التضخم وضعف الثقة السياسية يضغطان على جاذبية الأسهم الأميركية بشكل واضح مع بروز مخاوف متعددة تهدد استقرار الأسواق المالية حيث يرى هاوارد ماركس، الشريك المؤسس لشركة «أوك تري كابيتال»، أن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» يعاني من ارتفاع أسعار تاريخي منذ بداية العام رغم التباطؤ الذي سببته الحرب التجارية؛ إذ عاود السوق صعوده إلى مستويات قياسية جديدة، إلا أن الرسوم الجمركية ما زالت أثراً سلبياً بارزاً على بيئة الاستثمار
تأثير التضخم وضعف الثقة السياسية على جاذبية الأسهم الأميركية
لا تزال ضغوط التضخم تلعب دوراً محوريًا في تقليل جاذبية الأسهم الأميركية مع وجود حالة من عدم اليقين حول الاتجاهات القادمة للسياسة النقدية يعزز هذا الأمر من توتر المستثمرين الذين يراقبون بعناية مدى قدرة الأسواق على استيعاب هذه المعطيات وفي ظل تزايد الشكوك حول مدى مصداقية الولايات المتحدة كشريك موثوق تستمر الصورة العامة لجاذبية الاستثمار في الأسهم الأميركية بالتراجع والوضع يظل أقل جاذبية مقارنة بما كان عليه في نهاية العام الماضي رغم أنه لم يكن قوياً كثيرًا آنذاك
يشير ماركس إلى عودة ظهور أسهم «الميم» كمؤشر على تصاعد النزعة المضاربية بين المستثمرين مما يزيد من تقلبات السوق ويظهر رغبة أشد في المخاطرة وهي ظاهرة قد تؤدي إلى حركات سعرية غير متوقعة بعيدة عن الأسس الاقتصادية الحقيقية وبالتالي تضع تحديات إضافية أمام المستثمر التقليدي
كيف يؤثر التضخم وضعف الثقة السياسية على سلوك المستثمرين في الأسهم الأميركية؟
تنعكس هذه الظروف على استراتيجيات المستثمرين الذين يتجهون إلى تعزيز الحذر والبحث عن خيارات أكثر أمانًا خاصة بعد أن عززت النجاحات المتكررة لاستراتيجية «الشراء عند الهبوط» اعتقاد أن الأسهم الأميركية لا بديل عنها كما أن الصعود الكبير لقصص الذكاء الاصطناعي جعل التفاؤل حول تحقيق النمو مستمراً رغم تعقيدات الوضع الاقتصادي والسياسي غير المستقر
يؤكد ماركس أن ارتفاع التقييمات لا يعني بالضرورة حدوث تصحيح سعر فوري لكن ينصح بتقليص المراكز الاستثمارية الهجومية وزيادة حصة الأصول الدفاعية مثل الأسهم ذات الأسعار المعقولة التي تميل إلى تحمل الأخبار السيئة بشكل أفضل مقارنة مع الأسهم مرتفعة التقييم والتي قد تعاني أكثر من الضغوط
في هذا الإطار يلقي مايكل هارتنت من «بنك أوف أميركا» الضوء على احتمال حدوث انخفاض جديد في الأسواق وقد يبدأ هذا الهبوط بعد خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في اجتماع «جاكسون هول» خاصة إذا كانت لهجة الخطاب أقل تشدداً مما ينتظره المستثمرون مما قد يدفع إلى مبيعات مضاربية معروفة بظاهرة «بيع الخبر»
بدائل للاستثمار مع تراجع جاذبية الأسهم الأميركية بسبب التضخم وضعف الثقة السياسية
مع صعوبة توقيت توقع الهبوط في السوق الأميركية يتجه المحللون لتبني خيارات استثمارية واسعة تتعدى حدود الأسهم الأميركية، فبديل الأسهم المحلية يشمل:
- تركيز على الأسهم الدولية التي تقدم فرصاً متنوعة بعيداً عن الضغوط الأميركية
- زيادة الاستثمار في الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا وقت تقلبات الأسواق والتضخم
- تنويع المراكز في السلع الأساسية التي تأثرت بشكل إيجابي بالتغيرات العالمية
- الاهتمام بأصول الأسواق الناشئة التي قد تقدم فرص نمو مع مخاطر محسوبة
- استكشاف العملات الرقمية وبخاصة مع تأثير ضعف الدولار والتضخم الذي يدفع لباحثي الأرباح نحو هذه الخيارات الجديدة
نوع الاستثمار | ميزة رئيسية |
---|---|
الأسهم الدولية | تنويع بالمخاطر بعيدًا عن الاقتصاد الأميركي |
الذهب | حماية من التضخم وتقلبات السوق |
السلع الأساسية | ارتباط إيجابي بالتضخم والنمو العالمي |
الأسواق الناشئة | فرص نمو أكبر مع مخاطر أعلى |
العملات الرقمية | استفادة من ضعف الدولار وتحول المستثمرين |
وبناءً عليه، يُصبح واضحًا أن التضخم وضعف الثقة السياسية يجعلان من جاذبية الأسهم الأميركية موضوعًا معقدًا يحتاج إلى اهتمام دقيق وفهم عميق لتغييرات السوق المتسارعة ويظل التنويع والاستفادة من خيارات خارج السوق المحلي أمرًا حكيماً للمستثمرين الباحثين عن استقرار نسبي أو فرص نمو محتملة تختلف عن البيئات التقليدية المعروفة.