أسعار القمح الأوروبي استقرت بالقرب من أعلى مستوى لها في أسبوعين وسط ترقب واسع للبيانات الأميركية، وفي ظل استمرار اضطرابات الصادرات الروسية التي دفعت الأسعار للارتفاع القوي في الجلسة السابقة، حيث شهد عقد القمح تسليم سبتمبر ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 201.5 يورو للطن المتري، مع تراجع اليورو أمام الدولار مما يعزز الطلب العالمي على القمح الأوروبي
تطور أسعار القمح الأوروبي وتأثير الاضطرابات الروسية
شهدت أسعار القمح الأوروبي استقراراً ملحوظاً قرب أعلى مستوياتها خلال أسبوعين بسبب اضطرابات شحنات القمح الروسية التي تسببت في موجة ارتفاع قوية في الجلسة التي سبقت اليوم، ولا تزال هذه الاضطرابات تلعب دوراً محورياً في توجهات السوق، حيث يتوقع المتعاملون استمرار انخفاض شحنات القمح لشهر يوليو لتصل إلى أدنى مستوى منذ عام 2008، مما يزيد الضغوط على توفر الكميات المطلوبة؛ هذا بالإضافة إلى تباطؤ عمليات الحصاد في روسيا التي تؤثر بشكل مباشر على توفر القمح في الأسواق، ويُنظر إلى هذه العوامل على أنها السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار واستقرارها عند مستويات مرتفعة
عوامل دعم استقرار أسعار القمح الأوروبي بالقرب من أعلى مستوى
برزت عدة عوامل ساعدت في دعم استقرار أسعار القمح الأوروبي بالقرب من أعلى مستوى في أسبوعين، منها تغطية مراكز البيع التي أسهمت في تعزيز الثقة بين المتعاملين، إضافة إلى تراجع قيمة اليورو مقابل الدولار مما زاد من جاذبية القمح الأوروبي لدى المشترين الدوليين، ومن العوامل أيضاً تراجع الفجوة السعرية بين عقود سبتمبر وديسمبر من 13 إلى 8 يوروهات ما قلل تدريجياً رغبة المزارعين في تأجيل البيع، خصوصاً مع اقتراب الأسعار من تكلفة الإنتاج الفعلية؛ وهذا ما أدى إلى تباطؤ واضح في وتيرة المبيعات، مما ساهم في الحد من الضغوط الهبوطية على السوق وتأمين حالة من التوازن النسبي
القمح الفرنسي بديل في ظل تراجع الصادرات الروسية وأسعار القمح الأوروبي
في ظل بطء حصاد القمح الروسي وتراجع الشحنات، ينظر المشترون إلى القمح الفرنسي كخيار بديل لتعويض النقص في الإمدادات، على الرغم من التحديات المتعلقة بجودة البروتين في المحصول الفرنسي الجديد، حيث لا تزال مؤشرات تحوّل الطلب غير واضحة بشكل كامل، لكن هناك توقعات بين المتعاملين بأن الطلب قد يتجه نحو القمح الفرنسي أكثر مع استمرار القيود على الصادرات الروسية، مما يفتح فرصاً جديدة أمام المنتجين الفرنسيين لتعزيز موقعهم في الأسواق العالمية، ويدعم ذلك السعر المرتفع للقمح الأوروبي وينهي حالة التذبذب التي شهدها السوق مؤخراً