الكلمة المفتاحية: قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي
قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي تفتح أبوابًا مهمة لفهم تفاصيل التفاعل بين الدولة والقبيلة في اليمن، خصوصًا في محافظة المهرة التي شهدت هذه الحادثة التي تعكس الكثير من التحديات السياسية والاجتماعية، يرى الصحفي عبدالسلام محمد أنها فرصة مناسبة للدولة لتعزيز نفوذها واستعادة هيبتها التي تراجعت بفعل الأزمات المتعددة في البلاد، وهذا الملف يجسد الصراع بين مختلف القوى ويسلط الضوء على خيارات القبيلة في ظل ضعف السلطة الرسمية.
قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي وتأثيرها على العلاقة بين الدولة والقبيلة في اليمن
العلاقة بين الدولة والقبيلة في اليمن ليست مسألة بسيطة بل هي معقدة ومتشابكة بشكل تاريخي يتأثر بعوامل عدة أبرزها مصلحة القبيلة ومكانة الدولة وكذلك القوة الأمنية والسياسية لكل طرف، ووفقا لما يوضحه الصحفي عبدالسلام محمد فإن القبائل عند اتخاذ مواقفها لا تعتمد على قرارات عشوائية بل على حسابات دقيقة ترتكز على مصلحة وطنية بعيدة المدى ومدى حضور الدولة وقوتها، هذا يعني أن القبيلة تحرص على حماية استقلاليتها وكيانها الاجتماعي وتوازن بين ذاك والحاجة إلى التحالف مع الدولة أو غيرها في أوقات الصراع، وهو ما يجعل قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي نموذجًا يمثل هذه الديناميكية بوضوح شديد في المهرة.
خيارات القبيلة في ظل ضعف الدولة وإطلالة قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي
في ظل الواقع السياسي المتغير الذي تعيشه المناطق الجنوبية والشرقية لليمن، هناك إشكالية واضحة في تحالفات القبائل؛ فالقبائل قد تفضّل القفز من مركب التحالف مع الجماعات مثل الحوثيين التي تُظهر بوادر الانهيار، لكن في الوقت ذاته تبقى الخيارات مع الدولة غير مجدية بشكل مباشر لغياب القدرة على فرض سيطرتها، حسب ما أوضح الصحفي عبدالسلام محمد، الأمر الذي يدفع القبائل للبحث عن تحالفات بديلة مع قوى متمردة على جميع الأطراف الضعيفة، ومتابعة قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي تكشف هذه المعضلة جليًا، بحيث يتوجب على الدولة تحديد موقفها بين استمرار احتجازه الذي قد يُعد رسالة لقوتها، أو الإفراج عنه الذي قد يثبت ضعفها ويعطي الحوثيين دفعة معنوية لتعزيز ثقتهم بين القبائل.
ثلاث مقترحات لتعزيز موقف الدولة في ملف قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي وتأثيرها على القبيلة
يقترح عبدالسلام محمد بعض الخطوات العملية التي يمكن للدولة اتباعها لتعزيز وضعها في تعاطيها مع قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي وتعزيز حضورها أمام القبائل:
- التحرك ككيان قوي يعتمد على تفعيل أدوات الضبط الاجتماعي لا سيما الأمن والقضاء، والابتعاد عن المجاملات أو التهاون خصوصًا في هذه الملفات الحساسة
- إحالة جميع المتورطين في دعم الحوثيين أو التعاون معهم، بشكل رسمي إلى القضاء؛ وهذا يشمل القيادات القبلية أو الحزبية التي ثبت تورطها في ذلك، مع إمكانية أن تكون محاكمة الشيخ محمد الزايدي ذات طابع رمزي يحقق فائدة معنوية كبيرة
- دعم المقاومين على الأرض بدلًا من التركيز على القيادات والمسؤولين في مراكز القرار، عبر تعزيز ولاء المجتمعات المحلية للدولة من خلال السماح بصوت الفئات التي قاومت الانقلاب
الخيار | الانعكاسات المتوقعة |
---|---|
إطلاق سراح الشيخ الزايدي | يدل على ضعف الدولة ويعطي الحوثيين فرصة لتعزيز نفوذهم بين القبائل |
استمرار الاحتجاز | يعزز صورة الدولة القوية في مواجهة النفوذ الحوثي لكن يحتاج إلى حساب دقيق لتفادي زعزعة استقرار المنطقة |
يرى الصحفي أن قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي ليست مجرد ملف عابر، وإنما مؤشر بارز على التوازنات التي تحكم العلاقة بين الدولة والقبيلة، وهذه الخطوات من شأنها أن تسهم في إعادة بناء ذلك التوازن ضمن سياق اليمن المتغير، ويلفت الانتباه إلى ضرورة توخي الحكمة والاحتراز في القرارات، خاصة في ظل تراكم التحديات التي تواجه البلاد.