أسعار الذهب تراجعت بشكل ملحوظ خلال تعاملات يوم الجمعة 22 أغسطس 2025، حيث خسرت أكثر من 11 دولارًا، مستمرة في النزيف للجلسة الثانية على التوالي مع صعود مؤشر العملة الأميركية، مما أثار قلق المستثمرين الذين يترقبون خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، التي قد تكشف عن مؤشرات جديدة لمسار السياسة النقدية وتؤثر على سوق الذهب بصورة مباشرة
تذبذب أسعار الذهب وأسباب الانخفاض المستمر
شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا ملموسًا في ظل تأثير واضح لمؤشر الدولار الأميركي الذي ارتفع بنسبة 0.15%، مما يضغط على أسعار المعادن الثمينة ويدفعها للهبوط متأثرة بتقلبات الأسواق العالمية، حيث تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.34% لتصل إلى 3370.1 دولارًا للأوقية، بينما انخفض التسليم الفوري بنسبة 0.36% إلى 3326.77 دولارًا، وهذا يعكس قوة الدولار كمؤشر لمعاكس الاستثمار في الذهب
كما لم تكن أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم بمنأى عن هذا التراجع، فقد انخفضت الفضة 0.44% إلى 37.98 دولارًا، والبلاتين 0.56% إلى 1345.63 دولارًا، والبلاديوم 0.29% مسجلة 1111.65 دولارًا، هذه الأرقام تظهر أن تأثير ارتفاع الدولار وصل إلى جميع المعادن النفيسة، مما يجعل أسعار الذهب في حالة تأهب وترقب لأي تغييرات في مؤشرات الفائدة والسياسة النقدية الأميركية
عوامل مؤثرة على أسعار الذهب بين السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية
تشير المعطيات إلى أن الخطاب المرتقب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يحمل وزناً كبيراً، إذ يُنتظر أن يُقدم دلالات على توجه سعر الفائدة، ويأتي ذلك مع وجود احتمالية بنسبة 75% لخفض الفائدة ربع نقطة مئوية الشهر المقبل، وفقًا لأداة فيدواتش FedWatch، مما يرشح أن يتحول الذهب إلى ارتفاع محتمل إذا تم تفسير لغة باول على أنها تيسير نقدي
لكن، رغم الضعف النسبي في سوق العمل الأميركي الذي يظهر من ارتفاع طلبات إعانة البطالة، يظل التضخم متجاوزًا الهدف المركزي الـ 2%، وهو عامل ضغط دائم على قرارات الاحتياطي الفيدرالي، وبالإضافة إلى ذلك، تستمر الاضطرابات الجيوسياسية، ولا سيما مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا بالانسحاب من دونباس والابتعاد عن الناتو، مع اشتداد التوترات التي قد تزيد من تقلب أسعار الذهب
كيف تؤثر التحركات الاقتصادية العالمية على أسعار الذهب؟
من المهم فهم التداخل بين مؤشرات الاقتصاد الكلي والعوامل الجيوسياسية التي تلعب دورًا في تحديد سعر الذهب، ففي ظل:
- ارتفاع مؤشر الدولار الذي يجذب المستثمرين بعيدًا عن الذهب
- قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة بالأخص التوقعات بخفضها أو رفعها
- مستجدات الصراعات العالمية التي تزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن
- بيانات سوق العمل وارتفاع طلبات إعانة البطالة التي تعكس ضعفاً اقتصادياً
تتضح صورة متقلبة للأسواق التي تحكم بشكل مباشر تسعير الذهب، مما يجعل المستثمرين في حالة يقظة دائمة لتحركات الأسواق
العنصر | التأثير على أسعار الذهب |
---|---|
مؤشر الدولار الأميركي | ارتفاعه يؤدي عادة إلى انخفاض أسعار الذهب |
خطاب الاحتياطي الفيدرالي | توجيهاته تحدد توقعات الفائدة وتؤثر مباشرة على أسعار الذهب |
التوترات الجيوسياسية | زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن تدفع الأسعار للصعود |
بيانات سوق العمل الأميركي | ضعفها يعزز احتمالات خفض الفائدة ويدفع الذهب للصعود |
في ضوء هذه المعطيات، يبقى سوق الذهب في حالة ترقب مستمرة، حيث يتأثر بشكل فوري بالتطورات الاقتصادية والسياسية، مما يجعل المتابعين والمستثمرين متحفزين لمتابعة كل جديد بطريقة دقيقة وواعية، خاصة مع الإشارات القادمة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي والخطاب المرتقب لرئيسه جيروم باول الذي قد يغير اتجاهات السوق في لحظة دون سابق إنذار.