التعليم في مصر يمر دائمًا بمراحل تحديث وتطوير مستمرة، ونظام الثانوية العامة الجديد يعكس جزءًا من هذه الجهود التي تسعى لتحسين جودة التعليم، لكن هل التطوير يأتي فعلًا بالنتائج المرجوة؟ الحديث حول نظام الثانوية العامة يثير الكثير من النقاشات والآراء، وسبق أن تحدث خبراء تربويون مثل الدكتور جمال العربي عن أهمية وجود دوافع قوية وراء كل محاولة تحديث، ليس فقط للنظام ذاته، بل لجميع مراحل التعليم.
لماذا نظام الثانوية العامة يحتاج إلى مراجعة مستمرة؟
التجارب السابقة أثبتت أن نظام الثانوية العامة باعتباره نقطة تحول حاسمة في حياة الطالب والأسرة لها تأثير نفسي واجتماعي كبير، فالمجموع الذي يتم حسابه على سنتين كاملتين يشكل ضغطًا غير قليل على الجميع، من طلاب وأهل ومعلمين. هذا الضغط يندر أن يتقبله البعض بسهولة، لأنه يستنزف طاقة الأسرة ويجعل الأجواء محملة بالتوتر، خاصة وأن النظام القديم كان يسبب شعورًا بالإرهاق المستمر لدى الطلاب، كما بين الدكتور جمال العربي خلال مداخلته التلفزيونية، حين أشار إلى أن نفس النظام كان معمولًا به في عهد الدكتور حسين بهاء الدين، لكن الجميع اتفق على أنه يرهق أسر الطلاب بصورة غير منطقية.
نظام الثانوية العامة الجديد: دروس من الماضي لتحسين الحاضر
من المهم أن ننظر إلى نظام الثانوية العامة الجديد بعين متفحصة لتفادي أخطاء الماضي، حيث توجد نقاط ضعف وسلبيات لا يمكن تجاهلها، ويرجع أحد أهم أسباب عدم نجاح الكثير من مشاريع التطوير إلى التعجل في تطبيقها دون تحضير كافٍ، مما يؤدي إلى ارتباك وتنفيذ غير متقن. لذا فإن عملية تحسين النظام تحتاج إلى خطوات مدروسة بعناية، بما يشمل:
- دراسة مستفيضة للمشاريع السابقة وأسباب فشلها
- إشراك جميع الأطراف المعنية من طلاب وأولياء أمور ومعلمين
- توفير الدعم والمواد التعليمية اللازمة بشكل متكامل
- وضع جداول زمنية واقعية للتنفيذ تدريجيًا
بذلك، سيكون من الممكن تقليل الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الطلاب، وبالتالي تحسين جودة التعليم بشكل عام.
أثر تطوير نظام الثانوية العامة على العملية التعليمية
لا يمكن فصل تأثير نظام الثانوية العامة عن باقي منظومة التعليم، حيث إن أي تعديل أو تطوير يجري عليه لا بد أن ينسجم مع المنظومة ككل، فالتعليم يحتاج إلى تحديث مستمر في المناهج والمهارات التي تدرس للطلاب، وتتضمن أيضاً تحسين طرق التدريس وتقنيات التقييم. من خلال النظر إلى التجارب السابقة التي تحدث عنها الدكتور جمال العربي، يتضح أن التعامل مع أي نظام تطوير يتم بصورة ارتجالية قد يؤدي إلى نتائج عكسية مثل التوتر الأسري وتراجع أداء الطلاب.