مناشدة لـ مجلس النواب لإنقاذ نقابة التجاريين

تسعى الجمعية المصرية لخبراء الضرائب إلى تسليط الضوء على أزمة نقابة التجاريين، التي تعاني من جمود إداري ومالي منذ سنوات طويلة. بصفة نقابة التجاريين ثاني أكبر النقابات المهنية في مصر، أصبحت عاجزة عن أداء دورها في تطوير المهنة وخدمة الاقتصاد القومي. تدعو الجمعية إلى سرعة مناقشة مشروع قانون لتعديل نظام النقابة وتمكينها من استعادة دورها الفاعل.

تاريخ النقابة وأزماتها الإدارية

تأسست نقابة التجاريين عام 1972، ولعبت دورًا محوريًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. ومع صدور القانون رقم 100 لسنة 1993، أصبحت النقابة عاجزة عن إجراء انتخابات تتطلب مشاركة نصف أعضائها على الأقل، وهو ما يعتبر مستحيلًا مع وجود 1.6 مليون محاسب مسجل. نتيجة لذلك، لم تشهد النقابة انتخابات منذ عام 1989، وتولى المناصب القيادية أعضاء بالتعيين بدلًا من الانتخاب.

التحديات المالية التي تواجه النقابة

تعاني نقابة التجاريين من أزمة مالية حادة، حيث لا تتجاوز مواردها 50 مليون جنيه سنويًا، بينما تحتاج إلى أكثر من 40 مليون جنيه لتغطية المعاشات فقط. أدى ذلك إلى تراكم متأخرات معاشات الأعضاء منذ عام 2017، رغم أن قيمة المعاش الشهري لا تتجاوز 50 جنيهًا. هذه الأزمة المالية تعيق النقابة عن تقديم خدماتها الأساسية لأعضائها.

مقترحات لحل الأزمة

اقترح المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس الجمعية، عدة حلول لدعم موارد النقابة، منها:

  • فرض دمغة على الشيكات والاعتمادات المستندية وخطابات الضمان.
  • تخصيص ثلثي حصيلة الدمغة لسداد متأخرات المعاشات.
  • توجيه الثلث الأخير نحو التدريب والتطوير المهني.

هذه المقترحات تهدف إلى تعزيز دور النقابة في الارتقاء بمهنة المحاسبة، التي تعد عنصرًا أساسيًا في نجاح أي منشأة، سواء كانت صغيرة أو متعددة الجنسيات.

دور النقابة في تنمية الاقتصاد

يعتبر تطوير مهنة المحاسبة أمرًا حيويًا لتعزيز الاقتصاد المصري. النقابة، إذا تم إصلاحها، يمكن أن تسهم في رسم خطط تنموية فعالة وتقديم خدمات تدريبية تلبي متطلبات السوق. بذلك، ستكون قادرة على استعادة مكانتها كرائدة في دعم الاقتصاد القومي ورفع مستوى المهنيين في هذا المجال.

المستقبل المأمول للنقابة

مع تسليط الضوء على تحدياتها، يبقى الأمل في أن يتمكن مشروع القانون المطروح من إعادة الحياة إلى نقابة التجاريين. الإصلاحات المقترحة ستسهم في تمكين النقابة من أداء مسؤولياتها بكفاءة، وبالتالي دعم المهنيين وتعزيز مساهمتهم في تحقيق التنمية المستدامة.

close