت، حافظت المؤشرات على مستوياتها المرتفعة مع إغلاق ستاندرد آند بورز 500 عند رقم قياسي جديد، كما ارتفع داو جونز وناسداك، ما يمد أسواق آسيا بحوافز إضافية للحفاظ على زخم الصعود.

توضح هذه البيانات أن أسواق آسيا تستمد قوّتها من تحركات قوية في القطاعات التكنولوجية والصناعية، إضافة إلى ترقب استقرار السياسات الاقتصادية في البلدان الكبرى، فيما تبقى اليابان والهند تحت مجهر المستثمرين بسبب العوامل السياسية والتجارية غير المكتملة.

تجدر الملاحظة أن هذه التذبذبات داخل أسواق آسيا تؤشر إلى حالة اختلاط متباين بين التفاؤل والحذر ما يجعل متابعة التطورات المستمرة أمرًا ضروريًا لمتابعي الأسواق والمستثمرين على حد سواء ويبقى المشهد متغيّرًا مع توسّع رقعة تأثير الأخبار الاقتصادية والسياسية.

close