كشف تقرير أن جماعة الحوثي حصلت على شحنات من مواد مشعة وكيماوية تؤثر بشكل مباشر على تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، حيث جاءت بعضها من إيران وأخرى هُرّبت عبر دول وسيطة، ما يعكس محاولة مستمرة لتعزيز قدراتهم العسكرية وتوسيع ترسانتهم. هذا التطور يثير قلقًا كبيرًا في المحافل الإقليمية والدولية، خاصة مع وجود هذه المواد في مخابئ محصنة بصعدة ومناطق أخرى، ما يشير إلى مخطط متكامل لبناء قوة تسلّح متقدمة خلال السنوات الأخيرة.
تطور الترسانة الحوثية وقوة الصواريخ الباليستية والمواد المشعة
بدأت جماعة الحوثي منذ عام 2014 وضع يدها على مخزونات ضخمة من الأسلحة والصواريخ التي كانت بحوزة الجيش اليمني، تتضمن صواريخ سكود روسية وصواريخ كورية الصنع، بعضها قادر على حمل رؤوس كيماوية وعنقودية، مع نجاح في إخفاء أجزاء هامة منها وحمايتها من الضربات الجوية للتحالف والغارات الأمريكية والبريطانية، كما أن إشارات قيادات الجماعة تشير إلى امتلاك رؤوس حربية متطورة وصواريخ بقدرة تدميرية كبيرة، كل هذا بجانب تسلمهم لشحنات من مواد مشعة وسلائف كيميائية خطرة تم تخزينها في أماكن آمنة لتعزيز قدراتهم.
وفي عام 2022، استغلت الجماعة تخفيف القيود على الشحنات وحدوث هدنة لزيادة تزويد ترسانتها بقطع صناعية ومواد حساسة لتطوير أنظمة التسليح والخوض في مشاريع تصنيع وتعديل الذخائر الصاروخية، حيث يشرف المستشارون الإيرانيون إلى جانب خبراء من دول عربية وطلاب يمنيين متخصصين على ورش ومعامل محصنة مخصصة لهذه الأعمال، مما يعكس تحركًا تدريجيًا نحو بناء قيادة عسكرية متكاملة ومتطورة بوسائل محلية ودعم خارجي.
مصادر المواد الكيماوية والخطرة في ترسانة جماعة الحوثي
تشير المصادر الاستخباراتية إلى أن الجماعة لم تكتفِ بالدعم الخارجي فقط بل استولت على ذخائر بيانات مخزنة تعود للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، من بينها قنابل نابالم تحتوي على مواد شديدة الاحتراق مثل الفوسفور تستخدم في إحراق التحصينات وإحداث دمار واسع، إضافة إلى الأسلحة الكيماوية التي نقلها النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين قبل الغزو الأمريكي، وخُزنت في قواعد سرية داخل صنعاء، ليتسلمها الحوثيون بعد سيطرتهم على العاصمة، ما يعزز مخزونهم من الأسلحة الخطرة.
كما ساهم خبراء عراقيون في تطوير منظومة الصواريخ وتدريب الكوادر الفنية، وهو الدعم الذي استغلته الجماعة لتحسين أسلحتها وتعزيز قدرتها القتالية وسط ظروف متغيرة وصراعات دائمة، وهذا التعاون الإقليمي يعكس طبيعة التحديات التي تواجه الأمن في المنطقة.
مراحل تطوير الصواريخ الباليستية والمواد المشعة لدعم القدرات الحوثية
مر تطوير ترسانة الجماعة بعدة مراحل واضحة أهمها السطو على مخزون الجيش اليمني ثم تلقي دعم خارجي من إيران والدول الوسيطة، إلى جانب الاستفادة من الظروف السياسية في 2022 لتسهيل مرور الشحنات الحساسة عبر الموانئ وفتح المطارات، وهذا ساعدهم على إدخال مواد مهمة مثل الوقود الصلب وقطع إلكترونية، إلى جانب المواد المشعة والكيماوية المستخدمة في الصناعات العسكرية.
- تسلم البراميل المحتوية على نظائر مشعة وسلائف كيميائية ونقلها لمخابئ محصنة
- إنشاء ورش ومعامل تصنيع وتعديل الذخائر والأنظمة الصاروخية بإشراف مستشارين خارجيين
- الاستيلاء على قنابل نابالم والفوسفور التي كانت تحت سيطرة الرئيس السابق
- تطوير منظومة الصواريخ بفضل خبرة ودعم فني من خبراء عراقيين عقب 2003
- تزويد الترسانة بمواد خطرة أساسية لإنتاج وقود الصواريخ الصلب والقطع الإلكترونية
هذه الخطوات تمثل صورة واضحة لتمكين الحوثيين من بناء قدرات عسكرية متقدمة في ظروف صعبة، مع وجود خطة مستقبلية لتعزيز موثوقية وقوة هجومية أكبر، مما يعكس تحديًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي.
الفترة | التطورات الرئيسية في الترسانة الحوثية |
---|---|
2014 | السيطرة على مخزونات الجيش اليمني من الصواريخ والأسلحة الثقيلة |
2017 | الاستيلاء على قنابل نابالم والفوسفور من مخابئ الرئيس صالح |
2022 | استخدام فتح المطارات والموانئ لإدخال مواد حساسة وقطع صناعية |
مستمرة | تطوير مصانع وورش تعديل الذخيرة تحت إشراف مستشارين من إيران والعالم العربي |
القدرة على الحصول على هذه المواد المشعة والكيماوية واستخدامها في تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة يعكس استراتيجية متقنة لدى الحوثيين لرسم نموذج قوة عسكرية متطورة تعتمد على موارد داخلية وخارجية، يؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر على الاستقرار الإقليمي وقد يجعلهم في موقع تفاوضي أقوى مع الجهات المتصارعة في اليمن والمنطقة.