أسعار النفط تسجل أول خسارة شهرية منذ نوفمبر
السبت 01 مارس 2025 | 08:06 مساءً
تراجع أسعار النفط وسط توترات سياسية وحرب تجارية تهدد الطلب العالمي
شهدت أسعار النفط العالمية انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، حيث هبطت عقود خام برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي وسط توترات سياسية وتجارية تتعلق بالمحادثات المتعثرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بالإضافة إلى قرارات اقتصادية قد تؤثر على الطلب العالمي للنفط.
فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أقرب شهر استحقاق، والتي انتهت صلاحيتها أمس، بمقدار 86 سنتًا، أي بنسبة 1.16%، لتستقر عند 73.18 دولارًا للبرميل. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 59 سنتًا، أو 0.84%، ليصل إلى 69.76 دولارًا للبرميل.
خسائر شهرية وأسبوعية ملحوظة
سجل خام برنت انخفاضًا بنسبة 3.3% خلال تعاملات شهر فبراير، وهو أول تراجع شهري له منذ نوفمبر الماضي، في حين هبط خام نايمكس بنسبة 3.1% خلال الشهر ذاته. أما على المستوى الأسبوعي، فقد بلغت خسائر برنت 1.7%، بينما تراجع نايمكس بنسبة 0.9%.
توترات سياسية تؤثر على السوق
شهدت الجلسة الأخيرة للأسواق مشادة كلامية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مناقشتهما لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق النفطية.
وهدد ترامب بوقف الدعم الأمريكي لكييف، فيما غادر زيلينسكي دون توقيع اتفاقية للتنمية المشتركة للموارد المعدنية الأوكرانية، ما أدى إلى تزايد المخاوف بشأن استقرار المنطقة وانعكاس ذلك على إمدادات الطاقة.
الرسوم الجمركية وتأثيرها المحتمل على الطلب العالمي
أعلن الرئيس الأمريكي أن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 25% على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس، إلى جانب رسوم إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية.
هذه القرارات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما يهدد بارتفاع معدلات التضخم وتراجع الطلب على النفط الخام، وهو ما يثير قلق المستثمرين ويضغط على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
استئناف صادرات النفط من كردستان العراق
في سياق آخر، أعلنت وزارة النفط العراقية أن بغداد تستعد لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر شركة تسويق النفط (سومو) من خلال ميناء جيهان التركي. ومن المتوقع أن يبدأ التصدير بكمية 185 ألف برميل يوميًا، مع خطط لزيادة هذه الكمية تدريجيًا.
ورغم الإعلان العراقي، أكدت ثماني شركات نفط دولية عاملة في إقليم كردستان أنها لن تستأنف الصادرات في الوقت الحالي، مشيرة إلى عدم وجود وضوح بشأن الاتفاقيات التجارية والضمانات المتعلقة بسداد المدفوعات عن الصادرات السابقة والمستقبلية.
تحديات العراق في التزاماته ضمن “أوبك+”
أثار استئناف الصادرات العراقية تساؤلات حول مدى التزام بغداد بحصتها الإنتاجية ضمن اتفاقية “أوبك+”. فقد أشار هاري تشيلينجويريان، رئيس الأبحاث لدى مجموعة “أونيكس كابيتال”، إلى أن العراق تجاوز حصته الإنتاجية مرارًا، ما يثير قلقًا بشأن تأثير استئناف صادرات كردستان على التوازن العالمي للنفط.
وأضاف تشيلينجويريان: “إذا أرجأ تحالف أوبك+ عودة 120 ألف برميل يوميًا من التخفيضات الطوعية المقررة بدءًا من أبريل، فإن الزيادة في إنتاج العراق ستتجاوز هذا القيد، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار السوق”.
في المقابل، تواصل مجموعة “أوبك+” مناقشاتها بشأن ما إذا كانت ستمضي قدمًا في خططها لزيادة الإنتاج في أبريل، أو ستقرر تجميد تلك الزيادة وسط صعوبة قراءة مشهد الإمدادات العالمية الحالي.