أسواق العالم الآن تشهد تبايناً ملموساً بين القارات حيث تراجع أداء أسواق آسيا وسط قلق المستثمرين من تطورات الحرب الأوكرانية، في حين تبدو الأسواق الأوروبية أكثر تفاؤلاً بنمو مؤشرات الأسهم، أما وول ستريت فتتحرك بحذر في انتظار مخرجات هامة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي قد ترسم ملامح السياسة النقدية المقبلة.
أسواق العالم الآن بين تقلبات آسيا وتفاؤل أوروبا
يشهد مؤشر آسيا داو تراجعاً بنسبة 0.47% مما يعكس حالة من الحذر التي تسيطر على المستثمرين في الأسواق الآسيوية، فقد انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.38% وكذلك مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 0.81%، بينما سجل مؤشر سينسكس الهندي ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.46% مع تسجيل سنغافورة ارتفاعاً في مؤشرها الرئيسي 0.7%، هذه التذبذبات تعكس انقساماً في الرؤى حيال الآفاق الاقتصادية العالمية وسط ترقب تداعيات المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.
وعلى الجانب الآخر، تواصل مؤشرات أوروبا ارتفاعها بشكل متدرج، حيث سجل مؤشر يورو ستوكس 600 زيادة بنسبة 0.22% وهناك صعود ملحوظ في مؤشرات مثل كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.7% وفوتسي إم آي بي الإيطالي بنسبة 0.6%، هذا النمو في أسواق أوروبا يعبر عن حالة التفاؤل بالرغم من التوترات السياسية والجيوسياسية التي تؤثر على المنطقة، كما أن التحسن النسبي في معدلات النمو الاقتصادي يدعم استمرار هذا الاتجاه الإيجابي.
أسواق العالم الآن وتوقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها
يتصدر سوق الأسهم العالمي ترقب اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لهذا الأسبوع وخاصة الحديث المرتقب لرئيس المجلس جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية، حيث ينتظر المستثمرون إشارة واضحة من البنك المركزي حول مسار أسعار الفائدة، إذ تشير بيانات أداة فيد ووتش إلى احتمالية 83% لخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل مقارنة بـ98% قبل أسبوع واحد، مما يعكس تغيراً في توقعات السوق وسط آمال في تخفيف الضغط على الاقتصاد الأميركي.
إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يكشف محضر اجتماع يوليو القادم بعض المؤشرات الحيوية حول سياسة البنك النقدية، ومع استمرار الحرب الأوكرانية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي تبقى هذه القرارات حاسمة في توجيه السيولة وتحفيز النمو، وتتحلى الأسواق بحذر بالغ نظراً لأن أي تغيرات غير متوقعة قد تؤدي إلى تقلبات حادة.
أسواق العالم الآن: مؤشرات وأسعار الذهب والدولار والعملات المشفرة
تشهد العقود الآجلة لمؤشر داو جونز تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.06% عند 44960 نقطة في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.17%، أما الذهب فقد ارتفع بنسبة 0.36% محققاً مستوى قرب 3344.88 دولار للأونصة بسبب حالة عدم اليقين التي تدفع كملاذ آمن للمستثمرين، كذلك تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى أقل مستوياته منذ بداية الشهر، ما ينعكس إيجابياً على أسعار السلع والعملات الأخرى.
بالانتقال إلى العملات المشفرة، تشهد “بيتكوين” ارتفاعاً متواضعاً بنسبة 0.5% نحو 115698 دولار، بينما قفزت عملة دوج كوين بنسبة 11% بدعم من تصريحات إيلون ماسك، وتواصل عملة بينانس ارتفاعها بنسبة 2% مع بقية العملات التي أظهرت أداءً إيجابياً رغم تقلبات السوق الحالية، وهذا يعكس استمرار تضافر عوامل الطلب على هذه الأصول الرقمية في ظل حالة الترقب العالمية.
- انخفاض مؤشرات الأسهم في آسيا باستثناء بعض الأسواق مثل الهند وسنغافورة
- زيادة قياسية في مؤشرات الأسهم الأوروبية مع درجات متفاوتة من النمو
- حذر الأسواق الأميركية وانتظار إشارات الفيدرالي حول أسعار الفائدة
- ارتفاع الذهب كملاذ آمن مع تراجع مؤشر الدولار
- تعافي نسبي في العملات المشفرة مع صعود واضح لعملة دوج كوين
المؤشر/الأصل | التغير | المستوى الحالي |
---|---|---|
داو جونز الصناعي (عقود آجلة) | -0.06% | 44960 نقطة |
يورو ستوكس 600 | +0.22% | 552.34 نقطة |
مؤشر آسيا داو | -0.47% | 4836 نقطة |
الذهب الفوري | +0.36% | 3344.88 دولار للأونصة |
مؤشر الدولار | -0.2% | 98 نقطة |
دوج كوين | +11% | 0.2162 دولار |
تسير أسواق العالم الآن على خيط رفيع بين تفاؤل متجدد في أوروبا وحذر في آسيا وأميركا، فالتغيرات في السياسات الاقتصادية الخارجية تؤثر بشكل مباشر على توازن الأسواق والأسعار، واستمرار متابعة التطورات الأخيرة ضروري لفهم المشهد الاقتصادي العالمي بعمق، خاصة في ظل المتغيرات السياسية والجيواقتصادية التي تبرز بشكل متزايد.