تغيرت ملامح المشهد الإعلامي الرمضاني في العالم العربي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث اختفت تدريجياً العديد من البرامج الخفيفة والمسلية التي كانت تملأ الشهر الكريم بالفرح والبهجة. بينما تتصدر الدراما، سواء الكوميدية أو التراجيدية، الساحة بنسبة تصل إلى 60% في فترات ذروة المشاهدة. ومع ظهور تقارير البرامج الأكثر مشاهدة، تظهر بوضوح النقص في وجود برامج رمضانية قصيرة وسريعة تمتع المشاهدين وتجذبهم.
تطور البرامج الرمضانية عبر الزمن
في العقود الماضية، كانت البرامج الإعلامية الرمضانية تتميز بالتنوع والجرأة الفنية. على سبيل المثال، قدمت الإذاعة المصرية برامج مميزة من خلال إذاعة “الشرق الأوسط”، حيث برزت شخصيات مثل سناء منصور وإيناس جوهر بأسلوب خفيف وممتع. كما كانت مجلة “صباح الخير” تقدم مواضيع شيقة ورسومات كاريكاتيرية خاصة برمضان، مما أضاف نكهة مميزة للشهر الكريم.
الفوازير: إرث رمضاني لا يُنسى
لم تكن الفوازير مجرد برامج ترفيهية، بل أصبحت جزءاً أساسياً من تقاليد رمضان. بدءاً من ثلاثي أضواء المسرح، مروراً بنيللي وشريهان، وانتهاءً بفطوطة سمير غانم، قدمت هذه البرامج إبداعات لا تُنسى. كما ساهمت جهود المخرجين مثل محمد سالم وفهمي عبد الحميد في إضفاء طابع خاص على هذه الفوازير، مما جعلها علامة فارقة في تاريخ التليفزيون العربي.
انقلاب المشهد بالكاميرا الخفية
مع مرور الوقت، تحولت البرامج الرمضانية إلى موجة من برامج الكاميرا الخفية والمقالب. وعلى الرغم من نجاح بعضها، مثل برنامج “زكية زكريا” الذي قدمه إبراهيم نصر، إلا أن الكثير منها تحول إلى مصائب كارثية وفقدت روحها الترفيهية الأصيلة. هذا التحول أثر بشكل كبير على جودة المحتوى الإعلامي الرمضاني، مما جعل المشاهدين يتوقون لعودة البرامج المسلية التي كانت تسعدهم.
أين ذهبت البرامج المسلية اليوم؟
اليوم، يطرح الجمهور تساؤلاً محيراً: أين اختفت البرامج المسلية في رمضان؟ مع وجود دراما تسيطر على المشهد، أصبحت البرامج الخفيفة نادرة، مما أثر على تجربة المشاهدين. ومع ذلك، يبقى الأمل في عودة هذه البرامج التي صنعت البهجة وأسعدت الملايين على مدار السنين.
دور المبدعين في صناعة البهجة
لا يمكن أن ننسى دور المبدعين الذين تركوا بصمة في قلوب الجمهور. من الفنانين إلى المخرجين والصحفيين، ساهموا جميعاً في إضفاء روح الفرح على رمضان. ومنهم:
- صلاح جاهين بإبداعاته في الرسم والفوازير.
- فؤاد المهندس بأغانيه الرمضانية التي لا تنسى.
- طارق نور ببرامجه الجريئة والمختلفة.
في الختام، يظل رمضان فرصة لإحياء هذه التقاليد الإعلامية التي صنعت ذكريات جميلة. فلنعمل معاً على إعادة هذه البرامج المسلية إلى الواجهة، حتى نستمتع بشهر رمضان كما كنا نفعل من قبل. رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.