إيطاليا وتونس تعززان شراكتهما الاستراتيجية ضمن “خطة ماتي” لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والهجرة والتنمية بما يعكس عمق الروابط بين الجانبين، حيث أجرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني محادثات هامة مع الرئيس التونسي قيس سعيد حول تطوير هذه الشراكة الحيوية مع التركيز على تحقيق الاستدامة وخلق مشاريع تنموية مشتركة تخدم مصالح إفريقيا وشمالها عبر مجالات الطاقة المتجددة والهجرة المنظمة والتنمية المستدامة.
تعزيز التعاون الثنائي ضمن خطة ماتي بين إيطاليا وتونس
تشكل “خطة ماتي” إطار عمل متينًا يدفع إيطاليا وتونس إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بشكل ملموس، حيث تحمل الخطة اسم إنريكو ماتي مؤسس شركة “إيني” للطاقة الإيطالية، والتي تهدف إلى دعم تنمية القارة الإفريقية بمشاريع شاملة تتناول الزراعة والطاقة والمياه في آن واحد، وقد جاءت المحادثات الأخيرة بين الجانبين لتؤكد النجاح في تنفيذ العديد من هذه المشاريع المشتركة، مع تسليط الضوء على التعاون الإنمائي الموقّع في بداية العام الجاري. وتعكس هذه الخطة رؤية واضحة تجاه الاستثمار في البنى التحتية الحيوية، وتطوير الأساليب الحديثة في استغلال الموارد الطبيعية، وهو ما يشكل ركيزة هامة للشراكة بين البلدين، ويعزّز جهود التنمية الإقليمية.
الطاقة والهجرة والتنمية المستدامة في قلب التعاون بين إيطاليا وتونس
تأتي قضايا الطاقة والهجرة والتنمية المستدامة في مقدمة الملفات التي ناقشها الطرفان ضمن خطة ماتي، حيث ارتكزت المحادثات على مشروع “تانيت” الذي يسعى إلى إعادة استخدام مياه الصرف الصحي لاستصلاح الأراضي الزراعية وتوفير مصادر جديدة للري، إلى جانب إنشاء مركز إقليمي للتدريب الزراعي يتكامل مع حلول الأمن الغذائي والابتكار البيئي، بينما يبرز التعاون في ملف الهجرة عبر التزام الطرفين بمحاربة شبكات الاتجار بالبشر، وتعزيز مسارات الهجرة القانونية والتنظيمية من خلال “عملية روما” المشتركة، مما يعكس حرصهما على تحقيق استقرار أمني واجتماعي يدعم التنمية المستدامة، وهو ما يجعل الشراكة بين البلدين نموذجًا متقدمًا للتعاون المتوازن بين دول المتوسط.
مستقبل العلاقة بين إيطاليا وتونس ضمن خطة ماتي وفرص التنمية الاقتصادية
تطمح إيطاليا إلى ترسيخ دورها كشريك استراتيجي لدول الجنوب المتوسطي، ومنها تونس، عبر دعم مشاريع التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مما يدفع بالشراكة نحو آفاق أوسع، مع التركيز على ملفات الطاقة والهجرة والتنمية المستدامة التي تشكل المحرك الأساسي للتعاون ضمن خطة ماتي. وتتضمن هذه الشراكة عدة محاور رئيسية يحرص الطرفان على تطويرها بشكل مستمر: