الصين تطلق أول إعانات وطنية لرعاية الأطفال في محاولة جادة لوقف التراجع السكاني بعد طول انتظار أعلنت الحكومة الصينية عن بدء برنامج وطني شامل يمنح إعانات مالية سنوية لكل طفل يولد اعتبارًا من يناير 2025، بهدف تعزيز معدلات الولادة التي شهدت تراجعًا ملحوظًا، هذا البرنامج يمثل تحركًا جديًا لمواجهة الأزمة الديموغرافية بعد فشل المبادرات المحلية السابقة في تحفيز النمو السكاني بشكل فعّال.
الصين تطلق أول إعانات وطنية لرعاية الأطفال: تفاصيل البرنامج والدوافع
في خطوة تعكس جدية السلطات الصينية في معالجة قضايا السكان، تم الإعلان عن برنامج يمنح إعانة سنوية مقدارها 3600 يوان، أو بما يعادل نحو 502 دولار أمريكي، لكل طفل حتى يصل إلى عمر الثالثة، بغض النظر عن ترتيب ولادته داخل الأسرة، هذا القرار يأتي بعد أن شهدت الصين تراجعًا مستمرًا في معدلات الولادة مما يهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل، كما أن البرنامج لا يقتصر على الأطفال المولودين اعتبارًا من 2025 فقط، بل يشمل الأطفال الذين وُلدوا قبل هذا التاريخ بنسب تتناسب مع أعمارهم حتى الثالثة.
على مدى السنوات الماضية، وجهت الصين اهتمامًا كبيرًا إلى تعديل سياساتها السكانية، ومنها السماح بإنجاب ثلاثة أطفال، لكن هذه الإجراءات لم تحقق النتائج المرجوة إذ استمر التراجع السكاني، ولذلك جاء إطلاق الصين أول إعانات وطنية لرعاية الأطفال خطوةً شاملة ومباشرة من الحكومة المركزية، وهو ما يشير إلى توجه جديد يعزز دعم الأسر بشكل مالي مباشر مما قد يؤثر إيجابيًا على قرارات العائلات بشأن الإنجاب.
الصين تطلق أول إعانات وطنية لرعاية الأطفال: حجم الدعم وتأثيره المنتظر
بحسب الإعلان الرسمي بلغت قيمة الدعم الإجمالية لكل طفل خلال السنوات الثلاث الأولى حوالي 10,800 يوان، وهو ما يعادل حوالي 1505 دولارات، وهذا المبلغ يهدف إلى تخفيف الأعباء المالية التي تتحملها الأسر في مرحلة الطفولة المبكرة، إلا أن الخبراء علماء الاقتصاد ما زالوا يختلفون حول مدى كفاية هذا الدعم في تغيير الاتجاه السكاني السائد، حيث يرى هوانغ زيتشون من شركة “كابيتال إيكونوميكس” أن هذا التحرك هو خطوة إيجابية لكنه لا يضمن تأثيرًا فوريًا على معدلات المواليد أو إنفاق الأسر بسبب ارتفاع تكاليف الحياة وأنماط القرارات الاجتماعية.
في ظل هذا الإطار يمكن النظر إلى إعانات رعاية الأطفال كجزء من منظومة أكبر تحتاج إلى دعم إضافي وإصلاحات في مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم والسكن، لكي تبدو الإعانات جزءًا فاعلًا في تحفيز الأسر على الإنجاب.