«تغيير جديد» قرار الدراسة في يوم الجمعة هل ستلغي وزارة التعليم الإماراتية الدراسة؟

الغياب الطلابي يمثل تحديًا مستمرًا في البيئة التعليمية بالإمارات، حيث يؤثر بشكل مباشر على جودة العملية الدراسية واستقرار المدارس، ومن هنا أطلقت وزارة التربية والتعليم خطة متكاملة للفصل الدراسي الثالث 2024-2025 تركز على معالجة التغيب خاصة بعد الإجازات وأيام الجمعة، مع اعتماد تقنيات حديثة وأساليب تحفيزية تضمن حضور الطلاب اليومي وتدعم الانضباط داخل الصفوف.

الأسباب التي تقف وراء تفشي الغياب الطلابي وأثرها في الإمارات

تعود مشكلة الغياب الطلابي في الإمارات إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تزيد من صعوبة السيطرة على هذه الظاهرة، حيث يعاني الكثير من الطلاب من فقدان الحافز والدافعية بعد الإجازات الطويلة خاصة مع قلة التفاعل داخل الحصص الدراسية بسبب غياب استخدام أساليب تعليمية ملهمة تواكب العصر، كما تلعب الرقابة الأسرية دورًا سلبيًا حينما يكون متابعة حضور الأبناء ضعيفة، بالإضافة إلى غياب العقوبات الرادعة سابقًا مما جعل التغيب دون مبرر ظاهرة متكررة تقلص فرص التعلم وتحطم الروح الجماعية داخل الصفوف.

خطة وزارة التعليم لمكافحة الغياب الطلابي والتقنيات الذكية المستخدمة

توجه وزارة التربية والتعليم في الإمارات خطة متكاملة لمواجهة الغياب الطلابي تقوم على رصد إلكتروني دقيق حيث يُتابع الحضور أكثر من ثماني مرات يوميًا عبر منصات ذكية لضمان مراقبة مستمرة وتحفيز الالتزام كما تعتبر الوزارة الغياب مخالفة سلوكية تُقتطع عليها درجات فورًا من تقييم السلوك بما يحفز النفس على الامتثال، ويُربط الحضور بالجوائز والأنشطة ذات الأثر التشجيعي الذي ينمي الحافز، وتعتمد هذه الخطة على آلية متجانسة تجمع بين الحزم والتشجيع لتحقيق نتائج ملموسة بمشاركة كل الأطراف المعنية.

إجراءات صارمة وتحفيز إيجابي.. والسر في شراكة الأسرة مع المدرسة

تتوزع محاور الخطة بين إجراءات رادعة مثل إجراء اختبارات مفاجئة على المتغيبين بدون عذر مشروع وإرسال رسائل فورية لأولياء الأمور عبر التطبيقات الرسمية لضبط الحالة بسرعة، وبين أنشطة جذابة تسبق الحصص الدراسية وتشمل مسابقات أسبوعية تربط الالتزام بالحضور بالتفوق، إلى جانب أهمية تعزيز الوعي العائلي بدور الأسرة في مكافحة الغياب من خلال حملات إعلامية ونشرات تقارير أسبوعية توضح نسب الغياب وتقدم نصائح عملية لدعم انتظام الأبناء، فالتعاون الأسري المدرسي هو لبنة أساسية تضمن نجاح القرار وتحقيق البيئة التعليمية المثالية.

  • رصد إلكتروني مستمر للحضور 8 مرات يومياً
  • خصم درجات السلوك حال الغياب غير المبرر
  • اختبارات مفاجئة للمتغيبين بدون عذر
  • رسائل تنبيه فورية لأولياء الأمور
  • فعاليات صباحية ومسابقات تحفيزية
  • تقارير أسبوعية توعوية موجهة للأسر
الإجراء التأثير المتوقع
الرصد الإلكتروني زيادة الالتزام اليومي ومراقبة دقيقة
خصم درجات السلوك زيادة حس المسؤولية وتقليل التغيب
فعاليات ومسابقات رفع الدافعية وتحسين المشاركة
توعية الأسر تعزيز الدعم المنزلي والحضور المنتظم

تشير النتائج الميدانية إلى أن الخطوات المتبعة في الخطة أدت إلى انخفاض ملحوظ في درجات الغياب بنسبة تصل إلى 30% في المدارس التي اعتمدت النظام مبكرًا، ولاحظت الوزارة أيضًا زيادة التزام الطالبات بنسبة حضور تفوق الذكور بنحو 25%، مما يعكس أثر استراتيجيات التحفيز والرقابة الإلكترونية على السلوكيات الدراسية، وبالتالي تعزيز جودة التعليم واعتمادية المدارس في دعم النجاح.

تؤكد وزارة التربية والتعليم على دور أولياء الأمور كشركاء رئيسيين في إنجاح الخطة، وتنصح بتنظيم جداول نوم الأبناء مع ضمان استعدادهم المبكر للدوام، والاستفادة القصوى من المنصات الذكية لمعرفة الوضع الدراسي ومتابعة الغياب بشكل لحظي مما يسهل اتخاذ الإجراءات المناسبة دون تأخير، فالتعاون الأسري يبني نقطة قوة تضاعف أثر الجهود الحكومية وتثبت الالتزام المدرسي باستمرار.

تسعى الخطة الطموحة لاحراز أعلى نسب حضور تعليمي على مستوى العالم بما يتماشى مع أهداف رؤية الإمارات 2030، إذ تركز على غرس قيم الالتزام والانضباط الذاتي لدى الطلاب لتكوين شخصية قيادية واعية تدفع بجيل المستقبل نحو تقدم مستدام ومنافسة عالمية حقيقية، وهو ما يعكس تطلع الدولة لتوفير بيئة تعليمية محفزة تراعي تطورات العصر واحتياجات الطلاب.

تؤكد خطة مكافحة الغياب الطلابي في الإمارات أنها أكثر من مجرد حملة وقتية، بل تمثل تحولا نوعيا في التعليم الوطني يجمع تقنية متطورة مع حزم وتشجيع واضحين لتكوين جيل منضبط، ملتزم، ومتميز قادر على تحقيق أرقى المستويات العلمية والاجتماعية، فالمستقبل لهذا الجيل الذي سيصنع غد الإمارات بنجاح وثقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top