«تطور ملحوظ» السعوديات يشكّلن ملامح جديدة لسوق العمل والمجتمع في 2024 كيف يؤثر ذلك على المستقبل؟

الكلمة المفتاحية: تمكين المرأة السعودية

تمكين المرأة السعودية يشهد في عام 2024 تحولات واضحة تعزز وجودها في سوق العمل والمجالات الاجتماعية والثقافية، حيث تتراجع معدلات البطالة ويرتفع مستوى المشاركة الاقتصادية والتعليمية، في إطار تطلعات «رؤية 2030» التي ترسم مستقبلًا واعدًا يعكس دور المرأة كمحرك رئيسي في النهضة الوطنية والاقتصادية والاجتماعية بعيدًا عن الماضي التقليدي المحدود.

تمكين المرأة السعودية يحقق انخفاضًا ملموسًا في معدلات البطالة وارتفاعًا في المشاركة الاقتصادية

تشير الأرقام الحديثة إلى أن معدلات البطالة بين النساء السعوديات تراجعت بشكل واضح لتصل إلى 13.1% في عام 2024، مقارنة بـ 19% في 2022، ما يؤكد تقدمًا حقيقياً في قدرة النساء على دخول سوق العمل، وهذا التطور يظهر جليًا في ارتفاع نسبة المشاركة الاقتصادية إلى 36% للنساء في سن العمل 15 عامًا فأكثر، ولا يزال التركيز الأكبر من هذه المشاركة ينتمي للفئة العمرية ما بين 25 و54 سنة، التي تمثل قمة النشاط المهني بمتوسط تشغيل 44.5%

المشاركة في فئات عمرية أخرى تظهر تفاوتات مختلفة؛ إذ تنخفض إلى 15.3% للنساء فوق 55 سنة، ويتضح وجود فجوة في معدلات التشغيل بين النساء في الأعمار الأصغر، لا سيما من 15 إلى 24 سنة، نتيجة تحديات قلة الخبرة أو استمرار التعليم، فيما تكاد معدلات التشغيل والمشاركة تتقارب في فئة 55 سنة فأكثر بسبب عوامل التقاعد والاعتبارات الصحية، ويبلغ متوسط الأجر الشهري لقوائم النساء العاملات في المرحلة العمرية من 25 إلى 54 عاماً نحو 8,328 ريالًا.

تمكين المرأة السعودية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى التعليم العالي المتصاعد

تؤكد نتائج الإحصاءات على أن أكثر من ثلث النساء السعوديات فوق 25 سنة يمتلكن مؤهلات تعليمية على مستوى البكالوريوس وما يعادله، بينما ترتفع نسب الحاصلات على الدراسات العليا بشكل تدريجي مع توفر 2.1% ماجستير و0.2% دكتوراه، ويرجع هذا الانجاز إلى زيادة الوعي بأهمية التعليم كقوة دافعة لتمكين المرأة السعودية في ميادين العمل والمناصب القيادية

توزيع المؤهلات التعليمية بين النساء يظهر أن 35.3% حاصلات على بكالوريوس، و32.4% على التعليم الثانوي، فيما لا يتوفر لأي مؤهل 5.9%، ما يعكس تحولًا نوعيًّا في قاعدة النساء المتعلمات، وهو ما ساعد على تحقيق إنجازات بارزة في مجالات الموهبة والابتكار والرياضة؛ إذ سجلت السيدات 22 براءة اختراع وحققن 1,956 جائزة رياضية محلية ودولية في تخصصات متنوعة مثل التايكوندو، السباحة، الرياضات الإلكترونية، والتجديف

المجال عدد الجوائز / براءات الاختراع
الابتكار – براءات الاختراع 22
المسابقات العلمية الدولية 35
الجوائز الرياضية المحلية والدولية 1,956
جائزة التايكوندو 661
جوائز الألعاب الإلكترونية 883

تمكين المرأة السعودية يتوسع ليغطي قطاعات اقتصادية واجتماعية جديدة

يمتد تمكين المرأة السعودية ليشمل ما هو أبعد من الأسواق والعمل والتعليم باتجاه قطاعات الصحة والثقافة والسياحة، حيث يصل عدد العاملات في القطاع الصحي إلى 137,943 امرأة بنسبة 45.6%، كما توظف السياحة أكثر من 110 آلاف امرأة، مع حضور متميز فاعل في المجالات الثقافية والترفيهية التي شهدت ارتفاعًا في معدلات الزيارة للحدائق والمراكز التجارية بنسبة تجاوزت 62%

يعمل معظم النساء في القطاع الخاص؛ منهم 6.6% يشغلن مناصب إدارية، وتتصدر المهن الاحترافية المشهد بنسبة 35.5%، وتأتي مهن المبيعات والخدمات بنسبة 7.3%، إلا أن الفجوة في الأجور بين الجنسين ما تزال قائمة، بفارق 27.6% لمصلحة الرجال، ما يستلزم استمرارية الجهود والسياسات المعدة لسد هذه الفجوة وتعزيز التكافؤ داخل سوق العمل.

  • ارتفاع فرص العمل في القطاع الصحي والثقافي والسياحي
  • زيادة نسبة النساء في المناصب الإدارية
  • بروز دور المرأة في المهن الاحترافية
  • التحدي المستمر للفجوة في الأجور بين الجنسين

تلك التحولات الاجتماعية والاقتصادية تعكس بوضوح تراجع ظواهر مثل الزواج المبكر الذي انخفض إلى 0.3% فقط قبل سن 15 سنة، بينما تمارس 44.6% من النساء نشاطًا بدنيًا منتظمًا، مع تصاعد تحديات صحية مثل السمنة والوزن الزائد، لتعلن الصورة العامة أن تمكين المرأة السعودية يتجاوز المجرد الإحصائيات ليصل إلى واقع نابض بالحياة يُظهرها ركيزة أساسية في مسيرة التنمية التي يقودها الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top