«زيادة الطلب» المستثمرون الهنود نحو الفضة بدل الذهب ماذا تعني للسوق العالمي

لماذا يتجه المستثمرون الهنود نحو الفضة بدلاً من الذهب أصبح سؤالاً يطرح نفسه بقوة مع التحول الجذري في سلوك المستثمرين في الهند الذين طالما اشتهروا بحبهم للذهب، حيث شهدت الفضة ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار تجاوز توقعات السوق، مدفوعة بعوائدها الأعلى مقارنة بالذهب خلال العام الحالي، ما دفع عدداً متزايداً من المستثمرين إلى إعادة النظر في خياراتهم الاستثمارية بالاعتماد على الفضة.

لماذا يتجه المستثمرون الهنود نحو الفضة بدلاً من الذهب؟ أسرار التحول في سوق المعادن الثمينة

في الهند، الذي يعد أكبر مستهلك عالمي للفضة، شهدت الأسعار المحلية للفضة قفزة غير مسبوقة بلغت 114,875 روبية للكيلوغرام، ما يعادل 1,336 دولار أميركي، ويُعزى هذا إلى الاعتماد الكبير على الاستيراد وتراجع المعروض في السوق، هؤلاء المستثمرون بدأوا يفضلون الفضة كخيار جديد يغنيهم عن الذهب، ووفقاً لتجارب عدد من المستثمرين فقد عادت عليهم الفضة بعوائد أكبر خلال الأشهر الأخيرة، ففي ثلاث أشهر، ارتفع سعر الفضة بنسبة 21% مقارنة بزيادة 5% فقط للذهب خلال نفس الفترة، ولو قورن هذا بالعام الماضي فإن الذهب تفوق على الفضة آنذاك بزيادة 34% مقابل 23%.

الطلب الصناعي وتأثيره في توجه المستثمرين الهنود نحو الفضة بدلاً من الذهب

لا يقتصر الطلب على الفضة في الهند على الاستخدامات التقليدية فحسب، وإنما يمتد إلى القطاعات الصناعية الحديثة التي ترفع من قيمتها الاستثمارية، خاصة في مجالات الطاقة الشمسية وصناعة السيارات الكهربائية التي تعتمد بشكل كبير على الفضة، وهنا يبرز دور الطلب الصناعي الذي يفوق حجم الإنتاج، حسب تصريحات شيراغ تاكار، المدير التنفيذي لشركة أمرابالي غوجارات، أحد كبار مستوردي الفضة، يضيف أيضاً أن المستثمرين عادة ما يلجأون إلى جمع الأرباح عند ارتفاع الأسعار عبر بيع السبائك أو سحب الأموال من صناديق المؤشرات المتداولة «ETF»؛ لكنه يشير إلى أن الطلب هذا العام ما زال قوياً رغم ارتفاع الأسعار العالية، وهو مؤشر واضح على أن الفضة تحظى بثقة متزايدة في السوق.

تدفقات صناديق الاستثمار ودور الفضة في تحول المستثمرين الهنود نحو الفضة بدلاً من الذهب

تشير بيانات «رابطة صناديق الاستثمار المشترك» في الهند إلى تدفقات قياسية على صناديق الفضة بلغت 20.04 مليار روبية في يونيو، زيادة كبيرة مقارنة بشهر مايو التي بلغت 8.53 مليارات فقط، كما أن الاستثمارات في الربع الثاني من 2025 جذبت 39.25 مليار روبية، متفوقة بوضوح على صناديق الذهب التي جمعت نحو 23.67 مليار روبية. هنا يبرز فيكرام دهوان أن صناديق المؤشرات المتداولة تسهل الوصول إلى الاستثمار في الفضة، دون الحاجة إلى تحمل الأعباء الكبيرة للتخزين والنقل المرتبطة بالفضة المعدنية، ما يجعلها خياراً عملياً ومرغوباً من قبل المستثمرين الجدد والحضريين على حد سواء.

    عوامل تدعم استمرار توجه المستثمرين الهنود نحو الفضة بدلاً من الذهب:

  • ارتفاع عوائد الفضة مقارنة بالذهب خلال الأشهر الأخيرة
  • الطلب الصناعي المتزايد في قطاعات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية
  • سهولة التداول عبر صناديق المؤشرات المتداولة (ETF)
  • تنويع المحافظ الاستثمارية بسبب تقلبات أسواق الأسهم العالمية
  • زيادة واردات الفضة مقابل تراجع واردات الذهب
المعدن نسبة الارتفاع خلال 3 أشهر الواردات في مايو 2025
الفضة 21% 544.1 طن (زيادة 431%)
الذهب 5% 30.5 طن (انخفاض 25%)

توجه المستثمرين نحو الفضة لم يقتصر على الأرياف التي اعتادت على شراء الفضة بحذر، بل امتد أيضاً إلى المدن الكبرى، خاصة مع اضطراب أسواق الأسهم وتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية التي أدت إلى سعي المستثمرين الحضريين إلى تنويع أصولهم، وهو ما أكده متعاملون في مرافئ استيراد الفضة في مومباي. وبحسب تقرير معهد الفضة شهد الطلب الاستثماري الفردي ارتفاعاً بنسبة 7% في النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالعام السابق، ويبدو أن ثقة المستثمرين في الفضة مستمرة في الارتفاع وسط توقعات بمزيد من المكاسب. هذا المشهد يعكس تحولاً حقيقياً في طبيعة الاستثمار عند الهنود الذين باتوا يوازنوا بين تقاليد الذهب وجاذبية الفرص التي تقدمها الفضة.

close