مقياس ريختر هو الأداة الأساسية لقياس قوة الزلازل التي تحدث في القشرة الأرضية، إذ يعبر هذا المقياس عن حجم الطاقة التي تطلقها الهزات الأرضية بطريقة رياضية دقيقة ويُستخدم بشكل واسع في الأبحاث الجيولوجية وفي إجراءات السلامة المتعلقة بالكوارث الطبيعية، ويتيح فهمًا أفضل لطبيعة الزلازل وتأثيرها على المحيط المحيط بالبشر والمباني.
مقياس ريختر: ماهيته وكيف أُسس لقياس قوة الزلازل
مقال مقترح «مواعيد مهمة» موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 195 في الموسم السابع متى يكون وهل سيؤجل؟
تأسس مقياس ريختر على يد العالم الأمريكي تشارلز فرانسيس ريختر عام 1935 بهدف رصد الزلازل بدقة بواسطة طريقة موحدة، حيث يعتمد المقياس على قياس السعة القصوى لموجات الزلزال التي تُسجلها أجهزة متخصصة لرصد النشاط الأرضي وكانت خطوة ثورية في فهم طبيعة الزلازل المختلفة؛ إذ أنه يمتاز بكونه مقياسًا لوغاريتميًا مما يعني أن الزيادة بمقدار درجة واحدة تعادل زيادة في الطاقة بنحو عشرة أضعاف، فمثلًا زلزال بقوة 6 ريختر هو أشد بعشر مرات من ما يقاس بقوة 5 درجات، وقد مكّن هذا من تصنيف الزلازل بطريقة تعكس قوتها الحقيقية وتأثيرها المحتمل.
كيفية حساب مقياس ريختر والمعدات المستخدمة لرصد قوة الزلازل
تتم عملية حساب مقياس ريختر باستخدام أجهزة السيزموغراف التي تقوم بتسجيل الاهتزازات الناتجة عن الزلازل عبر رصد الموجات الزلزالية، خاصة الموجات السطحية والطولية، ويتم بعد ذلك تحديد سعة الموجات العظمى التي تلتقط عند موقع قياس بعيد عن مركز الزلزال أو ما يُعرف بالنقطة المركزية، ثم تُطبق معادلات رياضية تأخذ في الاعتبار هذه السعة وكذلك المسافة التي تفصل بين الجهاز ومركز الزلزال لتحويلها إلى رقم يظهر على مقياس ريختر، وهذه الطريقة تسمح بتقييم دقيق للزلزال مهما تنوعت مسافات التسجيل، ولذلك تعتمد عليها معظم مراكز الرصد الجيولوجي في العالم.
- جهاز السيزموغراف: يسجل الاهتزازات الأرضية
- قياس السعة العظمى للموجات الزلزالية
- حساب المسافة بين نقطة التسجيل ومركز الزلزال
- تحويل القياسات إلى رقم مقياس ريختر باستخدام معادلات رياضية
أهمية مقياس ريختر في تقييم الزلازل وتأثيرها عالمياً
يُعد مقياس ريختر أداة فعالة في تقييم حجم الضرر الذي يمكن أن يحدث بسبب الزلازل حيث كلما زادت القراءة على المقياس زادت احتمالية تسبب الزلزال في أضرار هيكلية بالمباني والبنية التحتية الحيوية كما يساعد المقياس الحكومات والهيئات المعنية في اتخاذ التدابير الوقائية التي تمنع الكوارث أو تقلل من حدتها عبر بناء منشآت مقاومة للزلازل، بالإضافة إلى دوره العلمي في متابعة ودراسة الظواهر الجيولوجية كالصفائح التكتونية التي تتحرك باستمرار، ويُمكن الإشارة إلى بعض الزلازل التي تم قياس قوتها بدقة على مقياس ريختر مثل زلزال توهوكو في اليابان الذي وصل إلى 9.1 درجة وتسبب بكارثة تسونامي رهيبة.
اسم الزلزال | العام | قوة الزلزال (ريختر) |
---|---|---|
زلزال توهوكو – اليابان | 2011 | 9.1 |
زلزال تشيلي العظيم | 1960 | 9.5 |
زلزال كاشمير | 2005 | 7.6 |
ومع كل ما يتمتع به مقياس ريختر من أهمية لا يخلو من بعض القيود التي تظهر خاصة عند قياس الزلازل ذات القوة الكبيرة جدًا أو التي تقع بعيدة عن أجهزة الرصد حيث يمكن أن تقل دقة القياسات لذلك تم تطوير مقاييس أخرى مثل مقياس العزم الزلزالي الذي يوفر دقة أفضل في تلك الحالات، ومع استمرار التقدم في التكنولوجيا تستمر أدوات قياس قوة الزلازل في التحسن مما يعزز من قدرتنا على حماية الأرواح وتقليل الخسائر المادية.
يبقى مقياس ريختر من الأدوات الحيوية لفهم الزلازل وتقييم قوتها ويعكس التطور العلمي الحاصل في رصد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الإنسان والبيئة، ويواصل الباحثون تطوير نظاماته للحفاظ على أمن المجتمعات حول العالم