خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء أثار جدلًا واسعًا في الأوساط اليمنية، خاصة بعد توقيف محمد الزايدي في المهرة واعتقال هشام شرف في مطار عدن أثناء محاولتهما مغادرة البلاد، وهما من أبرز الشخصيات في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، ما يعكس حالة من التوتر والانهيار داخل صفوف المليشيا، وتزايد شعورها بقرب نهايتها، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.
خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء: ما وراء محاولات الهروب المتكررة
تكررت محاولات الخروج والهروب من قبل قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء خلال الأيام الماضية، مترافقة مع اعتقالات وتعزيزات أمنية صارمة، وأبرز هذه الحوادث توقيف القيادي العسكري محمد الزايدي في المهرة واعتقال هشام شرف Abdullah في مطار عدن، مما دفع المراقبين إلى التأكيد على أن خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء يعبّر عن تصدع داخلي واضطرابات متزايدة في صفوف المليشيا، التي تزداد مع تدهور الأوضاع السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى تضاؤل فرص بقاء قياداتها في اليمن، ومع شعورهم بحالة فقدان الأمان. ويشير تحليل الصحفي خالد العلواني إلى أن الاعتقالات تشير إلى أن شهر العسل بين الحوثيين والسلطات ينتهي، وأن رياح التغيير تقتلع المليشيا، وهذا يؤكد احتمالية تفكك كبير في بنية مليشيا الحوثي.
كيف يؤثر خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء على المشهد اليمني العام؟
ينعكس خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء بشكل مباشر على المشهد اليمني العام، إذ تترتب عليه عدة تبعات سياسية وأمنية منها:
- تزايد حالة الفوضى وعدم الاستقرار داخل مناطق سيطرة الحوثيين
- تعزيز فرص استعادة الحكومة الشرعية للسيطرة تدريجيًا على المزيد من المناطق
- استمرار تفكك المليشيا وتراجع قدرتها على إدارة الصراعات
- رفع معنويات القوى المعارضة وزيادة الضغط الدولي على الحوثيين
- تأجيج الصراعات الداخلية بين قيادات المليشيا لملء الفراغ الناتج عن الخروج
وقد أكد مستشار رئاسة الجمهورية الدكتور ثابت الأحمدي أن خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء يعكس حالة من الخوف والهلع بين عناصر المليشيا الذين يسعون للفرار بأي طريقة ممكنة، مؤكدًا أن واجب الدولة هو توقيف هؤلاء لحماية أمن اليمنيين وسلامتهم.
اعتقالات قيادات الحوثي: مؤشرات واضحة على تصدع مليشيا الحوثي في صنعاء
تتزايد حالات اعتقال قيادات مهمة من الحوثيين والتي تلعب أدوارًا بارزة في حكومة الانقلاب، حيث اعتُقل هشام شرف وزير الخارجية السابق، الذي كان في موقع قرار منذ 2016 حتى استُبدل العام الماضي، أثناء محاولته مغادرة اليمن باستخدام جواز دبلوماسي وحمل جواز سفر فرنسي، يليه باعتقال القيادي العسكري محمد الزايدي أثناء محاولته الهروب إلى سلطنة عُمان من منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، ما يؤكد حالة التصدع داخل صفوف المليشيا، وتزايد شعورها بقرب السقوط. ويقول الكاتب الصحفي رماح الجُبري إن هذه الاعتقالات تعد علامة واضحة على بداية انهيار مليشيا الحوثي التي استنزفت قدرات اليمن، وخاصة مع تنامي الغضب الشعبي من انتهاكات المليشيا على مدار السنوات الماضية.
القيادي | المنصب | مكان الاعتقال | جهة الهروب |
---|---|---|---|
هشام شرف | وزير خارجية سابق | مطار عدن | إثيوبيا |
محمد الزايدي | ضابط كبير في قوات الحوثيين | منفذ صرفيت، المهرة | سلطنة عُمان |
تشير هذه البيانات إلى أن خروج قيادات مليشيا الحوثي من صنعاء ليس مجرد هروب فردي، بل مؤشر على أزمة كبيرة تصيب كيان المليشيا السياسي والعسكري، مما يجعل التوقعات تشير إلى تصاعد تفكك الحوثيين في المدى القريب.
تشكل محاولات الفرار المتكررة لقيادات الحوثي انعكاسًا واضحًا لتحولات معقدة تواجهها المليشيا، والتي تُظهر هشاشة متصاعدة قد تفتح الباب أمام تحولات سياسية وأمنية جذرية في اليمن خلال الفترات المقبلة، وسط ترقب واسع من اليمنيين والدوليين لما قد تُفضي إليه الأحداث المقبلة.