الليرة السورية تواصل التراجع أمام الدولار بوتيرة متسارعة، حيث وصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى نحو 8,500 ليرة مقابل الدولار الواحد بعدما كان عند 8,300 ليرة في اليوم السابق، وهذا الانخفاض يعكس تأثير عوامل اقتصادية وسياسية معقدة داخل سوريا وخارجها، ما أدى إلى تقلّص القدرة الشرائية للمواطنين وتفاقم صعوبات الاستيراد والتصدير، وسط توقعات برفع مستويات سعر الصرف في الفترة القادمة
أسباب تراجع الليرة السورية وتأثيرها المستمر على المواطنين
تعود أسباب استمرار هبوط الليرة السورية إلى مجموعة من العوامل المتداخلة أبرزها النقص الحاد في تدفقات الدولار من التحويلات الخارجية وتراجع عائدات الصادرات السورية بسبب الأوضاع الاقتصادية المضطربة، إضافة إلى الإجراءات الحكومية غير المتوقعة التي تزيد من حالة عدم الاستقرار المالي، ولعبت الضغوط التضخمية المفروضة على السوق مع العزلة الاقتصادية التي تعاني منها سوريا دورًا كبيرًا في تحول الطلب الكبير نحو الدولار كملاذ آمن، مما يسبب ارتفاعًا ملحوظًا في أجور السلع المستوردة وارتفاع كلفة المعيشة، وهذا الواقع يُثقل كاهل المواطنين بشكل مباشر بسبب زيادة أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية فضلاً عن ارتفاع الفواتير والتكاليف اليومية التي تؤثر على مستوى حياة الأسر
توقعات مستقبلية لسعر الليرة السورية مقابل الدولار واستراتيجيات التعامل مع التراجع
يرى خبراء الاقتصاد أن استمرار هبوط الليرة في مواجهة الدولار قد يُدفع السعر إلى ما يزيد على 9,000 ليرة خلال الأشهر القادمة إذا استمرت المعطيات الاقتصادية الحالية دون تحسن، ويُوصى باتباع عدة استراتيجيات للحد من المخاطر التي تنجم عن هذا التراجع، منها الشراء التدريجي للدولار عبر قنوات شبه رسمية عند تحسن السعر وعدم الاعتماد بشكل كبير على السلع المستوردة التي ترتفع كلفتها بفعل ضعف العملة المحلية، مع تشجيع الاستهلاك الجاد للمنتجات المحلية ودعمها لتخفيف الضغوط المالية على الأسر