أسعار الذهب تراجعت بشكل ملحوظ في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، بسبب قوة الدولار الأمريكي وانتظار المستثمرين لما سيعلنه مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ندوة “جاكسون هول” السنوية بولاية وايومنغ التي تستمر حتى 23 أغسطس، وجاء ذلك بعد صعود قياسي شهدته الأوقية عالمياً والذهب محليًا أمس، حيث زاد سعر جرام الذهب عيار 21 محليًا بنحو 35 جنيهًا قبل أن يتراجع اليوم بقيمة 10 جنيهات على خلفية حالة الترقب والقلق الحذرة في الأسواق.
تأثير اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على أسعار الذهب وتغيراتها
شهدت أسعار الذهب تراجعًا بنسبة 0.6% مع بداية تعاملات اليوم، وفقًا لتصريحات إمبابي، نتيجة ضغط عمليات البيع بعد صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يوليو، حيث أبدى غالبية الأعضاء ترددًا في تعديل السياسة النقدية بسبب عدم وضوح تأثير الرسوم الجمركية على التضخم، مما أدى إلى حالة ترقب حذرة بين المستثمرين، ويبرز هذا التأثير تأثير الأسواق المحلية والعالمية على تحركات أسعار الذهب من جهة، وارتباطها المزدوج بتقلبات السياسة النقدية الأمريكية ومن ثم تحركات الدولار من جهة أخرى.
أسعار الذهب وتثبيت الفائدة وسط انقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي
أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة عند نطاق 4.25% إلى 4.50%، وسط انقسام داخل الأعضاء حول الخطوة المقبلة؛ إذ دعا اثنان فقط إلى خفض ربع نقطة مئوية استنادًا إلى تراجع مؤشرات التضخم وتباطؤ التوظيف، في حين فضّل الآخرون عدم التسرع، وهذا الانقسام ألقى بظلاله على تقلبات أسعار الذهب التي تعتمد بشكل رئيسي على حراك السياسة النقدية، ومتوقع أن يظل المستثمرون في حالة ترقب حتى تظهر مؤشرات أوضح في الاجتماعات القادمة.
مؤشرات اقتصادية وتأثيرها على أسعار الذهب وسط التحديات النقدية الحالية
تُشير المؤشرات الاقتصادية الأخيرة إلى تباطؤ في سوق العمل وارتفاع معدل البطالة إلى 4.2% خلال يوليو، إلى جانب تراجع مكاسب الأجور وضعف الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، وهذا تباين اقتصادي يصعب على السياسة النقدية قراءته؛ إذ لا يزال التضخم مرتفعًا فوق المستهدف وبالتالي يضع الفيدرالي أمام معادلة صعبة بين خفض الضغوط التضخمية ودعم النمو الاقتصادي، وهو ما يعكس تقلبات أسعار الذهب؛ إذ تُظهر أداة “CME FedWatch” إمكانية تزيد عن 80% لخفض الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل ضغط السياسة النقدية المشددة.
- استمرار المراقبة لتطورات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وقراراته المالية
- تتبع تأثير مؤشرات البطالة ومكاسب الأجور على تحركات أسعار الذهب
- مراقبة التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق المعدن النفيس
- تقييم تأثير قوة الدولار الأمريكي على قيمة الذهب محليًا وعالميًا
- انتظار مؤشرات التضخم ومستقبل السياسة النقدية الأمريكية لتوقع الأسعار
إلى جانب العوامل الاقتصادية، تتابع الأسواق التطورات الجيوسياسية التي تلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار أسعار الذهب، حيث تتحدث تقارير صحفية عن إمكانية عقد قمة ثلاثية في بودابست تجمع بين قادة الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا لمناقشة هدنة محتملة، وهذا الحدث من شأنه أن يؤثر على استقرار السوق ويقلل أو يزيد من المخاطر التي تجعل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين.
العامل | التأثير على أسعار الذهب |
---|---|
قوة الدولار الأمريكي | ضغط هبوطي على أسعار الذهب في الأسواق العالمية |
قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة | تحديد اتجاه صعود أو هبوط أسعار المعدن النفيس |
المؤشرات الاقتصادية (بطالة، أُجور، استثمار) | توجيه السياسات النقدية وتأثيرها على الذهب |
الأحداث الجيوسياسية | رفع الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار |
مع انتظار كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، يبقى الذهب محط أنظار المستثمرين الذين يوازنون بين توقعات خفض الفائدة، تحركات الدولار، وعوائد السندات، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية القائمة، ما يجعل التحليل الدقيق والتتبع المستمر أمرًا ضروريًا لفهم تحركات أسعار الذهب القادمة ولا يزال المعدن النفيس يلعب دورًا مهمًا في مشهد الاستثمار العالمي، متأثرًا بعوامل متشابكة تتطلب الانتباه من جميع المهتمين.