«نمو مستمر» الأسواق الأوروبية ترتفع رغم تسارع التضخم في يونيو بشكل غير متوقع

الأسواق الأوروبية ترتفع رغم تسارع التضخم في يونيو، حيث أغلقت الأسواق على مكاسب ملحوظة وسط ارتفاع مؤشرات الأسهم الرئيسية، رغم إعلان ارتفاع طفيف في معدلات التضخم بمنطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، ما يُظهر تفاؤلاً المستثمرين تجاه القدرة على مواجهة الضغوط الاقتصادية والتقلبات. اليوم الخميس، شهدت أسواق الأسهم نمواً في مؤشرات رئيسة رغم تحديات ارتفاع الأسعار.

تطورات الأسواق الأوروبية وترابطها مع الأسواق رغم تسارع التضخم في يونيو

حققت الأسواق الأوروبية ارتفاعات ملحوظة في مؤشر «ستوكس أوروبا 600» بنسبة 0.96%، كما شهد مؤشر «داكس» الألماني قفزة بنسبة 1.51%، فيما سجل «كاك 40» الفرنسي ارتفاعاً بنسبة 1.29%، وحصد مؤشر «فوتسي 100» البريطاني مكاسب طفيفة بلغت 0.52%، جنباً إلى جنب مع ارتفاع السوق السويسرية بنسبة 0.43%، وكل هذه المكاسب جاءت بالرغم من تسارع التضخم في يونيو مما يعكس ثقة المستثمرين في تعافي الأسواق.
وأبلغت «يوروستات» عن ارتفاع التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 2.0% مقارنة بـ1.9% في مايو، في حين بلغ التضخم الإجمالي للاتحاد الأوروبي 2.3% مقابل 2.2%، مع بقاء هذه الأرقام دون مستوى يونيو من العام السابق البالغ 2.6%، ما يبرز تذبذباً في وتيرة التضخم رغم استمرار الضغوط.

عوامل التضخم وتأثيرها على الأسواق الأوروبية في ظل تسارع التضخم في يونيو

تباينت معدلات التضخم بين دول الاتحاد الأوروبي مع تسجيل قبرص أقل نسبة عند 0.5% وفرنسا عند 0.9%، بينما تصدرت رومانيا القائمة بنسبة 5.8%، تلتها إستونيا بـ5.2%، والمجر وسلوفاكيا بنسبة 4.6% لكل منهما، ما يدل على تفاوت الأوضاع الاقتصادية داخل الاتحاد واتساع الهوّة بين الدول على مستوى الأسعار.
تداخلت عوامل التضخم التي أشير إليها من قبل «يوروستات» لتشمل الخدمات والمواد الغذائية والمشروبات الكحولية والتبغ، إضافة إلى السلع الصناعية غير المرتبطة بالطاقة، وأخيرا الطاقة، مما يعطي صورة شاملة عن مصادر الضغوط السعرية المتنوعة التي تؤثر على الأسواق.

• ارتفاع أسعار الخدمات وانتشار تأثيرها على الاستهلاك
• تحركات أسعار السلع الغذائية والمشروبات
• التكاليف المرتبطة بالطاقة وتأثيرها على الصناعة
• اتساع تأثير التبغ والمشروبات الكحولية على التضخم

تأثير الأسواق الأوروبية على مؤشرات العمل والقطاعات المالية في ظل تسارع التضخم في يونيو

شهد سوق العمل البريطاني تزايداً في نسب البطالة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مايو لتصل إلى 4.7% مقابل 4.6% في الربع السابق، متجاوزاً توقعات المحللين الذين رجحوا ثبات نسبة البطالة، مما يسلط الضوء على ضغوط متزايدة على سوق العمل وسط بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات.
على جانب الشركات، تراجعت أسهم شركة الطيران البريطانية «إيزي جيت» بحوالي 5% نتيجة تحذيرات من ارتفاع تكاليف الوقود واستمرار إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا، ما يعكس أزمات القطاع المتصلة بالتحركات التضخمية وعمليات الإنتاج.
في الوقت نفسه، عانت شركة «سكوونز كوميونيكيشنز» الفرنسية لأشباه الموصلات من مخاطر متعلقة باستراتيجياتها المرتبطة بعملة البيتكوين شديدة التقلب، مما أدى إلى انخفاض شهادات الإيداع الأميركية الخاصة بها بأكثر من 22%، رغم عدم إدراجها في البورصات الأوروبية، وهذا يبين كيف تؤثر التقلبات في الأسواق الرقمية على البيئات الاقتصادية التقليدية.
أما الجانب القانوني، فعرف تصعيداً أوروبياً تجاه إسبانيا بتحذير قانوني بسبب عرقلة صفقة استحواذ بين بنكين بارزين، حيث تراجع سهم «بي بي في إيه» بنسبة 0.8% وارتفع سهم «ساباديل» بنسبة 0.4%، مما يعكس تأثير النزاعات القانونية على تحركات السوق الأوروبية المالية.

الأسواق الأوروبية تظهر قدرتها على التكيف والنمو في وجه تسارع التضخم في يونيو، مع تفاوت التأثيرات بين القطاعات والدول، في ظل استمرار عوامل اقتصادية متشابكة تجذب انتباه المستثمرين وصناع القرار.