“صوت هند رجب” يشعل فينيسيا 2025.. فيلم عالمي يفضح الاحتلال ويخلد صرخة طفلة فلسطينية هزت ضمير العالم

شهدت الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي حدثًا إنسانيًا وفنيًا استثنائيًا مع عرض فيلم “صوت هند رجب – The Voice of Hind Rajab” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وهو العمل الذي أعاد إلى الأذهان واحدة من أبشع جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال في غزة.

صرخة من قلب المهرجان: “ألا يكفي هذا القتل الجماعي؟”

خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق العرض، وجهت الفنانة سجى كيلاني بطلة الفيلم نداءً مؤثرًا لإيقاف العدوان الإسرائيلي، قائلة:

“بالنيابة عنا جميعًا كممثلين: ألا يكفي هذا؟ ألا يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتدمير، والاحتلال المستمر؟”

أما الممثل الفلسطيني معتز ملحيس، القادم من جنين بالضفة الغربية، فقد ربط تجربته الشخصية بواقع غزة اليوم:

“شعرت وكأنني عدت لطفولتي. لم يكن الأمر سهلاً، شعرت أنني متُّ ألف مرة عندما سمعت صوت هند”.

كيف وُلد الفيلم؟

كشفت المخرجة كوثر بن هنية في تصريحات لموقع Deadline عن أن المشروع بدأ صدفة أثناء توقفها في مطار لوس أنجلوس، حيث سمعت التسجيل الصوتي للطفلة هند رجب وهي تستغيث عبر الهاتف. تقول:

“شعرت حينها بمزيج من العجز والحزن العارم. وكأن الأرض تتأرجح تحتي. هذا الألم ملكٌ لنا جميعًا، وهذه القصة ليست عن غزة فقط، بل عن الإنسانية كلها”.

وأكدت أن السينما قادرة على حفظ الذاكرة ومقاومة النسيان أكثر من ضجيج الأخبار اليومية، وهو ما حاولت أن تقدمه في هذا العمل الذي تم إنجازه بشكل استثنائي خلال 12 شهرًا فقط.

تفاصيل إنتاج عالمي ضخم

الفيلم إنتاج تونسي – فرنسي مشترك، لكنه حظي بدعم عالمي واسع، حيث شارك في إنتاجه أسماء لامعة من هوليوود مثل:

• براد بيت
• خواكين فينيكس
• روني مارا
• ألفونسو كوارون
• جوناثان جليزر

ويشارك في البطولة: سجى الكيلاني، معتز ملحيس، كلارا خوري، عامر حليحل، مع موسيقى تصويرية للمؤلف التونسي أمين بوحافة.

قصة هند رجب.. الطفلة التي هزت العالم

تعود أحداث الفيلم إلى يناير 2024 حين أطلقت الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات) نداء استغاثة عبر الهاتف بعد قصف عائلتها في حي تل الهوى بغزة.

• اتصلت هند بفرق الهلال الأحمر الفلسطيني طالبة النجدة.
• لكنها استُهدفت مع عائلتها والمسعفين الذين حاولوا إنقاذها.
• دبابة إسرائيلية أطلقت قذائفها عليهم من مسافة قريبة.

أصبحت هند رجب رمزًا عالميًا لمعاناة أطفال غزة، وأُنشئت لاحقًا “مؤسسة هند رجب” في بروكسل لملاحقة المسؤولين عن استهدافها أمام المحاكم الدولية.

السينما كأداة مقاومة

لم يكن الفيلم مجرد عمل فني، بل شهادة إنسانية تحفظ الذاكرة وتواجه محاولات النسيان.
قالت كوثر بن هنية:

“الخيال عندما يُستمد من أحداث حقيقية يصبح أقوى من أي خبر عابر. السينما قادرة على أن تكون ذاكرة الشعوب”.