الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة تتصدر تحذيرات السودان بإعلان حالة استنفار قصوى تحذر السلطات السودانية من ليلة استثنائية شديدة الأمطار والعواصف الرعدية التي قد تتحول إلى سيول جارفة خلال الساعات المقبلة، مستهدفة عدة مناطق بينها الخرطوم والبحر الأحمر ونهر النيل، وسط قلق متزايد من تداعيات هذه الظروف على السكان والبنية التحتية المتدهورة في ظل أزمات متشابكة تواجه البلاد.
الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة: تطورات التحذيرات في السودان
تشير التوقعات إلى تقلبات جوية حادة مصحوبة بأمطار غزيرة وعواصف رعدية غير مسبوقة لحقت بموجة من السحب الثقيلة المحملة بكميات كبيرة من المياه تتحرك بسرعة نحو غرب البحر الأحمر، ونهر النيل، وشمال السودان، وكسلا، والقضارف، وشمال دارفور، في حين تستعد العاصمة الخرطوم بجانب سنار والنيل الأزرق وشمال وجنوب كردفان وأجزاء من دارفور لهطول أمطار قد تصل شدتها إلى الغزيرة؛ مما يرفع منسوب القلق الشعبي وحذر الجهات المعنية التي أعلنت حالة طوارئ لمواجهة آثار هذه الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة الوشيكة
وزارة الري رفعت مستوى التأهب إلى أعلى الدرجات مع تركيز تحذيراتها على البحر الأحمر التي تهددها سيول عالية الخطورة خاصة في مناطق هيا والمحيط، وهو ما جعل السلطات تحذر السكان من خطورة هذه الأمطار التي من المتوقع أن تؤدي إلى فيضانات مدمرة تهدد الممتلكات والأرواح، وفي نهر النيل تشير التوقعات إلى أجتياح السيول عطبرة وبربر والبحيرة وتمتد حتى الطريق القومي أم الطيور – القرير، بينما الشمالية مهددة بتدفق مياه جارفة من مروي حتى الملتقى، وفي غرب البلاد يتحسب السكان لسيول متوسطة في شمال دارفور وعنيفة للغاية في غرب دارفور وأبرزها محلية سربا، كما حذرت الوزارة من سيول مفاجئة محتملة في الكرمك بولاية النيل الأزرق
الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة والتداعيات المقلقة على السودان
لا تخلو هذه التحذيرات من آثار كارثية حيث تعيد إلى الذاكرة المشاهد المؤلمة التي عاشتها السودان في الأعوام السابقة عبر سيول تحولت إلى أنهار جارفة اجتاحت القرى وابتلعت المنازل وما تزال تذكر تلك النزوح الواسع لعشرات الآلاف من الأسر التي خسرت منازلها وأرزاقها، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية وتأثر الدولة بالصراعات والحرب تتضاعف المخاطر بحيث أصبح من الصعب على السلطات مواجهة كارثة أخرى قد توقف حياة ملايين المواطنين وتشكل تهديداً مباشراً لهم
الخبراء يحذرون بشدة من أن ضعف البنية التحتية، سوء التصريف، وغياب خطط الاستعداد المسبقة، تضع البلاد أمام احتمال أن تتحول الأمطار القادمة إلى قنبلة مائية موقوتة قد تندلع الكارثة بسببها في أوقات قصير، ويؤكد مسؤولو وزارة الري استمرار عمل مشروع الإنذار المبكر الذي يراقب حركة السحب والسيول على مدار الساعة، مؤكّدين أن التصرف السليم والالتزام بالتحذيرات الشعبية هو العامل الحاسم بين الحيطة ووقوع الخسائر الكبيرة
التدابير الوقائية لمواجهة الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة المرتقبة
في ظل هذا الواقع، تقدم الجهات المختصة عدة نصائح وتوصيات يجب على السكان والسلطات المحلية إتباعها لكل من يريد حماية نفسه وممتلكاته، حيث تشمل الإجراءات التالية:
- متابعة تحذيرات الأرصاد الجوية والالتزام بها وعدم الاستهانة بأي إعلان رسمي
- تجنب التنقل في المناطق المنخفضة أو القريبة من مجاري السيول أثناء الأمطار
- توفير إمدادات طوارئ وأدوات إسعاف أولي في المنازل والأماكن الأكثر عرضة للخطر
- تنظيف فوهات التصريف ومجاري المياه لتسهيل تدفق الأمطار بعيداً عن المباني والطرق
- تعاون السلطات المحلية مع فرق الإنقاذ لضمان سرعة التحرك عند حدوث أي كارثة
ويظل التحذير من خبير الأرصاد عوض إبراهيم الأقرب للقلوب والمتوقع أن يصل تأثير الأمطار الغزيرة خلال فترة “منزلة الجبهة النداية” إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ السودان، لتشمل الولايات التالية:
| الولاية | مستوى الأمطار المتوقع |
|---|---|
| الخرطوم | غزيرة مع عواصف رعدية ليلاً وفجراً |
| نهر النيل | كثيفة مع احتمال سيول جارفة |
| الشمالية | سيول متوسطة إلى عالية الخطورة |
| الجزيرة | أمطار متوسطة إلى قوية |
| كسلا والقضارف | أمطار رعدية غزيرة ومتواصلة |
يناشد الخبراء المواطنين اتخاذ كافة الاحتياطات وعدم تجاهل التحذيرات الرسمية، ففي وضع كهذا، تكون الحيطة والحذر هي السبيل للحفاظ على الأرواح والممتلكات وسط هذه الظواهر المناخية المتطرفة التي باتت تهدد السودان بشكل متكرر، ولا مجال للتهاون حتى تتجاوز البلاد هذه المرحلة بسلام.